السبت, نوفمبر 23
Banner

أسعار النفط تستعيد نغمة الارتفاعات ..

ارتفعت أسعار النفط الخام مجددا أمس، مدعومة من تزايد الطلب الأمريكي على المنتجات النفطية في مؤشر على تعاف قوي للاستهلاك على الرغم من الضغوط العكسية الخاصة بانتشار متغير أوميكرون من فيروس كورونا وعودة الإغلاق وقيود السفر في العديد من دول العالم.

وتلقت الأسعار دعما من انخفاض المخزونات النفطية الأمريكية ومن قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكية لمعالجة التضخم وتثبيت الفائدة.

ويقول محللون نفطيون إن النفط حقق مكاسب جيدة لأن تجار النفط ثمنوا تحول بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى سياسة نقدية أكثر تشددا لمحاربة التضخم، لافتين إلى أن الأسعار ما زالت تواجه ضغوطا مضادة بسبب تداعيات انتشار متغير أوميكرون والقيود المفروضة على السفر وانتشار توقعات بأن المخزونات النفطية ستتراكم بسرعة أكبر في العام المقبل.

وأوضح المختصون أن سوق النفط قد تواجه زيادة كبيرة في المعروض العام المقبل – بحسب تقديرات أوبك وبنوك استثمارية دولية – مشيرين إلى استمرار تقلبات الأسعار بسبب المتغيرات السريعة والإشارات المتضاربة حول العرض والطلب.

وذكروا أن هناك تباينا في تقديرات أوبك ووكالة الطاقة للطلب في بداية العام المقبل حيث ترى أوبك نموا جيدا بينما خفضت وكالة الطاقة توقعاتها للربع الأول، ولا سيما أن أوبك تستند في رؤيتها إلى الزيادات في تقديرات الاستهلاك في الصين وغيرها من الدول الآسيوية غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى جانب المستويات الثابتة للنمو على أساس سنوي.

وفي هذا الإطار، يقول مفيد ماندرا نائب رئيس شركة إل إم إف النمساوية للطاقة إن مكاسب أسعار النفط عادت للاتساع مع ارتفاع استهلاك الوقود وانخفاضات المخزونات الأمريكية بما يفوق التوقعات المسبقة، مشيرا إلى توقعات صادرة عن مجموعة فيتول ترجح أن الأسعار سترتفع في العام المقبل بسبب نقص الاستثمارات الجديدة في مشاريع المنبع تحديدا.

وأشار إلى أن تراجع مخزونات النفط الخام الأمريكية للأسبوع الثالث على التوالي أعطى دفع قوية لصعود المكاسب ولكنها اصطدمت على الفور بعوامل كبحت المكاسب وأبرزها أن آفاق الاستهلاك قد تتدهور بعدما حدت الصين من السفر لقضاء العطلات لاحتواء فيروس كورونا كما أعادت بريطانيا إنعاش نظام العمل عن بعد.

ويرى، فيتوريو موسازي مدير العلاقات الدولية في شركة سنام الإيطالية للطاقة أن الطلب ما زال قويا رغم ضغوط أوميكرون الهائلة، لافتا إلى بيانات صادرة عن شركة تورتوز كابيتال أدفايزورز تؤكد أن الصادرات المتزايدة من الولايات المتحدة تشير إلى أن الطلب العالمي على النفط الخام لا يزال قويا.

وأشار إلى أن السوق تتجه بقوة نحو وفرة المعروض في الربع الأول وهو ما تتوقعه أوبك + بسبب ضعف الطلب الموسمي وأنباء انتشار متغير أوميكرون، موضحا أن وكالة الطاقة الدولية تتفق أيضا مع رؤية أوبك + بأن توقعات الربع الأول من 2022 تتلخص في كلمة واحدة وهي الفائض.

ويوضح أندرو موريس مدير شركة بويري الدولية للاستشارات أن أوبك+ تجتمع في بداية الشهر المقبل وسط زيادة تحديات وصعوبات السوق خاصة حالة عدم اليقين في العوامل التي تحدد تطورات العرض والطلب ويرجح بعض المتعاملين في السوق أن أوبك + قد لا تستمر في زياداتها الشهرية خاصة بعدما رصدت وكالة الطاقة الدولية في أحدث تقاريرها توقعات بأن يكون هناك المزيد من الجانب السلبي على الطلب بسبب أوميكرون وضعف الأداء الاقتصادي.

