السبت, نوفمبر 23
Banner

التفاؤل الحكومي “فالصو”: العقد على حالها عون “لن يتزحزح”… و”راحت عاللي راح” في التليل‎!‎ ‎

“‎انمحت الملامح والجسد متفحم”… عبارة تدمي القلوب وتهزّ عروشاً وتطيح رؤوساً عن ‏كراسيها رددها شقيق الشهيدين العسكريين حسن وفياض شريتح اللذين قضيا في انفجار ‏صهريح التليل، لكنها في “الغابة” اللبنانية على حد توصيف رئيس الجمهورية ميشال عون ‏للبلد، لم تهزّ شعرة في رؤوس المسؤولين بل زادتهم غياً فوق غيّهم وإمعاناً في استدراج المزيد ‏من عروض “عزرائيل” الجهنمية تفجيراً وتهجيراً وحرقاً وقهراً للناس‎.

من “نيترات الأمونيوم” المخزنة في المرفأ إلى “ليترات البنزين” المخزنة في التليل، يواصل ‏آب اللهاب الفتك باللبنانيين وحصد أرواحهم على مذبح أكثرية متسلطة على السلطة والبلد ‏وتتعامل مع شعبها على قاعدة “راحت عاللي راح… ومنكمل باللي بقيوا”. وبهذا المعنى كان ‏ردّ رئيس الجمهورية حاسماً على الداعين إلى رحيله بالتأكيد على أنه لن يتزحزح عن كرسي ‏الرئاسة “حتى النهاية”، مبشراً اللبنانيين بأن ما قام به في عهده “سيكمله الرئيس الجايي‎”!

ولأنّ مجزرة التليل تحتاج إلى “تنفيسة” تتماهى مع متطلبات موجة الضغوط الداخلية ‏والخارجية المتزايدة على السلطة، سارع أهل الحكم إلى ضخ أجواء تفاؤلية في الفضاء ‏الحكومي، فتقاطع تشديد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله على وجوب التأليف ‏خلال 3 أيام مع إشارة عون إلى أنّ الحكومة “على وشك” الولادة خلال الأيام المقبلة، ليتسارع ‏المد التفاؤلي قبل أن يصطدم بـ”نقزة” عبّر عنها رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي إثر ‏لقائه رئيس الجمهورية، مفضلاً “الحكم على الأمور بخواتيمها”، في إشارة إلى تلمسه ‏الاستمرار في سياسة وضع العصي في دواليب التشكيل‎.

وإذ أكد ميقاتي أنّ النقاش دخل مرحلة إسقاط الأسماء على الحقائب، أعاد التذكير من قصر ‏بعبدا بأنّ “المدة ليست مفتوحة” أمام محاولاته للتأليف مؤكداً أنه حدد لنفسه سقفاً زمنياً ولن ‏يكشف عنه حتى “يحين الوقت”. وعلقت مصادر مواكبة للاتصالات الحكومية على “الإفراط ‏في الحديث بالإيجابيات” الذي ساد خلال الساعات الماضية بالإشارة إلى أنّها “أجواء مصطنعة ‏‏”فالصو” لا تستند إلى أي أساس ملموس”، وأضافت: “العقد لا تزال على حالها والرئيس ‏المكلف قدم لرئيس الجمهورية تركيبة مكتملة تشمل اسقاط الحقائب على الطوائف والمذاهب، ‏وتتضمن بعضاً من الاسماء، لكن الإشكاليات حول توزيع الحصص استمرت لا سيما وأنّ ‏عون رفض توزيعات وزارية معينة‎”.

وكشفت المصادر أنّ “رئيس الجمهورية طرح اسماً عونياً لتولي حقيبة العدل فرفضه ميقاتي، ‏كما طرح إعطاء وزارة البيئة للحزب التقدمي الاشتراكي بدل الشؤون الاجتماعية”، مشيرةً في ‏الوقت عينه إلى أنّ “ما يطرحه عون “خربط” كل ما كان وعد به الرئيس المكلف الكتل ‏النيابية التي سمته”، فضلاً عن أنّ “عقدة الداخلية لم تُحل لجهة تحديد او الاتفاق على الاسم ‏الذي سيتولاها، بالإضافة إلى إشكالية وزير المالية التي لا يريد عون أن يتولاها يوسف خليل ‏ويصرّ عليه رئيس المجلس النيابي، ومسألة توزيع بعض الحقائب الخدماتية التي لم تُحسم ‏بعد‎”.

وتزامناً، أكدت مصادر واسعة الاطلاع أنّ “الضغوط الخارجية باتت كبيرة جداً في سبيل ‏تشكيل الحكومة”، وأشارت إلى أنّ زيارة السفيرة الأميركية دوروثي شيا إلى قصر بعبدا ‏تصب في هذا الاتجاه، كاشفةً أنّ “الرسالة نفسها حملها أيضاً وليام بيرنز رئيس الـ‎”cia” ‎الى ‏بيروت منذ ايام (الخميس الفائت) حيث التقى في بيروت قادة الأجهزة الامنية وشدد على ‏وجوب عدم انهيار الوضع الأمني في لبنان‎”.‎

نداء الوطن

Leave A Reply