السبت, نوفمبر 23
Banner

طهران تبلغ الفرنسيين رفض “الابتزاز” السعودي : لن نقبل بالمقايضة

اذا اردت ان تعرف كيف ستنتهي الازمة الخليجية- اللبنانية، فعليك انتظار المفاوضات الايرانية -السعودية ‏او التدخل الاميركي الجدي في “لجم” التصعيد السعودي، وغير ذلك مجرد تضييع للوقت والجهد، فلا ‏تعويل على اي “وساطة” سواء من عمان او قطر التي سترسل وزير خارجيتها الى بيروت قريبا، اذا لم ‏يتامن الغطاء الاميركي “للتسوية”، فاستقالة وزير الاعلام جورج قرداحي لا يمكن ان تحل المشكلة، بل ‏يمكن ان تكون جزءا من الحل، اذا نجحت الضغوط الاميركية على الرياض للتراجع عن سياستها ‏التصعيدية “المخربة” لاستراتيجية واشنطن ومصالحها، اما استقالة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المؤجلة ‏‏”بضغط” اميركي- فرنسي، فيمكن ان تصبح امرا واقعا اذا ما شعر الرجل بفقدان “المظلة” الدولية ‏وفشل المعالجات. لكن الاهم، وفقا لمعلومات “الديار” ابلاغ الطرف الايراني المعني “بالرسائل” ‏السعودية على الساحة اللبنانية، رفض اي مقايضة او تنازل في ملفات اخرى على خلفية التصعيد الخليجي ‏الممنهج في بيروت، وابلغ مسؤول ايراني رفيع المستوى الفرنسيين ان ما سبق وحاول السعوديون فرضه ‏على “طاولة الحوار” الثنائي لن يحصلوا عليه عبر “الابتزاز” الامني والاقتصادي والسياسي، ولهذا ‏‏”فان الكلام السعودي عن عدم الامكانية بالتعامل المثمر والمفيد مع حكومة لبنان الحالية في ظلّ إستمرار ‏‏”هيمنة” حزب الله على المشهد السياسي، تكبير “للحجر” ومشكلة سعودية لا حل لها، اذا ما كانت ‏صحيحة، ولا امكانية للمقايضة عليها، ولهذا على السعوديين العودة الى “الهدوء” لانهم يخوضون معركة ‏خاسرة”. وبالانتظار، دخلت اسرائيل على الخط عبر تحذير”مريب” من تصعيد خطير في لبنان في الايام ‏المقبلة قد يؤدي الى موجة “نزوح” يتحسب لها جيش العدو الذي يجري مناورات عسكرية تحسبا لدخول ‏حزب الله الى الجليل! ‏

اسباب التصعيد السعودي؟ ‏

وفقا لاوساط دبلوماسية في بيروت، يدفع لبنان الان ثمن الاخفاقات السعودية المتسارعة في مدينة مارب ‏اليمنية، وعدم قبول الايرانيين “المساومة” على الساحة اللبنانية، ووفقا للمعلومات، سعى الوفد السعودي ‏في جلسة الحوار الاخيرة الى استخدام الملف اللبناني “كورقة” جديدة على “طاولة” التفاوض مع ‏طهران بهدف مقايضتها في مكان آخر، وخصوصا على الساحة اليمنية، لكن الوفد الايراني كان واضحا ‏لجهة حصر التفاهمات بالعلاقات الثنائية اولا، والتفاهم على مستقبل التعاون في منطقة الخليج ‏‏”الفارسي”، بدءا بوقف العدوان على اليمن، اما الساحة اللبنانية التي تعتبرها الرياض “ساقطة” تحت ‏‏”الوصايا” الايرانية، فرفضت طهران ادراجها ضمن جدول اعمال المباحثات كونها ملفا غير قابل ‏للتداول، باعتبار ان ثمة عنوانا وحيدا في بيروت، حزب الله، يمكن التفاهم معه اذا ما كان هناك من قضايا ‏يجب ان تناقش، خصوصا ان الازمة السياسية قد دخلت في مرحلة جديدة من “الاستقرار” مع تشكيل ‏حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، بتفاهم ضمني مع واشنطن وباريس، واذا ما ارادت السعودية التعاون في ‏التخفيف من حجم الازمة الاقتصادية في لبنان، فهناك اكثر من “باب” يمكن الدخول منه دون اي عقبات، ‏وستجد الترحيب المناسب من قبل الجهات الرسمية، والقبول الضمني من كل الاطراف التي سبقت ‏واعلنت، بما فيها حزب الله على لسان السيد حسن نصرالله بان اي جهة لبنانية قادرة على اقناع حلفاء في ‏الخارج بتقديم المساعدة “فاهلا وسهلا”. ‏

