حضرة معالي وزير التربية اللبناني المحترم
ظلمٌ في السَّويّة عدٌل في الرعية
يكفينا أن نعيش توتر القلق من الوباء الذي أسكت العالم ، وأوقف حركة الكون المعتادة ، فأصبحنا نعيش سكون الضجيج .
معالي الوزير الدكتور طارق المجذوب
تحية طيبة وبعد …
أبناؤنا اليوم بين دفتي الجهل الفكري والوباء الخطير ، إضافة إلى الحالة النفسية التي تنعكس على تصرفاتهم ، ومن غير السليم والمنطقي أن نغلق مدارس ونفتح أخرى ، حسب بيانات القرى والبلدات التي إرتفع فيها عداد كورونا ، أو تم إكتشاف حالة في الصف داخل مدرسة أو بين الأساتذة .
مدرسةٌ يكتسبُ تلامذتها العلم وأخرى يُحرَم تلامذتها من التفاعل المباشر والعلم ، إننا على يقين بأن الإدارات التربوية والكادر التعليمي في المدارس والثانويات وحتى الجامعات تعمل بكل طاقاتها لتقديم وسائل التعليم البديل عن بعد ، ولكن ما نواجهه جميعاً كأهل وإدارة ومعلمين وطلاب هو الحيرة والتوتر والمجهول الذي ننتظره ..
غدا مدرسة!
لا أغلقت المدرسة !! … الدرس عبر المنصة … للأسف أغلقت البلدة … إنقطع النت ..
الكهرباء مقطوعة .. أبنائي من دون حاسوب …
ثمن الحاسوب راتب شهري …
ما أصاب الجميع من توتر وإرتباك وعدم إستقرار ينعكس سلباً على أبنائنا وكل المعنيين ويؤدي إلى دمار بالمنظومة الفكرية والعلمية والتربوية ، وتشتت وضياع يؤثر على من عليهم العمدة في بناء المستقبل .
ناهيك عن أطفال الروضات حيث أن التعلم عن بعد أشبه برؤية ومنام ليس أكثر .
فليؤخذ القرار المناسب دون تردد إما أن يذهب الجميع للتعلم الحضوري المباشر مع برنامج مختصر ومدروس بالإضافة إلى مراعاة كل أساليب الحفاظ على الصحة العامة ومنع حضور الأفراد المخالطة أو المشتبه بها حصراً (وهذا أمر مقدور عليه) ، وليس إغلاق مؤسسات تربوية دون أخرى ..
أو أن يذهب الجميع للتعلم عن بعد وإنهاء التعلم الحضوري حتى إشعار أخر، لأنّ كثرة القرارات التي تتعدل بين ليلة وضحاها والإغلاق المفاجئ يؤدي إلى توتر عند الطلاب والأهل وأفراد الهيئة التعليمية والإدارية في المدارس ، وحتى في الجامعة اللبنانية التي تبدل فيها برنامج الإمتحانات لأكثر من عشرة مرات خلال ثلاث أيام مما أدى إلى حالة توتر لدى طلاب الجامعة وتشتت في الإمتحانات .
رسالتي اليوم إلى حضرة وزير التربية الموقر والذي نعلم أنه يعمل بكل إرادة وقوه لحفظ أبنائنا ..
دكتور طارق إما جميع التلاميذ حضوري ضمن الضوابط وإما الجميع عن بُعد (أونلاين) .
وإنني أناشدك اليوم بصفتي والد لثلاثة تلاميذ وطالب في الجامعة اللبنانية، ومواطن لبناني يحب وطنه لبنان ، ويخاف على مستقبل أبنائه .
بقلم الشيخ ربيع قبيسي
مدينة صور بتاريخ ٤/١١/٢٠٢٠