السبت, نوفمبر 23
Banner

النهار : التعقيدات تتراكم وباسيل يرد برفض “طعن الحزب‎”‎

‎مع ان التداعيات العلنية لقرار وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على رئيس “التيار ‏الوطني الحر” النائب جبران باسيل ركزت في الظاهر على استبعاد تأثير هذا التطور على ‏مسار تأليف الحكومة الجديدة، فان المعطيات العميقة التي واكبته كما التطورات السياسية ‏الأخرى التي سجلت في الساعات الأخيرة، بدت بمثابة تثقيل إضافي للعثرات والتعقيدات ‏التي تعترض طريق ولادة حكومية قريبة. فحتى لو خلص باسيل نفسه، في الرد المسهب ‏المتشعب والتفصيلي على قرار تصنيفه ضمن لائحة العقوبات التي تستند الى قانون ‏ماغنيتسكي الأميركي المتصل بمكافحة الفساد عبر الحدود، والذي عده باسيل مطية لقرار ‏مسيس بالكامل، الى استعجال تأليف الحكومة للفصل بين الامرين، فان الوقائع لا توحي ‏بسهولة الأمور او بإمكان عزل التداعيات المتدحرجة للعقوبات او للعقبات الداخلية الأخرى ‏عن مسار تأليف الحكومة.

كل ذلك يستند الى المعطيات التي اكدت ان اللقاءات الستة ‏التي عقدت بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لم ‏تفض بعد الى اختراق جدي يبنى عليه لتوقع حلحلة وشيكة في الانسداد الحاصل، فكيف ‏الامر مع ارتفاع جدار التعقيدات التي اثارتها العقوبات على باسيل من جهة ومن ثم أيضا ‏اشتعال جبهة سجال سياسية حارة بين “القوات اللبنانية” و”تيار المستقبل ” التي يصعب ‏أيضا تجاهل دلالاتها السلبية حيال المسار الحكومي؟ فحتى لو كان موقف “القوات” حازما ‏لجهة عدم مشاركتها في الحكومة، فان خروج التوتر المحتقن بينها وبين “المستقبل” الى ‏السجالات الحادة يعيد رسم صورة سلبية حول المشهد السياسي اذ تزامن هذا التطور ‏السلبي بدوره مع تخصيص النائب باسيل جزءا غير يسير من رده على العقوبات في ‏انتقادات ضمنية للرئيس سعد الحريري من دون ان يسميه، وهذا التزامن وضع التيار ‏العوني و”القوات ” مجددا في خانة الاشتباك السياسي مع الحريري. ولذا ستتجه الأنظار في ‏الساعات والأيام المقبلة اكثر فاكثر الى القناة الثنائية بين قصر بعبدا وبيت الوسط تطلعا ‏الى ما يمكن ان تتكشف عنه تداعيات التطورات الأخيرة وما اذا كان ثمة قرار ما في احتواء ‏اخطار التراجع في تأليف الحكومة ام إمعان في التعقيد الذي سيرمي البلاد في مزيد من ‏الانهيارات علما ان قرار الاقفال العام الذي سيتخذه غدا المجلس الأعلى للدفاع لمواجهة ‏زحف كورونا وعلى رغم طابعه الملح والضروري والعاجل سيضع الدولة في عين التحديات ‏المتراكمة‎.‎

‎ ‎

اذا وبعد يومين على صدور قرار الخزانة الأميركية فرض عقوبات على الوزير السابق ‏والنائب ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل رد الأخير بمطالعة إعلامية مفصلة ‏ومسهبة ظهر امس من مركز التيار في ميرنا الشالوحي الذي تجمع امامه عدد من انصار ‏التيار خلال المداخلة الإعلامية لباسيل. وركز باسيل رده على اتهام الإدارة الأميركية ‏باستهدافه على خلفية حصرية وحيدة هي فك ارتباطه وتياره بـ”حزب الله ” مكررا رفضه ‏الامر اذ “لا يمكن ان نطعن أي لبناني لصالح اجنبي ولو كلفنا ذلك غاليا “. وقال باسيل ان ‏تخطيط الجانب الأميركي لفرض عقوبات عليه بدأ في صيف 2018 وروى ان رئيس ‏الجمهورية تلقى طلبا من مسؤول أميركي كبير بضرورة ان يفك باسيل ارتباطه بحزب الله ‏ثم نقلت اليه السفيرة الأميركية أربعة مطالب أولها فك الارتباط بالحزب. وكرر ان أي شيء ‏عن الفساد لم يتضمنه الحديث الأميركي ولا المطالب، كما تحدث عن مغريات قدمت اليه ‏وحصر المطالب بفك الارتباط فقط مع الحزب. وإذ شرح انه ابلغ الجانب الأميركي “ان هذه ‏الأمور لا تمشي معي” اعلن انه بدأ الاعداد لخوض معركة قانونية ضد قرار العقوبات امام ‏القضاء الأميركي، وانه سيكلف مكتب محاماة بهدف ابطال العقوبات والمطالبة ‏بتعويضات معنوية ومادية. وفي مجال إعلانه موقفه الرافض لكل ما أورده القرار الأميركي ‏في حقه تساءل باسيل “اين مصلحة اميركا في اغتيال سياسي لقادة مسيحيين يدعون علنا ‏الى التعاون والصداقة معها؟”. وقال “هذا مشروع الفوضى الذي يؤدي الى هجرة ‏المسيحيين من المنطقة وهذه وصفة حرب…نحن لا نطعن باي حليف او صديق لا ‏المستقبل غدرناهم ولا القوات خناهم فلا يمكن ان نطعن بحزب الله‎ “.‎

‎ ‎

وسط هذه الأجواء ارتفع فجأة صخب سجالات لم تخل من حدة بين الحليفين القديمين في ‏تحالف 14 آذار سابقا “القوات اللبنانية ” وتيار “المستقبل” بما كشف اعتمال التوتر الذي ‏احتدم مجددا بعد تكليف الرئيس الحريري تشكيل الحكومة الجديدة وموقف “القوات” ‏السلبي من مجريات مسار التاليف. وكانت آخر مواقف رئيس حزب “القوات” سمير جعجع ‏انتقدت مسار تأليف الحكومة اذ اعتبر “انهم يقومون بتأليف الحكومة بالطريقة نفسها التي ‏كانت تتشكل فيها الحكومات السابقة ويرفضون الذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة “. ولكن ‏اشتعال السجالات حصل على خلفية مبادرة الأمين العام لتيار “المستقبل” احمد الحريري ‏الى الرد على تصريحات وتغريدات نواب ووزراء سابقين قواتيين اتهمهم “بالتهجم على ‏الرئيس الحريري في حملة تتم اداراتها من معراب”، وقال “الى كل الأصوات التي تراهن ‏على الفراغ للوصول الى كرسي بعبدا نقول “نحن قدا” في كل زمان ومكان ..يستطيع سمير ‏جعجع ان يحلم بالرئاسة وان يطلب المستحيل سبيلا للوصول لكنه لن يحلم بتوقيعنا على ‏جدول اعمال معراب السياسي “. وسارعت “القوات” الى الرد‎.‎

Leave A Reply