فهم سعودي “خاطىء”! ‏

لكن السعوديون فهموا “الرسالة” على نحو خاطىء، وشعروا ان الايرانيين يحاولون تقطيع الوقت، ريثما ‏تنتهي المنازلة الكبرى في مارب، وبعدها تدخل المفاوضات مرحلتها الاكثر جدية بموازين قوى جديدة، ‏ولهذا اختاروا “الهجوم” في بيروت، ميدانيا، واقتصاديا، وسياسيا، لضرب “درة تاج” نفوذ طهران في ‏المنطقة. ووفقا لتلك المصادر، بدا التصعيد السعودي في “الشارع” في احداث الطيونة، وليس مع ‏‏”قميص عثمان” تصريحات وزير الاعلام جورج قرداحي، وكانت “البروفا” في تجرأ “القوات ‏اللبنانية” على اطلاق النار على تظاهرة “الثنائي الشيعي”، وكانت ” رسالة” بالغة الدلالة برغبة ‏السعودية في الذهاب بعيدا في التصعيد، ما استدعى ردا عالي النبرة وحاسم من قبل السيد نصرالله في ‏خطاب “المئة الف مقاتل”، واستدعاء رئيس “القوات” سمير جعجع الى التحقيق، عندها انتقلت الرياض ‏الى خطوتها الثانية مستغلة تصريحات قرداحي لتعلن “حربها” الدبلوماسية المفتوحة على لبنان، بعدما ‏استشعرت ان القوى الحليفة لطهران مستعدة للذهاب بعيدا في المواجهة، ولم يعد لديها من خيار الا رفع ‏مستوى الضغوط، علّ الايرانيين يرضخون على “طاولة” التفاوض لشروطهم، ولهذا وقبل مغادرته، زار ‏السفير السعودي الوليد البخاري جعجع في معراب لطمانته بانه ليس متروكا، او وحيدا، مانحا اياه ‏‏”حصانة” خليجية تمنع المساس به. بينما تراها مصادر بارزة في بيروت “قبلة موت” سياسية لان ‏المملكة على اعتاب خسارة آخر معاركها في بيروت.! ‏

الى اين تتجه الازمة؟ ‏

وردا على سؤال “وهلأ لوين”؟ تشير اوساط مطلعة على مسار التفاوض الايراني- السعودي الى ان ‏التصعيد من قبل الرياض قرار متخذ وسياخذ منحى تصاعديا في الايام والاسابيع المقبلة، الا اذا حدث ‏امرين، الاول، تقدم جدي على مسار التفاوض مع طهران، وحصول تفاهمات كبرى تمنح المنطقة ‏‏”مظلة” استقرار في مرحلة ما بعد الانسحاب الاميركي من المنطقة، وعندها سيستفيد لبنان من مساحة ‏الهدوء المرتقب، ومن المفترض ان تتحرك المفاوضات سريعا على وقع حسم معركة مدينة “مأرب” ‏الايلة الى السقوط قريبا، اما عسكريا، او عبر التفاهمات القبلية التي يعقدها الحوثيون، وبعدها ستتعامل ‏الرياض بواقعية مع كافة الملفات “ويبنى على الشيء مقتضاه” في كافة الملفات، وضمنا لبنان. ‏

هل تلجم واشنطن التصعيد؟ ‏

اما الامر الثاني، فيرتبط بمدى اهتمام واشنطن بالملف اللبناني، فالولايات المتحدة وحدها من يستطيع لجم ‏التصعيد السعودي ، لمنع انهيار الحكومة اللبنانية، ومعها الاستقرار السياسي والامني في البلاد، فواشنطن ‏وفقا للمعلن مهتمة بمفاوضات الترسيم البحري مع اسرائيل وتريد الاستثمار في الغاز اللبناني، وهذا ‏يحتاج الى استقرار وحكومة كاملة الاوصاف، كما تراهن على متغيرات مفترضة في الانتخابات التشريعية ‏المقبلة لصالح حلفائها، ولهذا لا تبدو واشنطن على “الخط” نفسه مع الرياض، ولا تشجعها على التصعيد، ‏بل ترى فيه امعانا في تسليم البلاد الى حزب الله وايران، ولهذا ستكون الساعات، والايام المقبلة، مفصلية ‏لادراك مدى جدية الولايات المتحدة في وقف التصعيد السعودي، فاذا ارادت ذلك، يجري تامين مخرج ‏‏”شكلي” لارضاء المملكة يبرر تراجعها، اما عدم حصول ضغط جدي، فستكون البلاد امام استقالة رئيس ‏الحكومة نجيب ميقاتي غير القادر على الاستمرار في موقعه، بدون “المظلة” الاميركية في ظل غياب ‏التعويل على الفرنسيين غير القادرين على التاثير في قرارات المملكة. ‏

