اكد نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، في محاضرة قدمها بدعوة من تجمع العلماء المسلمين، ان المقاومة ربحت وربح لبنان أمرين أساسيين تشكيل الحكومة وكسر الحصارالأميركي، لأننا من اللحظة الأولى كنا نقول لا بد أن تكون هناك حكومة في لبنان من أجل إدارةالوضع، بصرف النظرعن مدى قدرتها، لكن ما بين الفوضى والحكومة نحن مع الحكومة، وقدمنا كل التسهيلات المناسبة من أجل أن تتشكل، والحمد لله تشكلت. ونحن نعتبر أن تشكيلها ولو جاء متأخرا هو ربح للمقاومة وللبنان”.
وقال: “أيضا، وللمرة الأولى وبشكل صارخ جدا ينكسر الحصار الأميركي للبنان ببركة الموقف الثابت والشجاع لحزب الله وكل المناصرين والمؤيدين لاستقلال لبنان وعزة لبنان ومقاومة لبنان، وذلك من خلال الإجراء التاريخي الذي أدى إلى استجرار المازوت الإيراني إلى لبنان بطريقةأذهلت الأعداء، وفرحت الإخوة والأصدقاء فاضطرت أميركا إلى أن تسارع الى تعديل بعض مخططاتها لتواجه هذا التحدي”، معتبرا انه “اصبح واضحا ان اميركا تعمل بلاأخلاق وبلا إنسانية، يكفي أن تسمعوا من الأمريكيين عندما يقولون بأن مصلحتهم في لبنان كذا، يعني أنهم لا يعملون للحق، لا يعملون للعدل، يعملون للمصلحة حتى ولو كانت المصلحة تؤدي إلى قتل الأطفال والنساء والشيوخ، وهذا ما رأيناه في أفغانستان والعراق وسوريا واليمن وأماكن مختلفة”.
وتابع: “أصبح الأميركيون يعرفون اليوم أنهم في لبنان يواجهون جماعة مؤمنة، مخلصة، خلوقة، صلبة تعمل لمصلحة شعبها، وتؤمن بأن الحق سينتصر ولو بعد حين، فليستخدموا كل ما يريدون. نحن أيضا من حقنا أن نستخدم كل الوسائل المشروعة التي تؤدي إلى النتيجة الإيجابية، بما أن هدفنا الحرية والاستقلال والتحرير. فنحن لا نقبل إملاءات من أحد تؤدي إلى تثبيت المشروع الإسرائيلي في المنطقة أو تعطيل استقلالناأو حريتناأو مواجهتنا للاحتلال، ولا نقبل أن يعتدي علينا أحد من دون أن نرد الاعتداء، ولا نقبل إلاأن نكون أقوياء جاهزين لكل التحديات على كل المستويات العسكرية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية”.
وأعلن “اننا مرتاحون لتشكيل الحكومة، وبإمكانها أن تعمل على مسارين أساسيين، مسار الإنقاذ والإصلاحات ومسار التهيئة للانتخابات النيابية في موعدها. لا تعارض بين المسارين، حتى لو كانت الإنجازات المحتملة في مسألة الإصلاحات محدودة وقليلة، لكن يجب أن نعمل بكل إمكاناتنا لنخفف الألم والمرارة والصعوبات على الناس، يجب أن تواكب خطة الإنقاذ متابعة الإجراءات العملية لمواجهة الفساد. من هنا، ومن أجل أن تتوضح الصورة ليس لدينا موقف مسبق من اقتراحات أو إجراءات صندوق النقد الدولي، إنما ننتظر أن تجري المناقشات بين الحكومة وبين الصندوق. فما نجده مناسبا نأخذ به وما نجده غير مناسب نعترض عليه ونقول وجهة نظرنا، وبالتالي ليس هناك لا قبول أعمى ولا رفض مطلقا، وإنما نناقش التفاصيل من خلال الحكومة ونتخذ الموقف المناسب لما فيه مصلحة لبنان”.
وعن العلاقة مع سوريا، قال الشيخ قاسم: هل هناك من يشك بأن العلاقة مع سوريا هي خير للبنان ولسوريا، لماذا لا نقوم بإجراءات لإعادة العلاقات مع سوريا؟ في الدستور هناك تمييز للعلاقات المميزة بين لبنان وسوريا وهناك من يخالف الدستور عندما لا يطبقه في العلاقات المميزة مع سوريا. حسنا، يقولون لكن عندنا مشكلة نحن العقوبات الأميركية. إرفعوا كحكومة لائحة مطالب للأميركيين، وقولوا لهم نحن نحتاج هذه الأمور لمصلحة لبنان ولا تنتظروا أن يمنوا عليكم، لا ينفع التمسكن والانتظار. نسمع من كثيرين من المسؤولين يقولون إذا فعلنا تغضب أميركا. ما هذه الفزاعة التي اسمها أميركا، خائف أن تتكلم كلمة يمكن أن تغضب منها، يا أخي قف وتأكد أنك إذا صرخت بصوت عال ستستجيب أميركا غصبا عنها، لأن مصلحتهاأن تستجيب للصراخ، قبل أن يعلو أكثر وتصل إلى نتائج لا يحمد عقباها”.
