السبت, نوفمبر 23
Banner

بعبدا تستنزف الاحتياطي مجدّداً.. والأزمة مستمرّة

بين سفينة مازوت ايران وغاز الاقتراح الاميركي، انقسم اللبنانيون مجدداً، وضاعت حكومتهم الانقاذية الموعودة. ملفات تتشابك وازمات تتراكم وتدخلات خارجية تزيد الاوضاع تعقيدا وترخي بكل اثقالها على مفاوضات التشكيل المتعثرة اساساً. هذا يريد تغطية نفط طهران وذاك تأمين الغاز المصري من الاردن، والنتيجة، طارت الحكومة وعادت الى ميدان الصراع الاميركي – الايراني وحلبة كباش مفاوضات فيينا المفرملة. موجة الايجابيات والمناخات التفاؤلية اطاحتها الشروط والمطالب الممتدة من الحصص والاسماء الى المازوت والغاز. وبين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي رسائل تتطاير وافكار تطرح على وقع رفض متبادل يحول حتى الساعة دون تحديد موعد للرئيس المكلف في بعبدا.

بالمختصر المفيد، لا حكومة في المدى المنظور والحق كل الحق عالـ “اميركان” الذين يعرقلون التشكيل بحسب ما تقول مصادر موالية تتابع عن كثب ملف التشكيل، موضحة ان الامور كانت تسير على خير ما يرام الى ان دخلت السفيرة الاميركية دوروثي شيا “بالعرض” طارحة اقتراحا قطع الطريق على سفينة المازوت الايراني التي من شأنها ان تسهم في تخفيف العبء عن اللبنانيين وكسر الحصار المفروض عليهم. وفي المقابل فان الفريق الاخر يؤكد ان من يعرقل التشكيل هو رئيس الجمهورية التي يريد من خلال بعض الاسماء المقترحة للتوزير الحصول على الثلث المعطل مواربة.

موفد ومراسيل

وفي اعقاب الجلسة النيابية التي اتت بنتيجة عكسية لما تطلعت اليه بعبدا وقد توقعت ادانة قرار مصرف لبنان القاضي بوقف الدعم، فكانت النتيجة دعوة الى تشكيل الحكومة سريعا، أشارت معلومات صحافية الى ان المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير يتولى التشاور مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لاستكمال البحث في الملف الحكومي. وافيد ايضا ان مراسيل تنقلت بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف لكن حتى الساعة لا موعد للرئيس المكلف في القصر الجمهوري.

أوقفوا المؤامرة

من جهته، غرّد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عبر “تويتر”: “الرئيس توجه للمجلس لحل أزمة الكهرباء والمحروقات. جواب الأكثرية بالمجلس: تشكيل الحكومة، والاسراع بالبطاقة التمويلية يلي بحاجة لشهر لتصير شغالة. شو بيعملوا اللبنانيي بهالشهر؟ بينذلوا اكتر؟ او بيعطوا دماءهم؟ اوقفوا المؤامرة، افرجوا عن المال لكهرباء لبنان ولموظفي الدولة، وعدلوا قرار الحاكم”.

الاعتذار مجددا

في المواقف ايضا، إعتبر النائب السابق مصطفى علوش أن فريق “رئيس الجمهورية ميشال عون مرتهن ورئاسة الحكومة ضعيفة”. وقال في حديث اذاعي “انجاز الحكومة يتطلب مزيدا من التفاوض واحتمال اعتذار الرئيس ميقاتي قد يكون اعلى من الاستمرار”.

أزمة المحروقات

على خط ازمة المحروقات، عقد اجتماع في قصر بعبدا، برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضور رئيس حكومة تصريف الاعمال الدكتور حسان دياب ووزيري المال غازي وزني والطاقة والمياه ريمون غجر (عبر تطبيق زوم) وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وتم الموافقة، بإجماع الحاضرين، على على اقتراح وزارة المالية بالطلب الى مصرف لبنان فتح حساب موقت لتغطية دعم عاجل واستثنائي للمحروقات من بنزين ومازوت وغاز منزلي ومقدمي الخدمات وصيانة معامل الكهرباء، وذلك بما يمثل قيمة الفرق بين سعر صرف الدولار الأميركي بحسب منصة “صيرفة” والسعر المعتمد في جدول تركيب الاسعار والمحدد بـ8000 ل.ل. (بدعم حده الأقصى 225 مليون دولار أميركي لغاية نهاية شهر أيلول)، وعلى أن يتم سداد هذه الفروقات بموجب اعتماد في موازنة العام 2022.

وقد أعطى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء موافقتهما الاستثنائية على البنود المعروضة أعلاه، وعلى أن يعرض الموضوع لاحقا على مجلس الوزراء على سبيل التسوية.

الجدول الجديد

أصدرت المديرية العامة للنفط امس جدول اسعار جديدة للمحروقات على النحو التالي:

بنزين 98 اوكتان 133200 ل.ل.، بنزين 95 اوكتان 129000 ل.ل، ديزل أويل 101500 ل.ل، قارورة غاز منزلي 90400 ل.ل.

شكوك

هذا الاجراء، عدا عن انه يستنزف المزيد من دولارات مصرف لبنان، ويمس بالاحتياطي الالزامي، فانه ابقى حالة فلتان الاسعار وفوضى التوزيع ، بحيث لن يضمن احد استمرار ازمة المحروقات.

أزمة مياه

وفي سجل الازمات ايضا، أكدت المديرة التنفيذية لليونيسف هنرييتا فور أن “في حال لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة سيواجه أكثر من أربعة ملايين شخص في جميع أنحاء لبنان – معظمهم من الأطفال والعائلات الأكثر هشاشة – احتمال تعرضهم لنقص حاد في المياه أو انقطاعهم التام عن إمدادات المياه الصالحة للشرب في الأيام المقبلة”. ودعت إلى “الاستعادة العاجلة لإمدادات الطاقة – الحل الوحيد لاستمرار تشغيل خدمات المياه. الاحتياجات هائلة، والتشكيل العاجل لحكومة جديدة مع التزامات واضحة بالإصلاح أمر بالغ الأهمية لمعالجة الأزمة الحالية من خلال إجراءات حازمة ومنهجية لحماية حياة الأطفال وضمان الوصول للمياه وجميع الخدمات الأساسية”.

 

Leave A Reply