قالت شركة نوكيا لصناعة معدات الاتصالات الفنلندية على خلفية التوترات السياسية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين: إنها تركز على المجالات التي يمكنها السيطرة عليها، مثل التكنولوجيا والعملاء، حسبما قال مسؤول تنفيذي كبير.
وقال جاي وون (Jae Won)، رئيس آسيا والمحيط الهادئ و اليابان في نوكيا: علينا التركيز من منظور نوكيا على المجالات التي يمكننا السيطرة عليها، وما يمكننا التحكم فيه هو تقنيتنا الخاصة وسوقنا الخاص والتأكد من أن مزودي الخدمة الذين ندعمهم لديهم خدمات مستمرة وتزويد قاعدة عملائهم بالمعدات والتكنولوجيا.
وأضاف “توفر القضايا الجيوسياسية المختلفة بعض التعقيدات، وبقدر ما نشعر بالقلق، فإننا نركز على التكنولوجيا التي يمكننا تطويرها، ونركز على العملاء وفرص الأعمال التي توفرها شبكات الجيل الخامس مستقبلًا”.
وتتصارع الولايات المتحدة والصين للسيطرة على التقنيات الجديدة، من ضمنها الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية والجيل الخامس.
وكثفت الصين جهودها لتقليل الاعتماد الأجنبي على الرقاقات العالية الجودة من خلال الاستثمار بكثافة في سوق أشباه الموصلات المحلي.
وقال بعض الخبراء في السنوات الأخيرة: إن التنافس بين الولايات المتحدة والصين قد يؤدي إلى ظهور شبكتي إنترنت.
وغالبًا ما يشار إلي هذا الأمر باسم “splinternet”، ويعني احتمال انقسام شبكة الإنترنت بسبب عوامل مختلفة، مثل العوامل السياسية والتكنولوجية والتجارية والقومية والدينة.
وإذا حدث مثل هذا الانقسام، فسوف يجبر شركات التكنولوجيا على إعادة التفكير في إستراتيجياتها التشغيلية في أسواق مختلفة، اعتمادًا على الجانب الذي تتوافق معه كل سوق.
وتُعد نوكيا واحدة من شركات معدات الاتصالات الكبرى في العالم، خلف شركة هواوي الرائدة في السوق.
وفي الوقت الذي تسارع فيه الدول إلى تطوير البنية التحتية لشبكات الجيل الخامس وإطلاقها، فمن المقرر أن تكون نوكيا إحدى الشركات المستفيدة بشكل مباشر من الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد شركة هواوي الصينية.
ووجدت شركة التكنولوجيا الصينية نفسها في قلب التنافس التكنولوجي بين الولايات المتحدة والصين.
ولا يقتصر الأمر على حظر هواوي من المشاركة في البنية التحتية لشبكة الجيل الخامس في الولايات المتحدة، بل تم تقييد وصولها إلى بعض التقنيات المتطورة المصنوعة في الولايات المتحدة.
كما حثت واشنطن الحلفاء على حظر هواوي من البنية التحتية لشبكات الجيل الخامس، حيث حظرتها اليابان ومنعتها أستراليا من بيع معدات (5G)، وأعلنت المملكة المتحدة حديثًا أنها ستحظرها من شبكات (5G).
وقال وون: إن نوكيا تزود معدات (5G) لشركات الاتصالات في آسيا والمحيط الهادئ، من ضمنها كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا ونيوزيلندا وسنغافورة.
وأضاف “الزخم في هذه المنطقة لشبكة الجيل الخامس قوي للغاية، ونتوقع أن يستمر هذا الزخم حتى عام 2021 وما بعده”.
وعانت الشركة الفنلندية هذا الشهر من انتكاسة، حيث أفادت وكالة رويترز أن نوكيا خسرت لصالح سامسونج عقدًا بقيمة 6.64 مليارات دولار لتزويد شركة فيريزون بمعدات (5G) في الولايات المتحدة.