وتناول قاسم موضوع الانتخابات النيابية، فقال: “نسمع حماسة كبيرة لإجراء الانتخابات في لبنان، كل الدول الكبرى تقول يجب أن تجري الانتخابات في لبنان، وفئات لبنانية تعتبر أن لديها فرصة في الانتخابات ويجب أن تجري الانتخابات في لبنان. نحن منذ البداية نقول يجب أن تجري الانتخابات في لبنان في موعدها. إذا كنتم مراهنين أن الانتخابات سوف تعطيكم أعدادا ومعادلات، ولذلك تريدونها هذا شأنكم، لكن نحن نريد الانتخابات لأنها استحقاق، ولأننا نريد أن يجدد الناس أوأن يختاروا من يريدون ليمثلهم. نحن لا نخاف من اختيار الناس للتمثيل. فإذا كنتم تعتقدون أن الانتخابات مشكلة لنا نقول لكم لا ستكتشفون أنها مشكلة لكم والنتائج في المستقبل ستثبت ذلك”.
من جهة ثانية، تحدث الشيخ قاسم عن المازوت الايراني، فقال: “أنا عندي تسمية ومصطلح للمازوت الإيراني، أعتبر أننا أمام مازوت وطني لأنه وزع على كل الناس الذين يرغبون، في كل المناطق، من كل الطوائف من دون تمييز. ولذا صار عنده صفة وطنية. طبعا هذه الصفة الوطنية مؤثرة في قناعات الناس بـ”حزب الله”، لكن نحن نستهدف أمرا واحدا أن نخدم الناس، لم نعط لأننا نريد صوتا ولا منحة انتخابية، لا نحن نعطي لأن ديننا يأمرنا أن نعطي، “أرأيت الذي يكذب بالدين، فذلك الذي يضع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين”.
واكد ان “موضوع الوحدة الإسلامية هو موضوع في صلب حركتنا وإيماننا”، وقال: “(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، والوحدة الإسلامية لا تكون شعارا بل يجب أن تكون حالة تطبيقية وعملية. وانا أكرر ما قلته مرارا، أفتخر، أفتخر، أفتخر بتجمع العلماء المسلمين لأنه من أهم وأصدق تعابير الوحدة الإسلامية، عندما يجتمعون معا ويعملون معا ويتحركون معا ويصرحون معا أمام مرأى العالم، ولا اعتقد انه توجد تجربة شبيهة في كل الأقطار العربية والإسلامية. لكن هذا الاجتماع وهذه الوحدة مبنية على قواعد وحدوية، نحن معا في مواجهة إسرائيل، نحن معا في مواجهة أميركا، نحن معا في مواجهة الذل، نحن معا في مواجهة الانحراف، نحن معا من أجل بناء الدولة، نحن معا من اجل التعاون بين البلدان الإسلامية، هذه الوحدة الإسلامية لها ترجمة، إن لم يكن لها هذه الترجمة فليس لها معنى كشعار. من هنا سنستمر في هذا الاتجاه، ودائما نضع نصب أعيننا رمز الوحدة الأول في العالم وهو فلسطين، من لم يكن مع فلسطين وقضية فلسطين وتحرير فلسطين ومقاومة فلسطين لا يمكن أن يكون مع الوحدة الإسلامية، ومن كان مع فلسطين عليه أن يقدم ويضحي ويجاهد ويبذل المال والنفس والولد ليثبت انه معها، لا تكفي الخطابات وهذه حقيقة الأمر مع أخواننا الأعزاء”.
ورأى ان “أميركا خضعت، وتغير مخططها في لبنان وتعدد بسبب هذا الصمود، انتم ماذا جنيتم من أمريكا؟ الآن أنا أشهد أن البعض استفاد ببعض الدولارات ولا يزال، لكن ماذا استفاد البلد؟ لم يستفد البلد. يقدمون بعض المساعدات لبعض الجمعيات NGO، مثلا قدموا مئة ألف دولار، خيرا ان شاء الله، لم هذه المئة ألف دولار. قالوا 10 ألاف دولار مثلا لحفر بئر و90 ألف للذين سيعدون له الدراسات، هذا يعني انه لن يكون هناك بئر و”لن يطلع خير” بهذه الطريقة. على كل حال، إننا نرى النتائج”.
وختم الشيخ قاسم محاضرته بالقول: “بالخلاصة، اخترنا طريقنا في طاعة الله تعالى، ونعمل بصدق من اجل خدمة الناس ورفعة وعزة شعبنا ومجتمعنا. من كان يفعل ذلك وهو مستعد للتضحية سيكون رابحا دائما، ومن كان يفعل غير ذلك سيكون خاسرا دائما. وهذه التجارب موجودة أمامنا، الآن يشكون بأننا كنا أقوياء، هل أصبحت القوة مشكلة، انتم عندكم تأثير إقليمي، وهل هذه مذمة؟ يجب أن تكون مديحا لأن هذا يخدم مشروعنا، يخدم عزتنا وكرامتنا، النصر دائما للإسلام والحق والحمد لله رب العالمين.