علي ضاحي-
«قضي الامر»، وانتهت مهلة الساعات الـ 48 التي وضعت لاستشراف موقف السعودية النهائي من ترشيح الرئيس سعد الحريري شخصياً بوساطة فرنسية، وترشيح لوائح في مختلف المناطق اللبنانية.
وتؤكد اوساط سنية مطلعة على اجواء الحريري ان الجواب السعودي هو «لا جواب»، اي انه اشد وقعاً وسلبية من الجواب بالنفي او الرفض، وهو «لا جواب عقابي» للحريري ولسواه من الشخصيات السنية في لبنان ومفاده ان بلا دعم الرياض واموالها في لبنان «لن تقوم قائمة لأحد». وان من يريد مخالفة «التوجيهات السعودية» عليه ان يتحمل وزر «العقوبة» والعزل وبالتالي من يريد خوض الانتخابات من السنة عليه ان يخوضها وحيداً وان يرى «حجمه» لوحده وان يثبت حجم تمثيله لنفسه ولجمهوره!
وعليه تؤكد الاوساط، انه لم يبق امام الحريري الاثنين الا اعلان العزوف له ولتياره، وخصوصاً مع اكمال مشاوراته مع كتلته وحزبه وماكينته الانتخابية واللافت وفق اوساط مشاركة في الاجتماع مع كتلته امس الاول ان الجميع فهم ان الحريري عازف عن الترشح وانه لن يرشح احداً بإسم «المستقبل» وان من يريد الترشح فله حرية الخيار بالترشح فردياً وكذلك نسج التحالفات التي يراها مناسبة.
وتكشف الاوساط ان رغم الخيبة السنية من القرار السعودي بالتخلي عن الحريري، ولا سيما من البيئة الشعبية والحزبية والقاعدة الجماهيرية لتيار «المستقبل» ونوابه والرؤساء السابقين للحكومة وصولاً الى الوسط الديني والشرعي وخصوصاً دار الفتوى، هناك تصميم جدي من قوى سنية كثيرة على استيعاب الخضة السلبية بعزوف الحريري وتياره السياسي وعدم ترك المجال خالياً وان المخاض الجدي يبدأ الاثنين مع اعلان الحريري عزوفه الرسمي.
وتقول الاوساط ان هناك من يدعو دار الفتوى الى تبني كتلة سنية في بيروت والشمال اقله، وتحقيق ما كان يصبو اليه المفتي الراحل الشيخ حسن خالد وان يكون لدار الفتوى توجيه بانتخاب هذه الكتلة وبتغطية سعودية.
ويرفض هؤلاء توجه السعودية للرهان على رئيس حزب «القوات» سمير جعجع وترشيحه سُنة في مناطق محددة، وان يستميل كتلة وازنة من عرب خلدة والشمال وسنة آخرين من الذين يصبون دفعة واحدة عند الحريري، وبالتالي تلعب السعودية «لعبة خطيرة» تحت ستار ان يكون هناك «كتلة متنوعة» عنوانها «وطني» وعابر للطوائف وليست سنية بالكامل او مسيحية بالكامل. وبالتالي تحقق ما تصبو اليه الرياض من خلال هذه الكتلة وحضورها النيابي والسياسي من مشاريع لمواجهة حزب الله وحلفائه!
في المقابل ترى اوساط سنية بارزة في تحالف «الثنائي الشيعي» و8 آذار، ان غياب الحريري بهذه الطريقة القسرية والزجرية من السعودية ليس مستغرباً ممن سجنه واجبره على الاستقالة في العام 2017، وهذا الامر يستفز كرامة ووطنية كل لبناني شريف وحر.
وتضيف : السُنة ايضاً مهما كان توجههم السياسي يرفضون هذا التصرف الدوني وغير اللائق مع سعد رفيق الحريري وسُنة لبنان وبيروت خصوصاً.
وتؤكد الاوساط ان بيروت وصيدا وطرابلس وعكار تعج بالسُنة الوطنيين ولسنا اسرى لا للرياض ولا لتركيا ولا قطر.
فالحديث عن ترشيح السعودية لسُنة على لائحة جعجع ليس مستغرباً، كما ليس مفاجئاً ان تدعم تركيا بهاء الحريري من «تحت الطاولة»، وهناك دعم قطري ايضاً للجماعة الاسلامية . وايضا هنالك نجيب ميقاتي او نجله في الشمال وآل كرامي والنائب فيصل كرامي في طرابلس و»الاحباش» في بيروت والشمال وعبد الرحيم مراد ونجله حسن في البقاع الغربي وغيرهم من الشخصيات الوطنية، وكلهم حاضرون ليكونوا على اهبة الاستعداد للدفاع عن كرامة السنة وكرامة اهل بيروت وبالمواقف الوطنية والسيادية وليس «الانبطاح» امام الرياض وغيرها!