السبت, نوفمبر 23
Banner

الجمهورية: التشكيل في “ستاتيكو” طويل.. وموفد فرنسي لتحريك المبادرة

ثلاثة ملفات تستأثر بأوسع اهتمام ومتابعة: ملف كورونا واضطرار ‏الدولة اللبنانية إلى اتخاذ قرار الإقفال مجدداً بسبب التفشي الواسع ‏وعلى رغم انعكاساته السلبية على الاقتصاد، وملف العقوبات على ‏رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل والسجال بينه وبين السفيرة ‏الأميركية في لبنان دوروثي شيا وانعكاس هذا التطور على تأليف ‏الحكومة، والملف الثالث يتعلق بالتأليف الذي دخل في مرحلة من ‏الجمود يصعب تقدير طريقة كسرها، فيما الأنظار تتجّه إلى كلمة ‏الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله مساء اليوم، لمعرفة ‏موقف الحزب من الحكومة في ضوء العقوبات التي قيل إنّها جعلته ‏يتشدّد لمصلحة باسيل، لكي لا يُفسّر اي تأليف على حسابه أنّه ‏موافقة ضمنية على هذه العقوبات.

وفي هذه الاجواء، يجد الرئيس ‏المكلّف سعد الحريري نفسه في وضع لا يحسد عليه، فهو لا يستطيع ‏الموافقة على حكومة بشروط ثنائي العهد و”حزب الله” لا تحظى ‏بالدعم الدولي الذي يتيح له جلب المساعدات من أجل فرملة الانهيار، ‏فيما هذا الثنائي لم يعد في وارد التهاون حكومياً، بعد العقوبات. وهذا ‏التناقض بين رغبة الرئيس المكلّف ورغبة الثنائي لا ينتج حكومة، وفي ‏المقابل لا يبدو انّ الحريري في وارد الاعتذار في هذه المرحلة في ظلّ ‏غياب البدائل، وبالتالي إذا لم يطرأ اي تطور او حدث او قرار، فإنّ البلاد ‏تكون قد دخلت في “ستاتيكو” طويل من الفراغ، تحت عنوان “لا ‏تشكيل ولا إعتذار”.‏

بقي الجمود أمس متحكماً بالاتصالات الجارية في شأن تشكيل ‏الحكومة بعد اللقاء السادس امس الاول بين رئيس الجمهورية العماد ‏ميشال عون والحريري، الذي لم يكشف عن مضمونه أي شيء سوى ‏التوصيف التقليدي المعتمد، وهو انّ الجو “ايجابي” وأنّ التأليف يجري ‏‏”في تأنٍ”، من دون الإشارة الى الطروحات المتبادلة بين الرجلين ‏والتي تتغيّر من اسبوع الى آخر بما يشبه لعبة الـ”‏PING PONG‏”، ‏وتتبدّل بين حدث وآخر، وهو لم يفض إلى اي نتيجة.‏

‏ ‏

ومن بين الطروحات المتبادلة علمت “الجمهورية”، انّ الحديث عن ‏مداورة في الحقائب الوزارية السيادية باستثناء وزارة المال، تبدّل اكثر ‏من مرة، وطاول في بعض المراحل الحقائب الخدماتية مع إحتفاظ ‏الاطراف بالسيادية منها. هذا عدا عن عقدة حقيبة وزارة الطاقة التي ‏أصرّ “التيار الوطني الحر” على التمسّك بها، بما لم يعد مقبولاً في ‏مرحلتي قبل وبعد صدور العقوبات الاميركية التي طاولت باسيل ‏والتي كانت كل المعطيات في شأنها ملكاً لعون والحريري قبل ‏الاعلان عنها.‏

‏ ‏

لقاء محتمل

وفي ظلّ البلبلة التي تنحو الى السلبية اكثر منها الى الايجابية، ‏تحدثت مصادر مطلعة عن لقاء محتمل غداً الخميس بين عون ‏والحريري، قد يكون لتقويم زيارة الموفد الفرنسي الذي سيحمل معه ‏‏”رسائل دقيقة ومحدّدة” تتناول مصير المبادرة الفرنسية، ودعوة الى ‏الالتزام بما قالت بها، قبل انّ تتبخرالوعود بالمراحل اللاحقة منها، والتي ‏ستأتي نتيجة لتشكيل الحكومة التي ستُكلّف بمهمة البتّ بها ‏وتشريعها وتنفيذها.‏

