السبت, نوفمبر 23
Banner

الجمهورية: إقتراح بتجميد مداورة ‘السيادية’.. يرفع التشكيلة الى 22 و24 وزيراً

انتهت الانتخابات الأميركية إذا كان هناك من لا يزال ينتظر نتائجها ‏ليبني موقفه الحكومي على أساسها، وفُتحِ باب العقوبات على ‏مصراعيه، مع الحديث عن لائحة طويلة تشمل أكثر من فريق سياسي، ‏لن يكون آخرها رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، الذي ‏ردّ في مؤتمر صحافي طويل أمس، على قرار العقوبات بحقه. فيما ‏السؤال الذي يطرح نفسه بقوة يتمثّل بالتالي: هل العقوبات ستؤدي ‏إلى ترحيل التأليف إلى أجل غير مسمّى، أم انّها ستؤدي إلى تسريع ‏خطواته، بتجاوز التفاصيل والعراقيل، خصوصاً أنّ الاتفاق على ‏العناوين الكبرى المتعلقة بحجم الحكومة وتسمية الوزراء واستثناء ‏وزارة المال من المداورة قد تمّ؟ لكن مصادر ديبلوماسية اميركية ‏أكّدت لـ”الجمهورية”، انّ واشنطن، وبعد عبور الاستحقاق الرئاسي ‏الاميركي، تشدّد على وجوب الإسراع في تأليف الحكومة اللبنانية ‏الجديدة، وانّها تؤيّد الجهود الفرنسية المبذولة في هذا الاتجاه، لأنّ ‏هذه الحكومة اذا لم تؤلف، فإنّ لبنان ذاهب الى خطر كبير. واشارت ‏هذه المصادر، الى انّ العاصمة الاميركية لا تربط بين هذا الاستحقاق ‏الحكومي وبين العقوبات التي فرضتها على باسيل، او التي يمكن ان ‏تفرضها على آخرين لاحقاً.‏

إذا كان العنوان الحكومي قد تراجع في نهاية الأسبوع مع تصدُّر ملف ‏العقوبات، فمن المتوقّع ان يستعيد التأليف الصدارة هذا الأسبوع، في ‏ظلّ الاتصالات التي فُتحت خلف الكواليس وتركِّز على ضرورة إنهاء ‏الملف الحكومي انطلاقاً من ثلاثة اعتبارات:‏

‏ ‏‏- الاعتبار الأول، يتصل بالأزمة المالية التي لا تحتمل مزيداً من التأخير، ‏وتستدعي تسريع التأليف من أجل فرملة الانهيار وضخ جرعة من الثقة ‏في الأسواق.‏

‏ ‏‏- الاعتبار الثاني، يرتبط بتحصين الوضع السياسي في مواجهة ‏العقوبات الزاحفة، خصوصاً في حال كرّت السبحة، فقد يصعب تشكيل ‏الحكومة لاحقاً.‏

‏ ‏‏ -الاعتبار الثالث، لأنّه لا يفيد في شيء انتظار دخول الرئيس الأميركي ‏المنتخب إلى البيت الأبيض وتشكيل إدارته في مسار طويل، لا يمكن ‏لبنان ان يبقى في هذه المرحلة الحساسة على رصيف الانتظار.‏

‏ ‏وفي المعلومات، انّ هناك مساعي جدّية قد انطلقت لتجاوز العراقيل ‏المتبقية، خشية من ان تمدّ العقوبات، الانتفاضة الشعبية ‏بالأوكسيجين، فيقوى عودها الذي تراجع إلى حدّ الاضمحلال أخيراً. ‏وبالتالي، الاتصالات تركِّز على ضرورة الإسراع في إقفال الطريق أمام ‏العقوبات وتردداتها، وخصوصاً انّ عدم تشكيل الحكومة قريباً سيُدخل ‏البلد في متاهات وانقسامات معطوفة على أزمة مالية تكبر ككرة ‏الثلج.‏

‏ ‏وإذا كان العهد في حاجة الى تعويض معنوي بعد العقوبات على ‏باسيل، فهل يستطيع الحريري ان يؤمّن له هذا التعويض، خصوصاً ‏وأنّه يدرك انّ تعاطف “حزب الله” سيجعل فرصة التأليف مستحيلة، ‏من دون الوقوف على خاطر العهد؟