‏ اسرائيل تتوقع تصعيدا ونزوحا! ‏

في غضون ذلك، وبالتزامن مع قيام قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال الأسبوع ‏الحالي، سلسلة تدريبات هدفها اختبار أجراه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، لـ “فرقة ‏الجليل” العسكرية، وتحاكى توغّل مقاتلي حزب الله في منطقة الجليل الأعلى، فان السيناريو الاخطر الذي ‏يحمل دلالات وابعاد مرتبطة بالتصعيد الخليجي المتصاعد والمفاجىء اتجاه لبنان، ورد على لسان احد ‏كبار الضباط الاسرائيليين في تصريح لموقع “واللا” الاسرائيلي، حيث اشار الى استعدادات في “قيادة ‏المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي لمواجهة سيناريو يتمثّل بدخول موجة لاجئين”، ومحاولات لتجاوز ‏الحدود على خلفية الأزمة الاقتصادية والسياسية في لبنان، ولفت الى إن تفكّك دولة لبنان يشغل الجميع، ‏ومن ضمنهم حزب الله. والوضع هناك غير مستقرّ ولن يستقر. والأسابيع المقبلة لن تكون سهلة. واضاف” ‏نحن نتّجه إلى سلسلة تدريبات هامة جداً وسنستخدم قوات نظامية واحتياط ونرفع مستوى التأهّب لمواجهة ‏هذا السيناريو المحتمل.! ‏

سيناريوهات دخول الجليل!‏

كذلك نقل موقع “واللا” عن ضابط كبير في قيادة المنطقة الشمالية قوله، إن “توغّلاً مفاجئاً لقوات من ‏حزب الله هو موضوع يُقلقنا ويشغلنا جداً. ونحن نعمل في هذا الموضوع في المستوييْن العلني والسري، ‏وسيكون من الصعب جداً على حزب الله تنفيذ ذلك، لكنّ هذه إمكانية معقولة. ونحن نستعدّ لمواجهة ذلك ‏بواسطة عائق وقوات وعمليات لن أكشف عن تفاصيلها”. وأوضح أن الجيش بصدد إقامة عائق جديد أمام ‏حزب الله، ومن بين السيناريوهات التي تطرّق إليها الضابط، “إمكانية أن يستخدم حزب الله مواد سامة من ‏أجل تخدير الجنود الإسرائيليين أثناء توغله في منطقة الجليل”.. ‏

وساطة اسرائيلية؟ ‏

وفي هذا السياق، احتل الملف اللبناني حيزا مهما في اسرائيل التي رات صحفها أن الولايات المتحدة ‏ضائعة في المتاهة الشرق أوسطية، وعلى اسرائيل التدخل “بوساطة” مع السعودية كي تهدأ، فيما توقعت ‏صحيفة “هارتس” فشلا جديدا للرياض في لبنان، وفي هذا السياق، قالت صحيفة “اسرائيل اليوم” ان ‏التردد الأمريكي قائم ويستغله أعداؤها بنجاعة. ولبنان مهم لاستقرار المنطقة بقدر لا يقل عن ليبيا أو ‏سوريا. وواشنطن لا تملك خطة عمل تنقل لبنان إلى وضع من الحيادية بعيداً عن النزاعات الإقليمية. لكن ‏هذا لا يحصل، براي الصحيفة التي اقترحت ان تتدخل اسرائيل لان لها علاقات مع السعودية، وهي معنية ‏بلبنان مستقر.؟! ‏

معركة خاسرة ‏

من جهتها رات صحيفة “هارتس” انه بالنسبة للسعودية، فهذه محاولة أخرى لفرض إرادتها على لبنان. ‏فلم يتم نسيان القضية المخجلة في 2017 التي أجبر فيها الامير محمد بن سلمان رئيس الحكومة سعد ‏الحريري على تقديم الاستقالة ومنعه من الخروج من السعودية بعد استدعائه في زيارة “توبيخ”. الضغط ‏الدولي فعل فعله حينها، والحريري عاد إلى لبنان، وسحب استقالته وواصل منصبه، والقضية أضيفت إلى ‏قائمة إخفاقات بن سلمان. فهل سيتغير شيء اليوم؟ ‏