ونوه إلى أن تقارير دولية تتوقع أن الفائض في المعروض من النفط الخام من المرجح أن يبدأ الشهر الحالي ويتسارع في الأشهر الأولى من 2022 بينما لا تزال تقديرات معهد البترول الأمريكي، تشير إلى استمرار سوق الولايات المتحدة الرئيس في تسجيل سحوبات كبيرة من النفط الخام وتوالي تراجع مخزونات الخام الأمريكية التي تقلصت حتى الآن بنحو61 مليون برميل منذ بداية العام الجاري.

وبدورها، تقول ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة أفريكان إنجنيرينج الدولية إن السوق النفطية ما زالت في وضع متوتر وتختلط وتتضاد فيه التقديرات للعام الجديد، مشيرة إلى أن أعداد الحالات المتزايدة من متغير أوميكرون وقيود السفر الدولية أدت إلى قيام منظمات الطاقة وبخاصة وكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية بخفض تقديراتهما للاستهلاك من النفط الخام حتى آذار (مارس) المقبل بينما تحتفظ أوبك بمسار مختلف تماما.

وأشارت إلى أن أوبك عدلت توقعاتها لاستهلاك النفط في بداية 2022 بالزيادة بمقدار 1.1 مليون برميل يوميا، موضحة أن أوبك أطلقت توقعاتها الأكثر تفاؤلا بسبب قناعتها الشديدة بأن تأثير متغير أوميكرون على الطلب على النفط سيكون خفيفا وقصير الأجل حيث أصبح العالم بالفعل أكثر كفاءة في مواجهة التحديات المرتبطة بالجائحة ويتعامل بشكل جيد مع تحورات الفيروس المتلاحقة.

من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط الخميس مع إشارة الولايات المتحدة إلى تسجيل طلب المستهلكين على المنتجات البترولية ذروة قياسية في أكبر مستهلك للنفط في العالم حتى مع تهديد السلالة أوميكرون من فيروس كورونا بخفض استهلاك النفط عالميا.

كما تلقت الأسعار دعما من إشارة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن معالجة التضخم قبل أن يخرج الاقتصاد عن مساره. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 65 سنتا، بما يعادل 0.9 في المائة، إلى 74.53 دولار للبرميل، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 74 سنتا أو 1 في المائة، إلى 71.61 دولار.

وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية هبوطا في مخزونات النفط بمقدار 4.6 مليون برميل الأسبوع المنتهي في العاشر من كانون الأول (ديسمبر)، وهو أكثر من مثلي توقعات محللين استطلعت رويترز آراءهم وأشارت إلى انخفاض قدره 2.1 مليون برميل.

وزادت المنتجات التي توردها مصافي التكرير، وهي مؤشر على الطلب، إلى 23.2 مليون برميل يوميا، فيما يرجع إلى مكاسب في البنزين والديزل ومنتجات مكررة أخرى.

وقال محللون إن الزيادة تعكس توقعات لزيادة عدد المسافرين لقضاء العطلات وتخفيف اختناقات سلاسل التوريد الذي أدى إلى تحرك مزيد من الشاحنات لنقل السلع.

كما قال مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إنه سينهي مشتريات السندات الخاصة بفترة الجائحة في آذار (مارس) ويبدأ زيادة أسعار الفائدة بينما لا تزال البطالة منخفضة في حين يتزايد التضخم ولكن المخاوف بشأن فيروس كورونا حدت من ارتفاع الأسعار.

وسجلت بريطانيا وجنوب إفريقيا زيادات يومية قياسية في إصابات فيروس كورونا مع الانتشار السريع للسلالة أوميكرون في حين تطلب شركات كثيرة في شتى أنحاء العالم من موظفيها العمل من منازلهم، ما قد يقلص أيضا الطلب على النفط.

من جانب آخر، تراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 73.12 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 74.28 دولار للبرميل في اليوم السابق.

وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك الخميس إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق ثاني تراجع له على التوالي وإن السلة خسرت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 75.13 دولار للبرميل.

Follow Us: 

Leave A Reply