‏ ‏

موفد فرنسي

وفي هذه الاجواء، يصل الى لبنان عصر اليوم مستشار الرئيس ‏الفرنسي ايمانويل ماكرون لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل الى ‏بيروت، في زيارة وصفت بأنّها تتصل بجديد التطوارت على الساحة ‏اللبنانية من مختلف جوانبها الحكومية والسياسية والاقتصادية ‏والاجتماعية، ونتائج الوساطة الفرنسية، من باب الحرص على تنفيذ ‏خريطة الطريق الى الحل، والتي تقول بالتشكيلة الحكومية المستقلة ‏والحيادية بعيداً من الانتماء الحزبي لأعضائها، قبل الانتقال تلقائياً الى ‏المراحل الاخرى، وخصوصا تلك التي تتصل بمعالجة الوضع النقدي ‏والمالي، بعد تعثر الخطوات الموعودة لإنعاش الحركة الاقتصادية ‏والمالية، والتي زاد من خطورتها حجم انتشار جائحة الكورونا.‏

‏ ‏

وقالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية”، انّ الموفد الفرنسي سيلتقي كلاً ‏من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة ‏تصريف الاعمال حسان دياب والرئيس المكلّف تشكيل الحكومة ‏العتيدة ومجموعة من القيادات السياسية والحزبية التي على صلة ‏بالإتصالات الجارية لتشكيل الحكومة، ومن بينها كل من رئيس “الحزب ‏التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط ورؤساء احزاب اخرى، كان للرئيس ‏الفرنسي لقاءات معهم خلال زيارتيه الاخيرتين للبنان.‏

‏ ‏

‏”لبنان القوي”‏

وفي المواقف السياسية، دعا تكتل “لبنان القوي” بعد اجتماعه ‏الدوري الإلكتروني برئاسة باسيل، المعنيين بتشكيل الحكومة، الى ‏‏”فصلها عن أي عامل خارجي. فالأساس هو قيام حكومة اصلاحية ‏تستطيع ان تطبّق الاصلاحات المطلوبة وفي مقدّمها اجراء التدقيق ‏الجنائي والاصلاحات الواردة في المبادرة الفرنسية، وان تتشكّل ‏الحكومة وفقاً لوحدة القواعد والمعايير”. واكّد التكتل رفضه “كل ما ‏من شأنه الإخلال بالقواعد الدستورية والميثاقية القائمة في تشكيل ‏الحكومة، وما من شأنه المسّ بالتوازن بين مكونات الوطن”. وحذّر من ‏‏”سلبيات التأخّر في عملية التشكيل”، مشدّداً على “وجوب اعتماد ‏المعايير الواحدة التي من شأنها تسريع عملية التشكيل وتسهيلها بناء ‏على قواعد العدالة والتوازن، دون التساهل حول وجوب تسمية وزراء ‏قادرين ومن اهل الاختصاص”.‏

‏ ‏

واطلع التكتل من باسيل على موضوع العقوبات الأميركية التي ‏فُرضت عليه، وأكّد “تأييده للمطالعة التي اجراها الأحد الفائت وايّد ‏موقفه لجهة تمسّك التكتل باستقلاليته في اتخاذ مواقفه الوطنية ‏وعدم جواز التلاعب بالوحدة الوطنية تحت تأثير الخارج وضغوطه”.‏

‏ ‏

بومبيو

في غضون ذلك، كشف وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو، أنّ ‏رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل “مرتبط في شكل ‏عميق بمنظمة إرهابية، وهي “حزب الله”، مشيرا الى “أننا فرضنا ‏عقوبات عليه بسبب الفساد، والشعب اللبناني لم يعد يتحمّل هذه ‏الممارسات”.‏

‏ ‏

وقال بومبيو خلال مؤتمر صحافي، “إننا وضعنا العقوبات على باسيل ‏لانّها مناسبة وصحيحة وستؤدي إلى نتائج جيدة لدى الشعوب التي ‏نعاقب فيها الزعماء الفاسدين، وهذا ينطبق على جبران باسيل”. ‏وأضاف، انّ “الشعب اللبناني يريد بلدًا مستقلًا ولا يريد طبقة فاسدة ‏تسرق بلده، ويريد الحرية والازدهار والوظائف، وهذا ما تريده الولايات ‏المتحدة. والعقوبات التي فرضناها على باسيل مناسبة لنصبح اقرب ‏من تحقيق هذا الهدف يوماً ما”.‏

‏ ‏

إقفال البلد لاسبوعين

من جهة ثانية، وفي ظل تصاعد تفشي وباء كورونا، قرّر المجلس ‏الاعلى للدفاع خلال اجتماعه أمس برئاسة رئيس الجمهورية “رفع إنهاء ‏الى مجلس الوزراء يتضمن الاغلاق الكامل ابتداء من الساعة 5:00 من ‏صباح يوم السبت الموافق فيه 14/11/2020 وحتى الساعة 5:00 من ‏صباح يوم الاثنين الموافق فيه 30/11/2020، مع مراعاة الاستثناءات ‏التي تمّ تحديدها في قرار مجلس الوزراء الرقم /1/ تاريخ 15/3/2020 ‏المتعلق بإعلان التعبئة العامة لمواجهة انتشار فيروس كورونا”. وطلب ‏من الوزارات المعنية، كل بحسب اختصاصها “التنسيق في ما بينها”، ‏ومن الأجهزة الامنية كافة “العمل على اتخاذ جميع التدابير التي من ‏شأنها وضع هذا القرار موضع التنفيذ الفوري، واعطاء التوجيهات ‏اللازمة للتشدّد في تطبيقه”. (ص 8)‏