‏ ‏وفي موازاة ذلك، هناك من يقول انّ سقوط ترامب وفوز بايدن يمنح ‏لبنان فرصة لتشكيل الحكومة في مرحلة انتقالية لا قرار فيها في ‏واشنطن، وانّ هذه المرحلة مثالية لإمرار الحكومة، وبما يتيح للبنان ‏ايضاً ان يتظلّل بالمبادرة الفرنسية من أجل تلقّي المساعدات التي ‏تبقيه على قيد الحياة.‏

‏ ‏

جمود التأليف

وفي هذه الاجواء، عبرت عطلة نهاية الاسبوع فارغة وخالية، من دون ‏الإشارة الى اي لقاء او اتصال يتعلق بملف تشكيل الحكومة، بعدما ‏انشغلت الاوساط السياسية والحزبية بقرار فرض العقوبات الاميركية ‏على رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل وتردّداته المحتملة على ‏اكثر من مستوى وفي اكثر من اتجاه حكومي او سياسي.‏

‏ ‏وقالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية”، انّ الحريري اقترح تجميد ‏المداورة في الحقائب السيادية الاساسية الاربع (الخارجية، الداخلية، ‏المال، الدفاع) وإقتصارها على بقية الحقائب. فكان ردّ رئيس الجمهورية ‏ان يتمّ في هذه الحال الخروج من صيغة حكومة 18 الى صيغة 22 الى ‏‏24 وزيراً. واشارت المصادر، الى انّ المشكلة تكمن في وزارة الطاقة ‏التي يتمسك “التيار الوطني الحر” بتسمية وزيرها. حيث سأل الحريري ‏عن المقصود بالمداورة فيها، أتكون من مسلم الى مسيحي، أم من ‏مذهب الى مذهب، ام من فريق سياسي الى آخر؟ ولم يرسُ النقاش ‏على برّ في شأنها بعد، خصوصاً أنّ حزب الطاشناق أبلغ المعنيين انّه ‏لا يريد تولّي وزارة الطاقة، فيما ابلغ “حزب الله” الى المعنيين انّه ‏يتمسّك بوزارة الصحة، اذا لم تُعتمد المداورة. وتبيّن انّ مشكلة وزارة ‏الطاقة، انّ باسيل يرشّح لها شخصاً من آل الخوري ويرفض اي وزير ‏آخر، فيما الجانب الفرنسي يطرح تحييد هذه الوزارة عن المحاصصة ‏السياسية، ويريد ان يتولاها وزير يستطيع الفرنسيون التعاون معه.‏

‏ ‏

حقائب وتجاذب

غير انّ مصادر معنية بالتأليف قالت لـ “الجمهورية”، انّ الجمود مردّه ‏الى انّ المفاوضات التي تعثرت عند بعض الحقائب الوزارية لم تُحل. ‏فمطلب رئيس الجمهورية و”التيار الوطني الحر” الاحتفاظ بحقيبة ‏وزارة الطاقة وتسمية وزيرها قابله اصرار الحريري على تسمية هذا ‏الوزير، تجاوباً مع المساعي الفرنسية للعمل في هذا القطاع على ‏قاعدة تخالف الآليات السابقة التي لم تؤدِ الى انتاج طاقة إضافية، ولا ‏الى تشكيل الهيئة الناظمة، وما هو مطلوب من رفع التقنين اليومي ‏وزيادة ساعات التغذية، بما يتيح اعادة النظر في تعرفة الطاقة ورفعها ‏قياساً على حجم الكلفة الحقيقية، لوقف الخسائر المتمادية بملايين ‏الدولارات.‏

‏ ‏وبالإضافة الى هذه الملاحظات، فقد احيا الحريري تمسّكه بحقيبة ‏وزارة الداخلية، التي كان قد تمّ التفاهم على اسنادها الى من يسمّيه ‏رئيس الجمهورية لهذه المهمة، الى جانب حقيبة وزارة الدفاع، وذلك ‏على خلفية اصرار عون على المداورة بين الحقائب السيادية، باستثناء ‏حقيبة وزارة المال، التي اقرّ الحريري باكراً بإبقائها في عهدة حركة ‏‏”امل” ومنع تكريسها في شكل دائم، تأكيداً لما اشار اليه من انّها ‏ستكون لمرة واحدة، وانّ مثل هذه المداورة هي التي تثبت نظرية ‏‏”المرة الواحدة” التي يتمسّك بها الحريري فعلاً لا قولاً.‏

