كتبت صحيفة ” الشرق ” تقول : عن ارتفاع 28 الف ليرة وما فوق للدولار الواحد، يخاطب المسؤولون عن الدولة، شعب لبنان الفقير. يتحدثون اليهم عن جلسات مجلس وزراء معلّقة على حبال اهواء حلفائهم. عن انتخابات ربحوا معركة اجرائها في ايار مسجلين هدفا في مرمى “جماعة اذار”. عن امتعاض من اموال تسلّم للشعب دون المرور بالدولة واسقاطها في خانة تمويل الانتخابات لايصال من ليس لديهم خبرة، على اعتبار ان اصحاب الخبرات النيّرة في عالم السياسة اوصلوا البلاد الى الرخاء والازدهار والاستقرار. عن متحاورين يجب تغييرهم، وهذه اقصى امنيات اللبنانيين الشرفاء. وعن وعن وعن….كلام من علو كراسي زعماء لم يعد يجد له سوقا يُسوّقه ولا حتى اذانا صاغية تسمعه، فلبنان كله يا سادة، غارق في هم الدولار والاسعار “الكوى والنار”.
الدولار يحلّق
فرض تحليق الدولار امس متخطيا عتبة الـ28 الف ليرة، ايقاعه على الساحة المحلية وعلى الاهتمام الشعبي حيث زاد اللبنانيين المحتاجين الفقراء، حاجة وفقرا.. وحمل بعضهم الى الطرقات التي قطعوها تعبيرا عن الغضب. في المقابل، الحكومة لا تزال محتجزة من قبل الثنائي الشيعي في انتظار كف يد المحقق العدلي القاضي طارق البيطار الذي يستمر في تحقيقاته من دون ان يكترث للجلبة السياسية.
ولو قاطعوها
تحت وطأة هذه الازمات كلها، تحدث رئيس الجمهورية ميشال عون الى وفد نقابة المحررين، مؤيدا “الدعوة الى عقد جلسة للحكومة ولو تمت مقاطعتها اذ لا يمكن الابقاء على التعطيل لأنّ هناك اموراً تحتاج الى البت بها”. وأشار الى أن “التفاهم قائم بشكل تام مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وهناك امور يجب ان تُقال بين الاصدقاء في العلاقة مع حزب الله”. واضاف: بعد هذه الاحداث آمل نهاية حقبة معيّنة تخطى عمرها الـ30 سنة والانتخابات ستحصل وغيّرتُ تاريخ اجرائها لتحصل في ايار 2022 وسنتفق على ذلك”. وشدد على أننا “لم نمد أيدينا الى المال العام وما من احد يستطيع مد يده الى الخزينة الاّ من يحكمها ومن يحميه”. ولفت الى أنه “مضى على المتحاورين في لبنان 30 سنة وهم يتحاورون من دون نتيجة ويجب تغيير المتحاورين ولو كنت انا من بينهم”.
المحروقات ترتفع
معيشيا، وقبل ان يسجّل الدولار رقما قياسيا جديدا امس، كان ارتفع صباحا سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 10800 ليرة، والـ98 أوكتان 11200 ليرة، والديزل أويل 17800 ليرة، والغاز 13700 ليرة. وتعليقاً على هذه الزيادة، لفت عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات الدكتور جورج البراكس في تصريح، إلى أن “ارتفاع سعر صرف الدولار الذي لامس 27000 ليرة، هو السبب الرئيسي لارتفاع اسعار المحروقات”.
تحركات عمالية
وإذ تداعى الاتحاد العمالي العام الى جلسة اليوم لاعداد خطة لمواجهة الواقع الحياتي هذا، عقدت اتحادات ونقابات قطاع النقل البري في لبنان مؤتمراً صحافياً برئاسة بسام طليس الذي قال : استيقظنا اليوم على ارتفاعٍ في سعر المحروقات بداعي ارتفاع سعر الدولار الأميركي، وما نراه أنّ المافيات والكارتيلات هي من تدير البلد ونحن خاضعون لها لا بل بعض الحكام خاضعين. وتابع: دعينا في المرة السابقة إلى تحركٍ قطاعي يوم الخميس الماضي وجاء تعبيراً عن سخط السائقين وبسبب الاستخفاف بهم، ونحن اليوم بصدد تحرك شاملٍ وعام وكامل على جميع الأراضي اللبنانية. وأقول لكم أيها الزملاء إنّ القرار لكم والتحرك لكم شرط عدم التعرض للأملاك الخاصة والعامة.
المصرف والخطة
في المقابل، وبينما كانت مصارف تتعرض للسرقة او السطو المسلح واطلاق النار كما حصل في بنك بيبلوس فرع الزلقا، في مؤشر بالغ الخطورة وبالتزامن مع جولة الموفد الرئاسي الفرنسي ومنسق المساعدات الدولية من أجل لبنان السفير بيار دوكان على المسؤولين والوزراء، والتي استمرت امس، شدد رئيس جمعية مصارف لبنان سليم صفير خلال زيارته رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي، على “ضرورة حماية المودِعين في أي خطة تضعها الحكومة لمعالجة الخسائر التي تكوّنت على مدى السنوات الماضية”.
مذكرة توقيف
على صعيد آخر، وفي تطور سيعقّد الازمة الوزارية، افادت معلومات صحافية ان النيابة العامة التمييزية احالت على الاجهزة الامنية مذكرة توقيف النائب علي حسن خليل للتنفيذ خارج دورة الانعقاد العادي.
كورونا مقلقة
صحيا، اعلن رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي عبر “تويتر” عن اجتماع امس للجنة الصحة النيابية ”مع وزير الصحة الدكتور فراس الأبيض لدرس الوضع الوبائي وجهوزية المستشفيات، بعد تزايد عدد الإصابات وارتفاع نسبة إشغال أسرة كورونا إلى ثمانين في المئة من تلك المتوفرة، وهذا يدعو الى القلق، خصوصاً اذا ارتفع دخول المرضى الى أقسام العناية خلال الأسابيع المقبلة”.
مصرف لبنان يتحرك
للجم تدهور سعر الليرة
اعلن مصرف لبنان في بيان، انه “بدعوة من دولة رئيس مجلس الوزراء عقد اجتماع في السراي الحكومية حضره وزير المالية الدكتور يوسف الخليل وحاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة، جرى التداول فيه في السبل العائلة للجم تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية، وعلى اثر ذلك اتخذ مصرف لبنان التدابير التالية:
- سيقوم مصرف لبنان بتزويد المصارف العاملة بحصتها النقدية لما تبقى من هذا الشهر بالدولار الأميركي النقدي بدلا من الليرة اللبنانية، وذلك على سعر صرف منصة صيرفة. وسوف يطلب مصرف لبنان من المصارف بيع الدولارات المشتراة على سعر صيرفة كاملة الى مختلف عملائها عوضا عن الليرات اللبنانية، التي كانت مرصودة لدفعها بالليرة اللبنانية.
- سوف يقوم مصرف لبنان بتنظيم سداد القروض التجارية بالعملات الاجنبية نقدا بالليرة اللبنانية على السعر المحدد في التعميم 151 أي 8000 ل.ل. حاليا، ما يساعد على خفض الطلب على الدولار ويزيد الطلب على الليرة اللبنانية في الأسواق”.