السبت, نوفمبر 23
Banner

النهار : اقفال عام مجدداً… وتصعيد في أزمة التأليف

‎ما دام في حكم المؤكد ان لبنان سيدخل من السبت المقبل الى نهاية الشهر الحالي مرحلة ‏اقفال عام شاملة وجديدة سعيا الى إعادة السيطرة على الانتشار الوبائي لفيروس كورونا ‏المتسع على نطاق بالغ الخطورة، فان ذلك يعني ان البلاد ستكون على موعد مزدوج مع ‏اقفال عام واسع من جهة، وإنسداد سياسي تصاعدي هو اقرب الى ازمة مفتوحة باتت تهدد ‏عملية تشكيل الحكومة برمتها. فقد بدا واضحا ان التقديرات التي توقعت زيادة التعقيدات ‏في طريق تأليف الحكومة عقب فرض العقوبات الأميركية على رئيس “التيار الوطني الحر” ‏النائب جبران باسيل كانت في محلها، اذ اكدت المعطيات المتوافرة عن مسار تأليف ‏الحكومة ان المراوحة لا تزال تطبع هذا المسار بدليل ان رئيس الحكومة المكلف سعد ‏الحريري زار سرا عصر امس قصر بعبدا واجتمع برئيس الجمهورية ميشال عون ولم تكشف ‏المعطيات عن اللقاء أي تبديل في المشهد الملبد والانسداد الحاصل في مسار التأليف. ‏وأصدر المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية مساء بيانا عن لقاء عون والحريري لفت فيه ‏غياب اي وصف إيجابي للبحث كما كان درج على ان يفعل .

واكتفى البيان بان الرئيس عون ‏استكمل مع الرئيس المكلف درس الملف الحكومي . بل ان ما اثار المخاوف المتزايدة على ‏عملية تشكيل الحكومة كلا المعطيات التي تؤكد عودة البحث الى نقطة البدايات بعدما ‏كانت لقاءات عون والحريري قطعت شوطا كبيرا في التوافق على الأسس والركائز ‏المتصلة بتركيبة الحكومة. وبدأ البحث يتوغل في التفاصيل فكانت صدمة إعادة كل شيء ‏الى الوراء. وهذا ما يفسر التغريدة اللافتة لممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان ‏كوبيتش امس الذي حض على استعجال تشكيل الحكومة “تأسيسا على الاتفاقات التي جرى ‏التفاهم في شأنها بين الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري في ما ‏يتعلق بشكل الحكومة وتوزيع حقائبها”. كما ترددت معلومات عن احتمال ايفاد الرئيس ‏الفرنسي ايمانويل ماكرون موفدا الى بيروت للمساعدة على تجاوز التعقيدات التي تعترض ‏تشكيل الحكومة‎.‎

‎ ‎

وتزامن ذلك مع معلومات تؤكد ان المشاورات الحكومية تراوح مجددا عند حجم الحكومة ‏وتوزيع الحقائب بعدما سقط موضوع المداورة في الحقائب السيادية وانتقل التباين الى ‏حقائب الخدمات. ولكن الشكوك في أي تقدم وشيك في مسار التاليف سابقت الآمال ‏المعلقة على تجاوز التعقيدات خصوصا مع تصاعد تداعيات العقوبات على باسيل ورفع ‏سقوف الاشتراطات الجديدة القديمة في وجه الحريري كما برز في المؤتمر الصحافي الذي ‏عقده باسيل الاحد للرد على العقوبات. وترصد القوى السياسية غدا مضمون الكلمة التي ‏سيلقيها الأمين العام لـ”حزب الله ” السيد حسن نصرالله لمناسبة “يوم الشهيد” والتي ينتظر ‏ان يتطرق فيها الى موضوع العقوبات على باسيل وموقف الحزب منها ومن العلاقة ‏التحالفية مع “التيار الوطني الحر” اذ ينتظر ان يعلن موقفا وصف بانه سيكون متشددا في ‏التضامن مع باسيل شخصيا وسياسيا بما ينعكس بطبيعة الحال على دعمه في شروطه ‏ومطالبه من تأليف الحكومة‎.‎

‎ ‎

شيا ترد

ولعل التطور البارز الاخر المتصل بالعقوبات تمثل في الرد الذي أصدرته السفيرة الأميركية ‏في بيروت دوروثي شيا على مؤتمر باسيل والذي تميز بكشفها ان باسيل نفسه “اعرب عن ‏الاستعداد للانفصال عن “حزب الله ” بشروط معينة وأعرب عن امتنانه لان الولايات المتحدة ‏جعلته يرى كيف ان العلاقة هي غير مؤاتية للتيار الوطني الحر”. وشددت شيا على ان ‏العقوبات على باسيل “هي على فرد وليست على حزب وان الولايات المتحدة لا تقوم ‏بمعاقبة او تدمير التيار الوطني الحر”. ورحبت برغبة باسيل في الطعن في العقوبات امام ‏محكمة قانونية في الولايات المتحدة مشددة على نفي أي ارتباط للقرار بالانتخابات ‏الأميركية. وأكدت ان “حقيقة كون تسمية السيد باسيل قد جاءت في هذا الوقت بموجب ‏قانون ماغنيتسكي العالمي لا يعني انه هو او أي شخص اخر لن يكون ممكنا تسميته ‏بموجب عقوبات أخرى في وقت لاحق‎”.‎