‏ ‏وقالت المصادر نفسها، انّ هذه القضايا العالقة كانت قائمة قبل ‏الاعلان عن العقوبات على باسيل، ولكنها في الوقت عينه كانت تجري ‏في أجواء توحي بمعرفة كل من عون والحريري بقرب فرض هذه ‏العقوبات، وهو ما جعلها باقية بعد الاعلان عنها، في انتظار ما يثبت ‏انّها عطلّت التفاهمات السابقة، ان ظهر انّ عون وفريقه سيتشدّدون ‏في مواقفهم التصعيدية في ردّ مباشر على هذه العقوبات بما يؤكّد ‏رفضها.‏

‏ ‏صمت “بيت الوسط”‏

وفي هذه الاجواء، عكست مصادر “بيت الوسط” لـ “الجمهورية” ‏مزيداً من الصمت، تلاقى مع حديث مصادر بعبدا عن جمود في ‏الحركة الحكومية، وتأكيد ان لا موعد محدداً لزيارة الحريري السادسة ‏الى القصر الجمهوري، وسط ترجيحات بإحتمال حصولها في الساعات ‏المقبلة. واكّدت انّ لا حاجة لمواعيد سابقة. فقد اعتاد الحريري الإتصال ‏برئيس الجمهورية والتوجّه الى بعبدا في الموعد المتفق عليه، وانّ ‏التكهن بأن يزوره اليوم او غداً لا يمكن ان يخضع للتأكيد او للنفي.‏

‏ ‏

مجلس الدفاع

وعلى جبهة المواجهة المفتوحة مع جائحة “كورونا” ظلّ الانقسام ‏الحاد قائماً بين المعنيين، وما زال الرأي منقسماً بين اعضاء الهيئة ‏المكلّفة مواكبتها على المستويات والمالية والاقتصادية والوزارية. ‏وتزامناً مع السعي الى الإغلاق اليوم قبل الغد، ليستريح البلد مع ‏اقتراب اعياد الميلاد ورأس السنة، لا تزال اطراف اخرى تصرّ على اهمية ‏استمرار الحركة الاقتصادية في البلاد.‏

‏ ‏وفي هذه الاجواء من الانقسام، دعا رئيس الجمهورية المجلس الاعلى ‏للدفاع الى اجتماع استثنائي غداً، للبحث في الوضع الصحي، بعد ‏تطور انتشار وباء “كورونا”، وذلك لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة هذا ‏الوضع.‏

‏ ‏وتحدثت معلومات عن انّ المجلس سيعلن اقفال البلاد بدءاً من ‏الخميس المقبل لمكافحة انتشار جائحة كورونا، وذلك لمدة 15 يوماً ‏كمرحلة اولية، ومن بعدها يتمّ اتخاذ القرار المناسب، في حال انخفاض ‏عدد الاصابات بنحو سريع. وستُتخذ اجراءات امنية صارمة منعاً لتجول ‏اي كان سوى العناصر الامنية والطواقم الطبية والمؤسسات الغذائية ‏والصحافيين، وستكون هناك عقوبات ومحاضر ضبط في حق ‏المخالفين، خصوصاً وانّ قوى الامن ستنفذ انتشاراً واسعاً وحواجز ‏أمنية في مختلف المناطق.‏

‏ ‏

اقفال المدارس والجامعات

وبسبب وقف العمل بخطة الاقفال المناطقية، وفي انتظار ما سيصدر ‏عن مجلس الدفاع في اجتماعه غداً، اعلنت وزارة التربية في بيان عن ‏توقف الدروس حضورياً في المؤسسات التربوية الرسمية والخاصة ‏اليوم وغداً، ويُستكمل التعلم عن بُعد خلالهما حسب الوسائل ‏المتوافرة لكل مؤسسة تعليمية، على أن تبقى المدارس والمعاهد ‏ومراكز الارشاد ودور المعلمين مفتوحة لتأمين العمل الاداري…‏