‏ ‏

حسن

وقال وزير الصحة حمد حسن لـ”الجمهورية”، انّ “من الضروري اعتماد ‏الجدّية والحزم في تطبيق الإقفال الكلي حتى لا تتكرّر تجربة الاقفال ‏الجزئي الذي غلب عليه الطابع الاستعراضي ولم يؤد الى النتائج ‏المتوخاة منه، بل اعطى مفعولاً عكسياً”.‏

‏ ‏

وعُلم أنّ حسن اقترح خلال اجتماع المجلس الأعلى للدفاع ان تتولى ‏الشرطة البلدية في نطاق كل بلدية تسطير محاضر ضبط في حق كل ‏مخالف لقرار الغغلاق الشامل، على أن يتمّ استيفاء قيمة الضبط فوراً، ‏لردع المخالفين، لكن قيل له انّ تطبيق هذا الاجراء صعب.‏

‏ ‏

فهمي

وقال وزير الداخلية العميد محمد فهمي لـ”الجمهورية”، انّ “الواجبات ‏والمسؤوليات لضمان نجاح الاقفال الشامل تتوزع من جهة على ‏الدولة بأجهزتها الأمنية والقضائية، ومن جهة أخرى على المواطن الذي ‏يشكّل تقيّده بالضوابط المطلوبة شرطاً اساسياً والزامياً لنجاح تجربة ‏الاقفال، وبالتالي من غير الجائز القاء كل أعباء تنفيذ قرار مجلس الدفاع ‏الأعلى على القوى الأمنية حصراً”. وأوضح “انّ وزارة الداخلية ستشدّد ‏قدر الإمكان في تطبيق القرار، لكن ما لم يحصل تعاون وتكامل في ‏ترجمته على الأرض بين الدولة والمواطن فإنّ نسبة تطبيقه ربما لا ‏تتعدى عملياً حدود 70 في المئة”.‏

‏ ‏

وعُلم انّ فهمي طرح خلال اجتماع مجلس الدفاع الصعوبات التي قد ‏تواجه فرض الاغلاق التام، متسائلاً: “اذا لجأ البعض في مناطق ‏محدّدة الى التمرّد والمخالفة، هل نتصدّى لهم ونمنعهم بالقوة مع ما ‏يمكن أن يرتبه ذلك من تداعيات؟”.‏

‏ ‏

وأعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي حول مستجدات ‏فيروس كورونا أمس، عن تسجيل 1552 إصابة جديدة (1540 محلية و ‏‏12 وافدة ) ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 96907. واشارت الى ‏تسجيل 17 حالة وفاة جديدة، وبذلك يصبح العدد الإجمالي للوفيات ‏‏749.‏

‏ ‏

‏10 مليارات دولار في المنازل

وعلى الصعيدين المالي والاقتصادي توجّه حاكم مصرف لبنان رياض ‏سلامة بلهجة حازمة الى المصارف، محذّراً ايّاها من انّ المصرف ‏المركزي سيضع يده على كل مصرف يعجز أو لا يطبّق التعاميم ‏المتعلقة بإعادة تكوين الرساميل.‏

‏ ‏

وقال سلامة، في لقاء مع جمعية المودعين، انّ على “المصارف ان ‏تطبّق بدقة تعاميم المصرف المركزي. فقد حان الوقت لتتحمّل ‏المصارف والمساهمون مسؤولياتهم بإعادة تكوين التزاماتهم، وزيادة ‏رساميلهم بنسبة 20% واعادة الاموال المحولة بنسبة 15 الى 30%، ‏واعادة تكوين نسبة 3% في حساباتهم لدى البنوك المراسلة. وتلك ‏التي ستفشل سيستحوذ عليها مصرف لبنان. فالمصرف المركزي وضع ‏القوانين والتعاميم لتُطبّق بدقة وليس لوضعها في الأدراج”.‏

‏ ‏

وكشف سلامة انّ “التقديرات تشير الى وجود 10 مليارات دولار مخزّنة ‏داخل البيوت، بما يستوجب وضع آلية تنظيمية جديدة لإعادة الثقة ‏بالمصارف ومن ضمنها إعداد مشروع عملة لبنانية رقمية، خلال سنة ‏‏2021، تساعد في تحريك سوق النقد محلياً وخارجياً”.‏

‏ ‏

وفي ما يتعلق باستخدام الذهب، شدّد الحاكم على انّ “لبنان لا يمتلك ‏أي موارد طبيعية، وعلينا ابقاء الذهب كونه من الاصول التي يمكن ‏تسييلها في الاسواق الخارجية إذا ما واجهنا أزمة مصيرية حتمية”.

Leave A Reply