باستثناء بعض المواقف الدولية المتصلة بجوانب محددة من الازمة اللبنانية، غابت عن الساحة الداخلية بالمطلق اي حركة سياسية او حتى نشاط رئاسي او وزاري ما اوحى بأن الجميع في استراحة المحارب قبل الاقلاع مجددا الاسبوع المقبل في ورش العمل والاجتماعات الحكومية تمهيدا لاطلاق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي اثر تشكيل الوفد في الجلسة الاولى لمجلس الوزراء بما اثار من التباس حول عبارة ” على ان ينضم الى الوفد لاحقا وزراء وخبراء”، بعدما تم طرح اسمي مستشارين لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر، ورسم علامات استفهام حول ابعاد وجودهما ضمن الوفد وما اذا كانا صوتا لفريق سياسي ضمن الوفد اللبناني.
زوار في بيروت
وفيما تلقى الرئيس نجيب ميقاتي دعوة رسمية لزيارة تركيا يتوقع ان يلبيها قريبا، بعدما اكد ان الحكومة ستقوم بنفسها بكل الخطوات المطلوبة لاعادة وصل ما انقطع في علاقات لبنان مع الاخوة العرب من دون وساطات، وفي انتظار المصير الذي ستؤول اليه الاتصالات الناشطة لاستئناف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل برعاية اميركية في ضوء عزم واشنطن على احيائها وتوقع تحرك موفديها بين بيروت وتل ابيب للغاية بعدما تم تعيين اموس هوكشتاين وسيطا خلفا لجون ديروشيه الذي سلمته ادارة بلاده ملف افغانستان، تشهد الساحة الداخلية حركة ديبلوماسية تبدأ اليوم الاثنين مع وصول منسق المساعدات الدولية من أجل لبنان السفير بيار دوكان لعقد اجتماعات مع الوزراء المعنيين بالملفات التي تشرف عليها باريس مباشرة ومع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والاطلاع على العناوين العريضة للخطة قيد الاعداد للتفاوض مع صندوق النقد الدولي، فيما يزور بيروت ايضا وزير خارجية قبرص الثلاثاء وبعده وزير الشؤون الخارجية الالماني، قبل ان يحط فيها وزير خارجية ايران حسين امير عبداللهيان بين 6 و7 الجاري.
لودريان والانتخابات
وفي السياق، صدرت بعض المواقف الخارجية المؤكدة استمرار دعم لبنان وحث السلطة السياسية على اجراء الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها فأشار وزير خارجية فرنسا جان ايف لو دريان الى أن “تشكيل الحكومة في لبنان خطوة مهمة للنهوض بالبلد”، وأكد أن على الحكومة اللبنانية تنظيم انتخابات مستقلة وشفافة.وأوضح لو دريان للعربية أن نافذة المفاوضات مع إيران لن تبقى مفتوحة إلى الأبد وإجراءات الأمر الواقع الإيرانية تعقد العودة إلى اتفاق فيينا. وأضاف، “المفاوضات الإقليمية مع إيران يجب أن تشمل أنشطتها الصاروخية”.
لا أجندة خفية
من جهته، أشار المفوض الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الى ان ” ليس لدينا أجندة خفية في لبنان ونعمل على دعم الشعب اللبناني”، مؤكدًا “اننا ندعم لبنان والشعب اللبناني بشكل كبير وقدمنا الكثير من الأموال”.
دعم اميركي لبيطار
وفي موقف خارجي داعم للمحقق العدلي في جريمة تفجير المرفأ القاضي طارق بيطار، هو الاول اميركياً، دعا عدد من النواب في مجلس الشيوخ الأميركي الحكومة اللبنانية إلى الحفاظ على سلامة القضاة، الذين يتولون التحقيق في الانفجار المروع الذي هز مرفأ بيروت في الرابع من آب العام الماضي (2020)، مخلفا أكثر من 210 قتلى. وأبدى بيان صادر عن لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، قلقه من “دور حزب الله في الدفع بقرار تعليق هذا التحقيق الحساس”.
الراعي والسيادة
ومحليا نبه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى إن التدخلات التي يتعرض لها المحقق العدلي شأنها أن تؤثر على مواقف الدول الصديقة تجاه لبنان بالإضافة إلى أنها تضعف هيبة القضاء عندنا.
وقال: أصدقاء لبنان العرب والدوليين ينتظرون التزام سياسة واضحة، وأداء مستقيما لكي يشاركوا في نهضته الاقتصادية والمالية، بعيدا من الإزدواجية الممقوتة. فلا نستطيع أن ندعي الحفاظ على السيادة وندع المعابر الحدودية مشرعة، والمواقف الغريبة المسيئة إلى السيادة من دون رد. لا نستطيع تأييد الشرعية والقبول بتعددية السلاح وازدراء المؤسسات، وبإنشاء جيش تابع لدولة أجنبية على حد اعتراف أحد كبار المسؤولين في تلك الدولة.
من جهته قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، إن لم تتحقق العدالة ويحكم القانون لن تكون دولة. وطالما هناك مقاييس مختلفة لن تكون عدالة. وطالما هناك من يتحكم بمقدرات البلد لن تستوي الأمور.
اضاف: إرفعوا أيديكم عن القضاء، دعوا الحقيقة تظهر.
شبكة الكهرباء
وفي ظل الفوضى الامنية المستشرية واستمرار التعديات على الاملاك العامة، حذرت مؤسسة كهرباء لبنان من “خطر الاقتراب من خطوط التوتر حفاظاً على سلامة الأشخاص والسلامة العامة”، وناشدت “القوى الامنية وضع حد لهذه الاعتداءات وتوقيف الفاعلين حيث ان هذه السرقات أدت وما زالت تؤدي الى خسائر جسيمة على الصعيد المادي وكذلك على صعيد سلامة الاستثمار واستقرار الشبكة الكهربائية”.
الشرق