اتصالات دون جدوى! ‏

وبانتظار الموقف الاميركي ونتائج التفاوض الايراني -السعودي، لم يحصل بعد اي تقدم في الاتصالات ‏الدبلوماسية التي يديرها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من اسكتلندا على “هامش” مؤتمر المناخ بل كرر ‏‏”الناي بالنفس” عن كلام وزير الاعلام، مجددا موقفه المؤيد لاستقالته، مذكرا بعدم قدرته على اجباره، ‏وحذر من منزلق كبير “إذا لم نتداركه سنكون وقعنا في ما لا يريده أحد منا”. ‏

ومع تجديد وزير الخارجية عبدالله بوحبيب دعوته السعودية للحوار، عقد ميقاتي سلسلة اجتماعات ولقاءات ‏عربية ودولية ابرزها مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، كما التقى مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ‏آل ثاني الذي اكد أنه سيوفد وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بيروت قريبا للبحث في ‏السبل الكفيلة بدعم لبنان ولاستكمال البحث في الملفات المطروحة ولا سيما معالجة الأزمة اللبنانية- ‏الخليجية. ووفقا لمصادر مطلعة، يعول امير قطر على دعم اميركي -فرنسي لتحركه الدبلوماسي لايجاد ‏تسوية لم تنضج بعد لوقف التصعيد السعودي، وسيحتاج الامر لمزيد من الاتصالات في الساعات القليلة ‏المقبلة بحثا عن المخرج المناسب. كذلك، اجتمع ميقاتي مع نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد ‏الصباح الذي أكد حرص بلاده على لبنان وسعيها المستمر لدعمه في كل المجالات، وفي الوقت ذاته ‏حرصها على وحدة دول مجلس التعاون الخليجي. ‏

تهويل خليجي مستمر؟ ‏

في هذا الوقت، تتواصل التسريبات حول خطوات سعودية وخليجية تصعيدية ستبدأ بوقف الرحلات الجوية ‏مع لبنان، وقد غادرت البعثة الدبلوماسية الإماراتية الأراضي اللبنانية، كما جرى اجلاء جميع الماراتيين، ‏ونُقل عن مصدر إماراتي رفيع تاكيده انه سيتم عرض مقر السفارة الإماراتية في لبنان للبيع، واشار الى ‏أنه “لم يعد هناك أي دبلوماسي أو موظف إماراتي من وزارة الخارجية في لبنان”، لافتا إلى أن عودتهم ‏مرتبطه بعودة السيادة لهذا البلد!. وليس بعيدا، بدأت قرارات مقاطعة لبنان خليجيا تدخل حيز التنفيذ ‏واعلنت شركة “‏DHL‏” بوقف البريد من لبنان إلى السعودية منذ يوم السبت.” ‏

مذكرات توقيف بحق “قواتيين” ؟ ‏

في غضون ذلك، ومع اكتمال تسليم ملفات التحقيق من قبل مديرية المخابرات في الجيش، اصدر قاضي ‏التحقيق العسكري الاول بالانابة القاضي فادي صوان مذكرات توقيف بخمسة موقفين ينتمون الى القوات ‏اللبنانية بعد ثبوت تورطهم باطلاق النار في “مجرزة” الطيونة، وذلك بعد اصدار مذكرات توقيف بحق 8 ‏آخرين يوم الخميس الماضي. وقد استجواب بالامس 3 موقوفين من منطقة الشياح، و12 من عين الرمانة ‏من اصل 20 موقوفا، وتم اخلاء سبيل 8 موقفين لا علاقة لهم بالاحداث، وتم توقيفهم لتواجدهم في ‏المكان، وتم تقديم طلبات اخلاء سبيل جديدة ينتظر ان يبت بها الخميس المقبل. ‏

وقفة احتجاجية ‏

في هذا الوقت، نفذ أهالي عين الرمانة وقفة احتجاجية أمام المحكمة العسكرية للمطالبة بالإفراج عن ‏الموقفين في احداث الطيونة، ورفعوا لافتات تطالب بالعدالة وناشدوا القاضي فادي صوان إجراء تحقيقات ‏نزيهة وشفافة. وطالب أهالي وأقرباء الموقوفين برفع الظلم عن أبنائهم، وأعلنوا أنهم لم يتمكنوا من ‏رؤيتهم منذ أسبوعين وأن بعضهم يعاني مشاكل صحية… ‏

الديار

Leave A Reply