السبت, نوفمبر 23
Banner

تداعيات خطيرة للأزمة الاقتصادية على الجانب الصحي

تراجعت نسبة إشغال الأسرّة في المستشفيات في لبنان بنسبة نحو 40%. إذ وصف وزير الصحة فراس أبيض الواقع بـ”الكارثي”، وقال إن “هذه النسبة تعني أن هناك مرضى يحتاجون للطبابة ولم يعودوا قادرين على دخول المستشفى. وهذا يعني أيضًا أننا سنرى مشكلات إضافية في المستقبل لأن المريض يؤجل عمليته وعندما سيأتي لإجرائها سيكون مضطرًا لأن وضعه أصبح أكثر سوءًا وأكثر كلفة”. وأكد أنه” وبسبب الأزمة هناك أمراض ازدادت سوءًا.”

ولفت أبيض، عبر قناة “الحرة” ضمن برنامج “المشهد اللبناني”، إلى تداعيات خطيرة للأزمة الاقتصادية على الجانب الصحي وأبرز مؤشراتها “التراجع الكبير في مستوى التلقيح ضد أمراض مختلفة لتصبح نحو 60% بعدما كانت تصل إلى 95%”. كما لفت إلى مؤشر إضافي وصفه بالخطير وقد بدأ لبنان يشهده وهو “ارتفاع نسبة الوفيات عند الأمهات أثناء الولادة”، وقال: “لقد ارتفعت من 12 أو 13 حالة إلى ما فوق الـ30 حالة وهذا يعني أن العناية الطبية بالأم تنخفض”. وأضاف: “كل الأرقام التي نراها في وزارة الصحة تظهر أن الوضع الصحي في لبنان يتدهور، ولا يمكن إخفاء هذا الواقع”.

وأكد أبيض الضرر البالغ الذي ألحقته الأزمة الاقتصادية أيضًا بالصحة النفسية والعقلية في لبنان، مشيرًا إلى أن “نسبة هذه الأمراض زادت إلى نحو 3 أضعاف وقد تخطت الـ50% نسبة من يواجهون مصاعب في الصحة النفسية إن كان من التوتر أو الاضطراب أو الاكتئاب وغيره”.

ومن المؤشرات أيضًا التي تدل على عجز المرضى عن أخذ الدواء أو زيارة الطبيب، لفت أبيض إلى أن في “مستشفى الحريري لاحظنا زيادة بنسبة 30% إلى 40% من المرضى الذين يأتون إلى الطوارئ لأنهم كانوا عاجزين عن مراجعة أطبائهم أو الحصول على الدواء”.

ودعا المواطنين إلى أن يقصدوا مراكز الرعاية الأولية الـ250 الموزعة في مختلف المناطق اللبنانية حيث بإمكانهم أن يحصلوا مجانًا على نحو 90 دواء من أدوية الأمراض المزمنة. وعن موضوع قرض البنك الدولي الذي يغطي زيادة ثلاثة أضعاف ونصف على التعرفة القديمة للمستشفيات، أوضح وزير الصحة أن “هذا القرض هو لفترة ستة أشهر ولكن يمكن تمديدها، ولكن لا نرضى أن نظل نعيش على المساعدات وعلى الاستجداء”.

وأكد أن “بعض المستشفيات يستغل المرضى وأن هذه المستشفيات ستتخذ بحقها إجراءات قاسية”.

وجدد التأكيد أن “واقع كورونا مقلق في لبنان، ومن أسبوع إلى آخر تتزايد الأرقام بنحو 20% والأخطر في ذلك أن القطاع الاستشفائي غير جاهز لاستقبال الحالات الإضافية خلافًا لما كان عليه الوضع العام الماضي حين وصلت مساعدات للبنان بعد انفجار المرفأ، كما أن ما تغيّر اليوم هو هجرة 30% إلى 40% من الأطباء والممرضين وكذلك إقفال العديد من المستشفيات أقسام كورونا لتخفيض نفقاتها”.

وقال إن عمل الوزارة “جار على زيادة القدرة الاستيعابية للمستشفيات نحو 30% في غضون أسبوع”، موضحًا أن “ما بين 80% إلى 85% ممن يدخلون إلى المستشفيات بسبب كورونا أو يتوفّون لهذا السبب هم من غير الملقحين”.

وأوضح أن “نسبة الملقحين حاليًّا في لبنان هي نحو 37% الى 38% “. وقال: “إن الأمر الجيد أننا كنا نسجل 5 آلاف يتلقون اللقاح يوميًّا ولكن مؤخرًا ارتفع الرقم إلى نحو 20 ألفًا، وبعدما كنا نعطي في الأسبوع 70 الف لقاح أعطينا الأسبوع الماضي 100 ألف وهدفنا الوصول إلى 140 ألف لقاح في الأسبوع”.

ومن شأن ذلك وفق أبيض أن يرفع نسبة الملقحين خلال أسابيع إلى ما فوق الـ50% أو الـ55%. وتوقع وصول نسبة الملقحين في لبنان إلى60% أو 70% في الثلث الأول من العام المقبل.

وإذ أكد أن “أحدًا لا يريد الذهاب إلى الإقفال”، أوضح أن “الوضع تتم مراقبته يومًا بيومٍ مواكبة لحصول أي طارئ ونحن طبعًا سيكون لنا تدخّل في حال رأينا أن العدوى تنتقل بشكل سريع أو في حال وصل أوميكرون إلى لبنان”.

وقال: “كل شي ممكن وهذا القرار لن نأخذه اليوم لا بالإقفال ولا بعدم الإقفال واجتماعاتنا دورية لنرى كيف يتطور الوضع وعلى أساسه نتخذ القرارات المناسبة”.

وأضاف: “اهتمامنا اليوم منصب على زيادة اللقاح ورفع مستوى جهوزية المستشفيات ونتمنى أن لا نصل إلى مرحلة نضطر فيها للإقفال”.

وردًّا على سؤال عن احتمال تمديد عطلة المدارس مرة جديدة، قال إن “كل شيء وارد بناء على ما سيحصل من أمور طارئة”، مناشدًا الأهل تلقيح أولادهم لأن أعداد الملقحين في المدارس ما زالت منخفضة.

Follow Us: 

Leave A Reply