السبت, نوفمبر 23
Banner

تخبّط رسمي يرشّح الأزمة الدبلوماسية إلى التصعيد.. وعلامة فارقة في عين زحلتا

كتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: الأزمة الدبلوماسية بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي آخذةٌ بالتصاعد على وقع المواقف والتصريحات غير المسؤولة التي تصدر بين الحين والآخر من قِبل بعض القوى السياسية، والتي تزيد الأمور تعقيداً، وتزيد من عزلة لبنان عربياً ودولياً، وذلك بغياب الموقف المسؤول المفترض أن يصدر عن الحكومة المعلّقة اجتماعاتها حتى إشعارٍ آخر، والاكتفاء ببيانات وتمنيّات لا يبدو أنها لا تزال تقنع الدول الخليجية بصدق نوايا لبنان الرسمي تجاهها، الأمر الذي من شأنه أن يعرّض مئات آلاف اللبنانيّين الذين يكسبون رزقهم من الدول الخليجية، ومن المملكة العربية السعودية بالتحديد، للخطر.

فبعد اجتماع لجنة الطوارىء الذي عُقد في وزارة الخارجية، وتأكيد وزير الخارجية عبد الله بوحبيب على استمرار الاجتماعات لمعالجة الأزمة، وبعد الزيارتين المنفصلتين لكلٍ من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ووزير الاعلام جورج قرداحي، إلى الصرح البطريركي ولقائهما البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، من دون التأكيد على وضع حدٍ للأزمة القائمة التي تسبّبت بها تصريحات قرداحي، والكشف عمّا إذا سيكون هناك توجّه لاستقالة قرداحي من عدمها، يعني أنّ الأمور ذاهبةٌ إلى التصعيد، وخير دليلٍ قرارات سحب السفراء المتتالية، والتي باتت تشمل السعودية، والبحرين، والكويت، والإمارات.

مصادر سياسية متابعة أبدت خشيتها عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية من أنّ عدم إيجاد مخارج للأزمة خلال الساعات الـ٤٨ القادمة قد يضاعف من خطورة الوضع القائم، ما يسمح بدخول أطراف اخرى على خط زيادة التصعيد، ويؤدّي إلى شل عمل المؤسّسات بالكامل.

وفي سياق المواقف من الأزمة الدبلوماسية، أشار الوزير السابق مروان حمادة عبر “الأنباء” الإلكترونية إلى أنّه كان ينبغي على وزير الإعلام أن يستقيل، ويعلن أنّه لم يكن يقصد بكلامه الإساءة للسعودية، كما أنّ الرئيس نجيب ميقاتي لم يُحسِن إدارة مسألة بهذه الخطورة،

وقد اعتبرها نتيجة تراكمات و”قلوب مليانة”، مقلّلاً من أهمية عدم استقالة قرداحي التي كانت متوقّعة من بكركي، وذلك لأنها يجب أن تكون من مكان آخر.

عضو تكتل الجمهورية القوية، النائب أنيس نصّار، اعتبر في حديثٍ مع “الأنباء” الإلكترونية أنّ الدول الخليجية، وتحديداً السعودية ضاقت ذرعاً من هذه المواقف المعلنة غير المسؤولة، لافتاً إلى أنّ ما يُفهم من كلام فرنجية في بكركي أنّه يرفض أن يقدّم هديةً مجانيةً للرئيس ميشال عون، ولهذا السبب يرفض استقالة قرداحي، سائلاً: “هل الاستقالة تحلّ المشكلة؟ ومن يضمن عدم تكرار الخطأ نفسه؟”

وقال: “كان يجب علينا كلبنانيّين إعلان موقفٍ واضحٍ أنّ أي كلامٍ مسيء للدول العربية الشقيقة لا يمثّل إلّا صاحبه فقط لا غير، فلماذا يريدون أن يدخلونا في متاهات مع دول مثل السعودية، والكويت، والإمارات، نحن بغنى عنها”، مذكّراً بأنّ المبالغ التي دفعتها السعودية للبنان منذ بداية الحرب الأهلية تبلغ حوالى 72 مليار دولار، وإهراءات القمح التي دُمّرت بانفجار المرفأ قامت الكويت ببنائها في العام 1964 فمن غير المعقول تدمير هذه العلاقة مع الدول الخليجية من أجل موقف سياسي إرضاء لمحور الممانعة، وليدفع الثمن هذا الوطن الجريح لبنان وهو ينازع على فراش الموت.

في سياق آخر، شكّل المؤتمر الـ48 الذي عقده الحزب التقدمي الاشتراكي في عين زحلتا، علامةً سياسية فارقة وسط كل هذا التخبّط في المشهد العام، إن لجهة الوثيقة السياسية التي نوقشت في المؤتمر، والمراجعة التاريخية لكل المحطات النضالية حتى اليوم التي تطرّق إليها رئيس الحزب وليد جنبلاط أو لجهة الحشد غير المسبوق لكوادر الحزب في هذه الظروف الحرجة والدقيقة.

عضو كتلة اللقاء الديمقراطي، النائب بلال عبدالله، أشار في حديثٍ مع “الأنباء” الإلكترونية إلى أنّ المؤتمر حاول أن يقدّم قراءة واقعية للوضع السياسي في لبنان والمنطقة، منطلقاً من الحفاظ على الثوابت الوطنية، والسلم الأهلي، والعيش المشترك، في محاولةٍ لإيجاد علاج للمشاكل الاجتماعية، لذلك قدّم وثيقةً سياسية تلخّص رؤيته الوطنية من التأكيد على عروبة لبنان، والتمسّك بالقضية الفلسطينية، وانفتاحه على العمق العربي وتحييده، قدر الإمكان، عن الصراعات وإطلاق عجلة تطوير هذا النظام انطلاقاً من اتفاق الطائف، والشروع بالإصلاحات التي تتطلب الحد الأدنى من السيادة، وعدم رهن لبنان لأي محور، مع قراءة سريعة للمراحل التي مرّ بها الحزب وطريق الجلجلة بعد تحرير لبنان في العام 2000، واستشهاد الرئيس رفيق الحريري ومؤتمر الدوحة وما بعد 17 تشرين 2019.

وكشف أنّ، “التذكير بالمواقف النضالية يأتي في سياق ربط تاريخنا بحاضرنا ومستقبلنا، لأن هناك فريقٌ حاول بعد 17 تشرين أن يفصل التاريخ عن الحاضر، ويبعث برسائل تخوين، فكان من الضروري التذكير بالمواقف التي اتّخذها الحزب بعد حرب الجبل، واستعادة هوية لبنان العربية، وفتح طريق بيروت- دمشق، وطريق المقاومة، ومن غير المسموح لأحد أن يحتكر الوطنية”.

نصّار بدوره، أعلن عن تأييده المطلق لكل كلمة قالها جنبلاط دون مواربة ووصفه بالمعلّم في السياسة، لافتاً إلى انه استمع لكلمته بتمعن وتروٍ، واصفاً كلامه بالعقلاني كعادته، وغير المتهوّر.

Leave A Reply