‎ ‎

ورد المكتب الإعلامي لباسيل على السفيرة الأميركية معتبرا انها أعطت برهانا على انه لا ‏توجد اثباتات على الاتهامات الموجهة الى باسيل في الفساد بإعلانها ان المعلومات التي تم ‏الاستناد اليها غير قابلة للنشر وقال انه “اذا كانت السياسة الأميركية فشلت حتى الآن في ‏فك التفاهم بين التيار والحزب رغم كل التهديد والترغيب فان محاولة دق الإسفين بينهما ‏من خلال بيان اعلامي هي محاولة ظريفة لكنها لن تنجح‎ “.‎

‎ ‎

الاقفال العام

الى ذلك وفي حين لا يزال وباء كورونا يتمدّد في شكل خطير في مختلف المناطق اللبنانية، ‏حيث يسجّل عدّاد الإصابات اليومي أرقاماً قياسية، إلى امتلاء المستشفيات بمرضى ‏الفيروس، ومن بينهم مئات العاملين في القطاع الصحي من أطباء وممرضين وممرضات، ‏فرض الواقع على الدولة اللجوء إلى خيار الإقفال العام للبلد بكل قطاعاته باستثناء المطار، ‏وذلك لاحتواء التفشي السريع لوباء كورونا، لكن القرار النهائي يٌفترض أن يصدر اليوم عقب ‏اجتماع المجلس الأعلى للدفاع في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية على رغم أن بعض ‏أعضاء لجنة كورونا الوزارية لم يوافقوا على الإقفال، من دون خطة عامة تسّهل الأمور ‏للمواطنين‎.‎

‎ ‎

وعشية اجتماع المجلس الأعلى للدفاع اجتمعت اللجنة الوزارية لمتابعة أزمة وباء الكورونا ‏برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في السرايا، وناقشت توصيات اللجنة ‏العلمية واتفقت بحسب المعلومات على توصية الاقفال العام بدءاً من صباح السبت ‏المقبل 14 تشرين الثاني حتى الاثنين 30 منه، فيما مطار بيروت الدولي يستثنى من الإقفال، ‏إلى استثناءات أخرى سيقررها المجلس اليوم‎.‎

‎ ‎

وقال وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن بعد اجتماع اللجنة إنّ “الاقفال ‏لمدة اسبوعين هو امر منطقي. هناك هواجس حياتية واقتصادية، لكن وصلنا الى مرحلة ‏يصعب فيها تأمين سرير لمرضى كورونا”، فيما أعلن نقيب الأطباء شرف أبو شرف في ‏تصريح أنّ “لدينا 17 طبيبًا في العناية المشددة، 3 أطباء توفوا و100 في الحجر المنزلي”، ‏مُشدّدًا على أنّه “إذا استمرت الأعداد بالتزايد لن يبقى من يعالج المصابين”. فيما تحدثت ‏نقابة الممرضين والممرضات عن ألف إصابة بين العاملين بوباء كوفيد-19‏‎.‎

‎ ‎

وأعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي أمس، لتطور الوباء يوم الأحد الماضي، ‏تسجيل 1119 إصابة بوباء كورونا، انقسمت بين 1079 محلية و40 بين الوافدين عبر المطار ‏ليرتفع العدد التراكمي لإصابات كورونا في لبنان إلى 95355 حالة. علماً أن عدد الفحوص ‏كانت قليلة مقارنة بالايام السابقة. كما سجلت 9 وفيات جديدة ليرتفع العدد الإجمالي ‏لوفيات كورونا في لبنان منذ 21 شباط الماضي إلى 732 وفاة‎ .‎

‎ ‎

وفي المقابل تصاعدت حالة الرفض الواسعة لدى الهيئات والقطاعات الاقتصادية للاتجاه ‏نحو الاقفال نظرا الى الاثار الكارثية التي تعاني منها هذه القطاعات وحذرت من تداعيات ‏الاقفال داعية الحكومة الى التريث وعدم التسرع في الاقفال ودرس الإجراءات الحازمة ‏البديلة التي يمكن عبرها الاستعاضة عن الاقفال والتشدد في مراقبة إجراءات الحماية من ‏الفيروس‎.‎

Leave A Reply