منذ طرح كليب أغنية “إلى بيروت الأنثى”، تتلقى النجمة اللبنانية نانسي عجرم أصداءًا إيجابية واسعة حول العمل عبر مواقع التواصل الإجتماعي ومن زملائها الفنانين وأهل الصحافة والإعلام.
الأغنية التي قدّمتها نانسي عربون وفاء ومحبّة إلى العاصمة اللبنانية التي ترفض الخنوع والإستسلام رغم أوجاعها، شكّلت الحدث الفني الأبرز في الأيام الماضية، خاصةً بعد طرح الكليب الذي يحمل رسالة وطنية سامية، وتدور أحداثه حول قصّة عائلة لبنانية يتّخذ فيها الأخ الأصغر لـ نانسي قرار الهجرة من لبنان بسبب الأوضاع الصعبة التي يواجهها البلد.
وتحدّثت الفنانة نانسي عجرم عن الضجّة التي أثارها كليب “إلى بيروت الأنثى” لدى طرحه، وكشفت في حوار مع صحيفة L’Orient-Le Jour اللبنانية والزميل بشارة مارون، عن كواليس تسجيل الأغنية وكيف تم اختيار الفكرة وتصويرها، ومدى تأثير العمل عليها في هذه المرحلة وتحديدًا بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي.
نانسي عجرم كشفت عن أنها أرادت أن تقدّم أغنية لبيروت وكانت تبحث عن الكلمات التي تلامس مشاعرها، فاقترح عليها قائد فرقتها الموسيقية، المؤلف الموسيقي باسم رزق قصيدة “إلى بيروت الأنثى مع الإعتذار” للشاعر الكبير نزار قباني، وقالت: “فرحت بالقصيدة، فما من كلام أجمل من قصيدة لشاعر كبير مثل نزار قباني حتى أقدّمه في أغنية”. وأردفت: “نزار قباني معروف بحبه للبنان وبيروت”، فحصل التواصل بين باسم رزق والملحن هشام بولس وبعدها تم تسجيل الأغنية.
وأضافت نانسي أن الأغنية ليست حزينة بقدر ما هي معبّرة، مشيرةً إلى أن قصّة الكليب مؤثرة، فكل بيت في لبنان يعاني من الهجرة، لذلك تأثر بها الجمهور. وأكدت عجرم أن القصّة لامست مشاعرها وأثرت بها إلى حد كبير، لأنّ لبنان أصبح يخسر يوميًا المبدعين والأدمغة من جيل الشباب الذين يهجارون بحثًا عن مستقبل أقضل لهم ولعائلاتهم.
وقالت نانسي عجرم أن إنفجار مرفأ بيروت كان كارثيًا، ووقعه كان مؤلمًا على جميع اللبنانيين وخاصةً الذين أصابهتم الفاجعة مباشرةً بفقدان ذويهم ودمار بيوتهم. وأكدت نانسي أنها لا تستطيع وصف مشاعرها أمام ما حصل في بيروت، فهي تسكن في منطقة بعيدة عن العاصمة لكن مشاهد الدّمار والمصابين والمشردين كانت مؤلمة جدًا ومن المستحيل أن ينساها اللبنانيون، متمنيةً أن لا يصيب لبنان أي مكروه بعد اليوم.
أمّا عن تعاونها مع المخرج سمير سرياني في كليب “إلى بيرون الأنثى”، أشارت نانسي إلى أنها في البداية كانت تعجبها الإعلانات الدعائية التي يقدّمها سمير، حتى حصل التعاون بينهما في كليب أغنية “بدنا نولع الجو” وبعدها بحفليها الأونلاين على “يوتيوب” و”تيك توك”، وصولًا إلى كليب “إلى بيروت الأنثى”.
وقالت نانسي أنها طلبت من سمير ألّا يتضمن الكليب مشاهد لإنفجار المرفأ والدّمار فوافقها على ذلك، وعرض عليها قصّة الكليب التي أثرت بها خاصةً أنها قصّة حقيقية يعيشها معظم العائلات في لبنان ومرّ بها سمير في تجربة خاصة مع شقيقته التي هاجرت من لبنان منذ فترة قصيرة.
وأضافت نانسي أنها شعرت خلال تصوير الكليب بأنها فعلًا تجلس مع عائلتها وتتناول معهم العشاء، حيث كان التناغم مع الممثلين أكثر من رائع، ولم تخبئ أنها لم تتمكن من إمساك دموعها خلال تصوير مشهد وداع شقيقها في العمل، فأعاد سمير سرياني تصويره لأكثر من مرّة.
نانسي عجرم أكدت أنها لا تفكّر بالهجرة من لبنان، مشيرةً إلى أنها قد تكون فكرّت بذلك في وقت سابق، لكن في هذه المرحلة تشعر أن لبنان يحتاج إلى جميع أبنائه أكثر من أي وقت مضى.
وفي ختام الحوار، وجّهت نانسي عجرم رسالة إلى اللبنانيي، وتحديدًا الشباب الذين هاجروا من لبنان وقالت: “لبنان يحتاج إليكم، مهما طالت فترة غيابكم عنه، عودوا إليه في أقرب فرصة، وتذكروا دائمًا أن (لكل من وما يجبرنا على الرحيل … سنعود)”.
أمّا عن مشاريعها الفنية المقبلة، قالت نانسي أنها انتهت من تسجيل أغاني ألبومها الجديد، وهي الآن في مرحلة اتخاذ القرار النهائي بتحديد موعدٍ لطرحه في الأسواق، مشيرةً إلى أن أغنية جديدة ستبصر النور قبل نهائية العام، كما أعربت عن اشتياقها للحفلات والجمهور متمنيةً أن تزول أزمت كورونا بأسرع وقت ممكن حتى تعود الحياة إلى مجرها الطبيعي.
بتجرد