‏ ‏وكانت وزارة الصحة العامة اعلنت في تقريرها اليومي أمس، تسجيل ‏‏1139 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع العدد التراكمي للإصابات ‏منذ 21 شباط الماضي إلى 94236 حالة. وأفادت عن تسجيل 10 حالات ‏وفاة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي ‏للوفيات إلى 723، مشيرةً إلى أنّ “عدد حالات الاستشفاء خلال الـ24 ‏ساعة الماضية بلغ 797، من بينها 287 في العناية المركّزة، لافتةً إلى ‏أنّ “عدد الفحوصات المخبريّة المحليّة الّتي أُجريت وصل إلى 8481 ‏فحصًا، فيما أُجري 1067 فحصًا في المطار.‏

‏ ‏

مفاوضات الترسيم الاربعاء

من جهة ثانية، تعود الوفود اللبنانية والاسرائيلية والاممية والراعي ‏الاميركي الى المشاركة في الجولة الرابعة، بعد جلسة الافتتاح، من ‏مفاوضات الناقورة المخصصة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان ‏واسرائيل بعد غد الاربعاء، وكما هو مقرر، من اجل استكمال البحث في ‏الردّ الاسرائيلي على العرض اللبناني الذي كان طُرح في الجلسة ‏الثانية، بعدما سجّل الوفد رفضه “الخط الوسطي اللبناني” الذي ‏اضاف الى حقوق لبنان في مساحة الـ 860 كيلومتراً مربعاً السابقة، ما ‏يصل الى 2280 كيلومتراً هي من حق لبنان، بحسب ما يقول به قانون ‏البحار وطريقة احتسابها بالمعايير الدولية.‏

‏ ‏

لبنان في مؤتمر دمشق

وغداة العقوبات الاميركية على باسيل ورغم ما قال به “قانون قيصر” ‏من مقاطعة للعاصمة السورية، كُشف النقاب امس عن تفاهم بين ‏رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، رفع ‏بموجبه مستوى تمثيل لبنان في مؤتمر دمشق المخصّص للنازحين ‏السوريين المقرر يومي 11 و12 تشرين الجاري، وتكليف وزير السياحة ‏والشؤون الاجتماعية رمزي مشرفية تمثيل لبنان بدلاً من سفير لبنان ‏في دمشق سعد زخيا، الذي سيكون عضواً في الوفد الرسمي بدلاً من ‏رئيسه كما كان مقرّراً سابقا، عقب زيارة الوفد الروسي للبنان اخيراً، ‏والذي يساهم في إعداد الترتيبات الخاصة بهذا المؤتمر.‏

‏ ‏باسيل يردّ على واشنطن

وفي المواقف السياسية، ردّ باسيل على العقوبات الاميركية ‏المفروضة عليه، فقال خلال مؤتمر صحافي، “إنّ الطريق مع أميركا ‏كانت دائماً صعبة، ولكن علينا ان نمشيها ونتحمّل الظلم لنبقى أحراراً ‏بوطننا ولنحمي لبنان من الشرذمة والاقتتال، مع الاصرار ان نبقى ‏اصدقاء للشعب الاميركي مهما ظلمتنا ادارته”. ولفت الى “انّ ‏العقوبات تأتي وتذهب، لكن التفريط بالسلم الاهلي جريمة تنهي ‏لبنان”. وأضاف: “عندما طلب مني بومبيو ترك “حزب الله” شرحت له ‏أنّ هذا الموضوع يؤدي الى عزل الشيعة في لبنان، ما قد يؤدي الى ‏فتنة داخلية”.‏

‏ ‏وأعلن انّ الأميركيين “قدّموا له مغريات كافية من “النجوميّة” في ‏لبنان وأميركا والربح السياسي الشخصي لي وللتيار و”ما مشي الحال”. ‏وقال: “على رغم من كل ما حصل مع الادارة الاميركية هذا لا يمسّ ‏بعلاقتنا مع الشعب الاميركي، ونعتبر الجريمة التي ارتكبتها الادارة ‏الحالية في حقي، والتي سارعت الى الاعلان عنها يوم تأكّدت من ‏خسارتها الانتخابات الرئاسية، يجب التحقيق فيها وبأسبابها”.‏

