علي ضاحي ـ
كل الاطراف المشاركة في الحكومة، ولا سيما الاقطاب السبعة يتهيبون المرحلة ويريدون للحكومة ان تنجز ولا يريدون جعجعة من دون طحين فالوقت للعمل وليس للكلام.
وتؤكد اوساط بارزة في تحالف حركة امل وحزب الله ان التوجه هو لدعم الحكومة بأقصى طريقة ممكنة للوصول بالبلد الى بر الامان واجراء الاصلاحات والخطوات اللازمة في الملف المالي والاقتصادي والاجتماعي، وليس انتهاءاً بإجراء الاستحقاقات الدستورية في وقتها ولا سيما الانتخابات النيابية والبلدية .
وتقول ان “الثنائي” سارع ومنذ اللحظة الاولى الى دعم تكليف الرئيس نجيب ميقاتي، بعد إعتذار الرئيس سعد الحريري واحتواء اي احتمال للفراغ، والذهاب نحو نهاية العهد بلا حكومة والذي من شانه ان يزيد من تعقيدات المشهد اللبناني المأزوم.
وخلال تعثر المفاوضات بين الرئيسين ميشال عون وميقاتي، تدخل “الثنائي” اكثر من مرة عبر “الخليلين” من جهة وعبر اللواء عباس ابراهيم من جهة ثانية، وعبر دعم تحركه بين عون وميقاتي وذلك للوصول الى الخواتيم المرجوة.
وخلال التشكيل ايضاً كان “الثنائي” مرناً وغير متشدد في الحقائب والاسماء ، وصولاً الى البيان الوزاري والذي كان متعاوناً فيه الى اقصى الحدود.
وبهذه الروحية الانفتاحية وعدم الرغبة بخوض اي سجال ومن ضمن استراتيجية “صفر مشاكل”، تعاطى رئيس مجلس النواب نبيه بري كما تعاطت كتلة التنمية والتحرير مع تناول رئيس “التيار الوطني الحر” وتكتل “لبنان القوي” النائب جبران باسيل للرئيس بري متهماً إياه بـ”تعطيل عهد عون القوي” وانه “متحكم بزمام الأمور”.
وتقول اوساط نيابية في كتلة بري ان الرد على باسيل اتى سريعاً امس الاول ومقتضباً وعلى طريقة “وحدة بوحدة”، واذا عدتم عدنا!
وتشير الى ان ليس لدى الرئيس بري او “الحركة” اي توجه لفتح سجال مع اي كان، والسجال مع باسيل عرضي وليس له اي خلفيات من جانب “امل”.
وتقول ان من يريد الحلول، وسهّل كل الامور لن ينجر الى لعبة الشارع اوشد العصب او السجالات مع اي كان لان من شان ذلك ان يصعب الامور على الحكومة.
في المقابل تؤكد اوساط في 8 آذار ان لم يحصل اي تواصل مباشر بين باسيل وبري للتوضيح، بعد تناول الاول للاخير.
ولكن على ما يبدو كان هناك رسائل من “التيار” غير مباشرة الى “امل”، عبر صديق ان لا نية بالتصعيد، وان الامر كان ابن لحظته في المقابلة ولم يكن مخططاً له او مقصوداً!
ورغم ذلك تبدوالاوساط غير مقتنعة بتبريرات باسيل، وهي تقول ان باسيل وعبر اداركه ان كل التوجه الدولي والداخلي حكماً يدفع الى انتخابات نيابية وبلدية ومن ثم رئاسية، يريد ان يكون البادىء في رسم مسار الانتخابات اقله مسيحياً.
وهذا المسار لن يتحقق مسيحياً او ان يُشدّ العصب المسيحي الا بـ”ختراع” عدو وهمي او حقيقي او خصم سياسي بالحد الادنى، ولا سيما بعد خروج الرئيس سعد الحريري من دائرة الاستهداف العوني والبرتقالي بعد اعتذاره.
وايضاً وبعد نجاح التفاهم بين عون وميقاتي وباسيل ضمناً على الحكومة، اصبح ميقاتي ايضاً خارج التصويب البرتقالي ايضاً، وبالتالي “القنص” على بري “متوفر”، وبما ان الارضية جاهزة وهناك “نقار ونقير” بين الطرفين فالامر قابل وجاهز!