السبت, نوفمبر 23
Banner

برنت قرب 80 دولارا مع تجاهل تأثيرات «أوميكرون»

واصلت أسعار النفط ارتفاعها أمس، واقترب خام برنت من 80 دولارا للبرميل، حيث تجاهلت الأسواق الانتشار السريع للمتحور أوميكرون، وذلك بدعم من انقطاعات في الإمداد وتوقعات بانخفاض المخزونات الأمريكية في الأسبوع الماضي.

وتلقت الأسعار دعما من إعلان بريطانيا أنها لن تفرض قيودا على احتفالات رأس السنة الميلادية لثقتها بقدرة القطاع الطبي على التعامل مع معدلات الإصابات المرتفعة بفيروس كورونا، ولكن تكبح المكاسب الخسائر الحادة في قطاع الطيران واستمرار إلغاء آلاف الرحلات.

وتترقب السوق النفطية الاجتماع المقبل لوزراء الطاقة في مجموعة المنتجين “أوبك+” في مطلع العام الجديد الذي سيحسم مصير تطبيق الزيادة الإنتاجية الشهرية المطبقة منذ آب (أغسطس) الماضي والبالغة 400 ألف برميل يوميا يشارك فيها 23 منتجا هم أعضاء المجموعة.

وقال لـ”الاقتصادية” محللون نفطيون: إن أسعار النفط ارتفعت بشكل لافت مع تراجع مخاوف المستثمرين من الانتشار السريع لمتغير “أوميكرون” وسط مؤشرات قوية على أن المتغير الجديد قد يكون أكثر اعتدالا من المتغيرات السابقة.

وأوضح المحللون أن دول الاستهلاك – على الأرجح – لن تطلق كميات كبيرة من النفط من احتياطياتها الاستراتيجية، بسبب حرصها على تأمين نفسها في مواجهة أزمات وارتفاعات سعرية قد تواجه السوق في فترات أخرى مقبلة، حيث إن دول الاستهلاك كونت هذه الاحتياطيات على مدار عقود بهدف تحقيق الأمان المستدام في توافر احتياجات الطاقة.

وأكد سيفين شيميل، مدير شركة في جي إندستري الألمانية، أنه على الرغم من انتشار متغير أوميكرون وإلغاء آلاف رحلات الطيران، إلا أن حركة التنقل والسفر ما زالت قوية في موسم العطلات، ما عزز توقعات نمو الطلب وخفف من حدة المخاوف السابقة المرتبطة بانتشار الفيروس.

وأشار إلى أن النفط يتجه لتحقيق مكاسب سنوية بعد انتعاش ملحوظ وقوي من الوباء، على الرغم من التقلبات التي هيمنت على الأسابيع الأخيرة ويرجع ذلك جزئيا إلى المخاوف بشأن أوميكرون، لافتا إلى وجود مؤشرات على تراجع الاستهلاك في آسيا، ما يشير إلى زيادة العرض على المدى القريب.

من جانبه، ذكر ماركوس كروج كبير محللي شركة أيه كنترول لأبحاث النفط والغاز، أن هيكل السوق لخام برنت القياسي الدولي بدأ في إظهار علامات التفاؤل بعد تقلبات واسعة منذ نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، مبينا أن متغير أوميكرون دفع شركات الطيران إلى إلغاء الرحلات بسبب الإصابات بين أطقم الطائرات، ما يكبح الانتعاش في استهلاك وقود الطائرات.

وأوضح أن الضغوط على المستشفيات في كل دول العالم تربك الحسابات الاقتصادية خاصة بعدما دعت الإدارة الأمريكية إلى البقاء في حالة يقظة وحذر في التعامل مع متغير أوميكرون، على الرغم من الأدلة على أن أعراضه قد تكون أقل حدة، ومخاطره منخفضة مقارنة بالمتحورات السابقة من فيروس كورونا.

من ناحيته، قال روبين نوبل مدير شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات، إن أسعار النفط الخام تلقت دعما أيضا من حالة الجمود التي سيطرت على المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية وذلك مع تراجع التوقعات بأنه يمكن لاتفاق نووي مع إيران أن يمهد الطريق لاستئناف التدفقات الرسمية للنفط الخام.

بدورها، أشارت نينا أنيجبوجو المحللة الروسية ومختص التحكيم الاقتصادي الدولي إلى أن تخفيف تأثير ارتفاع أسعار الطاقة خاصة في الولايات المتحدة وتحديدا أسعار البنزين دفع الإدارة الأمريكية إلى قيادة اتجاه قوي لتعزيز المعروض النفطي.

وفيما يخص الأسعار، واصل النفط ارتفاعه أمس واقترب خام برنت من 80 دولارا للبرميل، على الرغم من الانتشار السريع للمتحور أوميكرون، وذلك بدعم من انقطاعات في الإمداد وتوقعات بانخفاض المخزونات الأمريكية في الأسبوع الماضي.

وبحسب “رويترز”، زاد خام برنت 1.04 دولار أو 1.3 في المائة إلى 79.64 دولار للبرميل. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط 1.15 دولار أو 1.5 في المائة إلى 76.72 دولار للبرميل.

وجرى تداول الخامين عند أعلى مستوى في شهر.

وقال جيوفاني ستونوفو، المحلل في شركة يو.بي.إس النفطية، “الدعم يأتي كذلك من اضطرابات كبيرة في الإنتاج في الإكوادور وليبيا ونيجيريا وتوقعات بانخفاض كبير آخر في مخزونات الخام الأمريكية”.

وأعلنت الدول الثلاث المنتجة للنفط حالة القوة القاهرة هذا الشهر فيما يتعلق بجزء من إنتاجها النفطي، بسبب مشكلات في الصيانة وإغلاق لحقول نفطية.

في الوقت نفسه، كشف استطلاع مبدئي أجرته “رويترز” الإثنين، أن مخزونات الخام الأمريكية ستنخفض على الأرجح لخامس أسبوع على التوالي، في حين من المتوقع أن تظل مخزونات الوقود دون تغيير عن الأسبوع الماضي.

وقال وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد أمس الأول: إن إنجلترا لن تفرض أي قيود جديدة متعلقة بفيروس كورونا قبل نهاية 2021.

ويترقب المستثمرون كذلك اجتماع “أوبك +” المقبل في الرابع من كانون الثاني (يناير) لتحديد ما إذا كانت ستمضي قدما في خطتها لزيادة 400 ألف برميل يوميا من إنتاجها في شباط (فبراير).

وتمسكت “أوبك +” الشهر الماضي بسياستها لزيادة الإنتاج في كانون الثاني (يناير)، على الرغم من انتشار أوميكرون.

Leave A Reply