الأحد, نوفمبر 24
Banner

مطلع السنة السياسية: اشتباك أم تبريد؟

كتبت صحيفة النهار تقول: مع الجمود الطبيعي في اليوم الأول من السنة الجديدة لم يطرآ أيّ تغيير على المشهد الداخلي في انتظار ما ستحمله بعض التطوّرات المرتقبة ابتداءً من اليوم مع المواقف التي سيعلنها رئيس “التيار الوطني الحر” النائب #جبران باسيل في كلمة سيلقيها ظهر اليوم الأحد ومن ثم المواقف التي سيعلنها الأمين العام لـ”#حزب الله” السيد حسين نصرالله في كلمة يلقيها مساء غد الإثنين لمناسبة إحياء الحزب الذكرى الثانية لمقتل قائد لواء القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني. وليس مستبعداً أن تشكل الكلمتان مناسبة لاستكشاف المدى الحقيقي والجدّي لحجم التباينات والخلافات التي ظهرت أخيراً بين طرفي تفاهم مار مخايل علماً أن الأنظار ستتجه إلى كلمة نصرالله في هذا السياق لأن أيّ مسؤول في الحزب لم يعلّق أو يقارب علناً الانتقادات التي وجهها باسيل أخيراً إلى الثنائي الشيعي بما يعني أن الردّ ترك للأمين العام إذا كان ثمة قرار بالردّ أو بالاحتواء أو باستمرار الصمت حيال هذا الأمر. وفي انتظار ما سيصدر عن الفريقين بدت الأزمة السياسية – الحكومية في دائرة الجمود والمراوحة من دون أن تظهر معالم أيّ تحرّك أو تطوّر قد يفضي إلى تسوية لإعادة الحياة إلى مجلس الوزراء وجلساته المعلقة والمعطلة والتي صارت صنوا للتعقيدات المتلاحقة في مسار عمل المحقّق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار. واستبعدت مصادر وزارية خلال عطلة رأس السنة أيّ انفراج قريب على الأقل في الأزمة الحكومية على رغم أن ثمة مساع جارية في الكواليس ويتولّى جانباً منها “حزب الله” بين العهد ورئيس مجلس النواب نبيه بري لمنع تحول موضوع فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب باباً لاشتباك سياسي جديد وحاد بين رئيس الجمهورية العماد #ميشال عون ورئيس المجلس نبيه بري الأمر الذي سيزيد في إحراج “حزب الله” حيال حليفيه المتشابكين. وسوف تتضح بين اليوم وغد صورة الأمر علماً أن معنيين قالوا أن جمع التواقيع النيابية على العريضة التي تطالب بفتح الدورة استمر على رغم عطلة رأس السنة وليس خافياً أن هذا الموضوع سيزيد حدة التوتر بين الرئاستين الأولى والثانية بما يفاقم تالياً الأزمة الحكومية ما لم تظهر معالم تهدئة تمهد لتسوية ما في قابل الأيّام.

وفي ظل هذه الأجواء ستتواصل صورة المشهد الداخلي منقسمة من جهة بين تصاعد المخاوف من احتمال اللجوء إلى الإقفال العام قسراً تحت وطأة التفشّي الواسع للموجة الحالية لوباء كورونا ومتحور “أوميكرون” ولو أن الإقفال لم يطرح بعد على الطاولة كخيار نهائي في انتظار الأيّام القليلة المقبلة لتبين حجم الإصابات ووضع المستشفيات وقدرتها على احتواء الموجة. وقد أعلنت أمس وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل 3358 إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة إلى 731288، كما تمّ تسجيل 17 حالة وفاة”. أمّا من الجهة السياسية المقابلة فإن أيّ معطيات مشجعة وإيجابية لا تبدو على شاشة المعنيين بالأزمة أقلّه حتّى تبيّن ما قد يظهر من نتائج التحرّكات التي ستتواصل في الساعات المقبلة.

وفي المواقف التي برزت في اليوم الأول من السنة اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس #الراعي في عظة ألقاها أمس في بكركي أنه “لا بد في بداية السنة الجديدة من أن يقف اللبنانيون عموماً والسياسيون والنافذون والحزبيون وخصوصاً أمام واقع لبنان المنهار بيقظة ضمير، ويعترفوا بأخطائهم. ألم يأتوا هم بحروب الآخرين على أرضنا فكانت بدايات الانحدار؟ ثم ألم يذهبوا إلى حروب هؤلاء الآخرين على أراضيهم فكان الانهيار والانعزال عن الأسرتين العربية والدولية والفقر والهجرة؟ إلى متى يهملون عن قصد أو غير قصد معالجة أسباب أزماتنا الوطنية الكبيرة، وتغيير مسار الانهيار، وإيجاد الحلول وتنفيذها؟”.

وقال: “لبنان مريض بفقدان هويته، وكأي مريض يشكو من فقدان صحته، من الواجب إعادتها إليه. من الواجب أن تعاد الى لبنان عافيته التي خسرها. فهو بحكم موقعه الجغرافي، وتنوّعه الديني والثقافي، وانفتاحه على جميع الدول، ودوره التاريخي كجسر ثقافي واقتصادي وتجاري، ومكان للتلاقي والحوار، وعنصر استقرار في المنطقة، هو دولة هويتها الحياد الإيجابي الناشط. وبهذه الصفة لبنان دولة مساندة لا مواجهة كما جاء في أعمال وضع ميثاق جامعة الدول العربية (1945)، بناءً على إعلان حكومة الإستقلال التزام لبنان الحياد بين الشرق والغرب. في الحياد خير لبنان وازدهاره وخير جميع اللبنانيين”.

وإذ قدر “الخطوة الأولية الواعدة التي اتخذها رئيس الجمهورية ورئيس #الحكومة ووزير الداخلية بتحديد موعد الانتخابات النيابية والتوقيع على مرسوم إجرائها”، مضيفاً “نعوّل على أن تركز السلطة اهتمامها في الأشهر المقبلة على التحضير الجدي لها وخلق الأجواء السياسية والأمنية لحصولها مع الانتخابات الرئاسية في تشرين المقبل. ونشدّد هنا على ضرورة حصول هذه الانتخابات بإشراف مراقبين دوليين، وخصوصاً أنه توجد رغبة بذلك لدى الرأي العام اللبناني ولدى الأمم المتحدة”.

بدوره أشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران #الياس عودة إلى أنّ “المطلوب رجال دولة يتحلّون بالشجاعة والإقدام”.

وأضاف خلال عظة قداس رأس السنة الميلادية الجديدة: “من لا يُحاسب المُسيئين إلى الدولة وسيادتها وهيبتها، هو شريكٌ في الإساءة إلى الدولة، ومن يُعيق قيامة الدولة أو يُصادر قراراها أو يورّطها في نزاعات هي بغني عنّها، لا يعمل من أجل مصلحتها، ومن يدّعي العفّة لكنّه يُغطّي الفاسدين هو فاسد ومذنب مثلهم، ومن يغضّ الطرف عن سلاح خارج الشرعية هو مجرم بحقّ الوطن”.

Leave A Reply