‏ ‏وإذ هنّأ باسيل الرئيس الجديد جو بايدن ونائبته، معلناً انّه يعتزم ‏‏”العمل مع الادارة الجديدة من أجل تطوير العلاقات بيننا”، قال: “ما ‏أدركته هو أنّ العقوبات مصدرها خارج أميركا، التي لا مصلحة لديها ‏باستهداف أكبر تيار مسيحي في لبنان”. وأضاف: “لا يمكن أن نطعن ‏بأي حليف أو صديق لصالح أي أحد في الخارج أم في الداخل. نحن لا ‏نطعن بأي حليف أو صديق، فما غدرنا “المستقبل” ولا خنّا “القوات” ‏ولا يمكن أن نطعن “حزب الله”. نحن مختلفون مع اميركا على كثير من ‏الامور غير موضوع “حزب الله”، وعقابنا على تلك الخلافات قائم لإنّ ‏اميركا مستمرة باتباع سياسة معاكسة لمصلحة لبنان”.‏

‏ ‏وعن الحكومة، قال باسيل: “نحن مع التسهيل والاسراع بتأليف ‏الحكومة، ولم نضع أي شرط ولم نتمسك بحقيبة، وكلّ ما طالبنا به هو ‏اعتماد معايير واحدة للتأليف من أجل الاسراع”. وتابع: “اذا لم يتمّ ‏اعتماد معايير واضحة وموحّدة فالحكومة ستتأخّر ومن يؤخّرها هو من ‏يضع معايير استنسابية ويخبئها بوعود متناقضة بهدف واحد هو تكبير ‏حصّته فقط، وهذه إضاعة للوقت لمصلحة الانهيار، وهذا تضييع ‏للمبادرة الفرنسية كما أضاعوا حكومة مصطفى اديب”. وقال: “توزيع ‏الحقائب على الطوائف والاحزاب أسهل موضوع، ويجب ابقاء بعض ‏الحقائب من دون مداورة. فإما مداورة للجميع أو مداورة جزئية”.‏

‏ ‏الراعي

وأسِف البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي خلال ترؤسه ‏قداس الأحد في كاتدرائية الملاك ميخائيل في منطقة الزاهرية – ‏طرابلس، الى أنّه “وفي حين كنّا ننتظر، مع الشعب الجائع والمنكوب ‏والمتروك جريحاً على قارعة الطريق، حكومة اختصاص على قياس ‏التحدّيات المصيرية، إذ بنا نسمع بتشكيل حكومة محاصصة، بدلاً من ‏حكومة تعتمد المداورة الشاملة في الحقائب الوزارية من دون ‏استثناءات، وعلى أساس من الإختصاص والكفاية”. وقال: “من غير ‏المقبول على الإطلاق أن يسيطر على الحكومة فريق، ويقرّر شكلها ‏فريق، ويختار حقائبها فريق، ويعيّن أسماء وزرائها فريق، فيما الآخرون ‏مهمّشون كأنّهم أعداد إضافية. كفّوا أيها السياسيون النافذون عن ‏انتهاك الدستور والميثاق ووثيقة الوفاق الوطني. ما بالكم ترفعون ‏لواء المبادرة الفرنسية، وتعملون بعكسها؟ أسّسوا لسلام جديد، لا ‏لثورة جديدة! أسّسوا لوطن الدولة الواحدة، لا لوطن الدويلات!”.‏

‏ ‏

عوده

من جهته، متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس ‏عوده توجّه الى السياسيين قائلاً: “إذا كنتم تدّعون خدمة الوطن ‏والمواطنين، إذا تسلّمتم هذه الحقيبة الوزارية دون الأخرى، فأنا أقول ‏لكم، إنّ الخدمة لا تكون في مكان دون الآخر، ومن أراد الخدمة يخدم ‏في أي مكان. أما الشعب فيقول لكم أنتم تخدمون لبنان إذا تنحيتم ‏وفتحتم المجال أمام أصحاب الخبرة والاختصاص، لأنّه سئم وعودكم ‏وملّ تجاوزاتكم”.‏

‏ ‏وقال عوده، خلال العظة التي ألقاها بعد الإنجيل أمس، في قدّاس ‏الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس وسط بيروت: “البلد لا يُبنى ‏بالاستئثار واللامبالاة أو الحقد والانتقام أو التدخّلات والإملاءات، ولا ‏بالتعويل على الخارج أو الارتباط به. البلد يحتاج لرجالات كبار يتحلّون ‏بالحكمة والعلم والنزاهة والتواضع والصبر والقدرة على العمل ‏الدؤوب النافع، عاملين بأحكام الدستور، مترفعين عن كل مصلحة إلّا ‏مصلحة الوطن. فمن له أذنان للسمع فليسمع”.‏

Leave A Reply