كتبت صحيفة “الشرق” تقول: لا يبدو طريق اقرار موازنة العام 2022 معبدا بالورود على غرار سرعة جلسات مناقشاتها وصولا الى محطتها الاخيرة المفترضة في قصر بعبدا الخميس المقبل، ولا درب المفاوضات مع صندوق النقد الدولي كذلك. فالمعلومات المتجمعة من اكثر من مصدر تؤشر الى فرملة العهد الاندفاعة القوية نحو اقرارها بحيث يعجز الرئيس نجيب ميقاتي عن وصل «التيار» بالموازنة، نتيجة ابقاء سلفة الكهرباء خارجها وامكان عرقلة المخطط البرتقالي، في ضوء الاصرار على خطة متكاملة يعرف اللبنانيون معها موعد توافر الكهرباء 24 ساعة، وتضع حدا للنزف المالي الذي كلف خزينة الدولة نحو 43 مليار دولار والحبل على الجرار.
ومثل الكهرباء، حال لجنة التفاوض مع صندوق النقد الدولي والخطة المعتمدة، اذ تفيد المعلومات عن تباين رئاسي مستجد في وجهات النظر حول الخطة التي يريد الرئيس ميشال عون ان تعتمد وهي خطة التعافي التي اعدها فريق من مستشاريه ايام حكومة الرئيس حسان دياب، في حين ان خطة الانقاذ الاقتصادي التي تبناها الرئيس ميقاتي انطلق التفاوض على اساسها «والامور ماشية» . فهل تجوز العودة عنها بعد ذلك.؟ مصادر المعلومات تؤكد ان سلسلة تباينات طرأت في الاونة الاخيرة بين بعبدا والسراي تتهدد العمل الحكومي، معطوفة على الحملة الشرسة التي يشنها فريق العهد وتياره ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي يريدونه كبش محرقة. وما ارتفاع صوت سيد بكركي في عظة الاحد اول امس في شأن رفض تحميل شخص تبعة الانهيار المالي والاقتصادي والسياسي للتغطية على ألاخرين اضافة الى حديثه عن القضاة المسيسين سوى اشارة في هذا الاتجاه.
تساؤلات جنبلاط
الاشارة هذه عززتها امس تغريدة لرئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط عبر «تويتر»، قائلاً: «هل التصريحات لمسؤول كبير في حزب أساسي ذات بعد إقليمي والتي تشكك بجدوى التفاوض مع المؤسسات الدولية تهدف الى التعطيل الكامل للحكومة؟ أم ان هذه التصريحات من باب المزايدة؟ ولماذا عدنا إلى سلف الكهرباء من خارج الموازنة؟ وأين أصبحت الطاقة الاردنية والغاز المصري؟».
بين الكهرباء والترسيم
وعشية عودة الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت وجلسة مجلس الوزراء التي ستضع لمسات اخيرة على الموازنة قبل اقرارها الخميس وستعرض ايضا لسلفة الكهرباء، ناقش رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هذه الملفات مع زواره. فقد استقبل وزير الطاقة والمياه وليد فياض الذي أطلعه على المعطيات المتعلقة بخطة الكهرباء وسبل استكمالها في ضوء المناقشات التي دارت في جلسات مجلس الوزراء. وأوضح الوزير فياض أنه أطلع رئيس الجمهورية على نتائج الاتصالات مع البنك الدولي لتمويل عملية استجرار الكهرباء والغاز من مصر وسوريا والأردن، وأن البحث تناول ملاحظات الوزير فياض على مشروع الموازنة. كما استقبل الرئيس عون وزير الدفاع الوطني موريس سليم الذي بحث معه في حقوق العسكريين بالنسبة إلى المساهمات الاجتماعية، كما تناول البحث موضوع ترسيم الحدود البحرية الجنوبية في ضوء الزيارة المرتقبة للموفد الاميركي آموس هوكشتاين في اليومين المقبلين. وأوضح الوزير سليم انه بحث أيضا مع الرئيس عون في قضايا إدارية تتعلق بحاجات المؤسسة العسكرية، لا سيما موضوع التلزيمات والحاجات اللوجستية.
لا رفض
في المواقف عشية الجلسة، نفى وزير العمل مصطفى بيرم «وجود أي خطر انتكاسة لجلسات مجلس الوزراء»، مؤكدا أن «لا جو من النكايات في النقاشات خلال الأسبوعين الماضيين، بل كانت بناءة وعلمية في ظل رغبة موحدة كاملة بالوصول الى نتيجة تراعي الأحوال المعيشية ومالية الدولة على حد سواء». أما عن فصل خطة الكهرباء عن الموازنة، فقال في تصريح «ما من رفض للموضوع، لكن التجارب السابقة أظهرت ان دفع السلف لم تحقق الغاية المطلوبة»، مشيرا الى أن «وزير الطاقة اعتبر انها بمثابة مساعدة للدولة، فيما كان لرئيس الحكومة رأي آخر بأن يندرج المبلغ ضمن احتياط الموازنة، لكن الدفع يتم تبعا لخطوات واضحة على طريقة القطعة قطعة». وردا على سؤال، أكد بيرم «أنه فور الانتهاء من إقرار الموازنة سيدعو لجنة المؤشر الى اجتماع لبت موضوع الحد الأدنى للأجور وإعادة النظر في الأرقام السابقة».
تطيير الانتخابات؟
على صعيد آخر، الانتخابات النيابية المرتقبة في ايار تبدو في خطر مع تعميم مناخات من قبل فريق 8 آذار تقول بأنها لن تؤدي الى اي تغيير. في المقابل، بدت حركة امل متمايزة اذ أكد مكتبها السياسي في بيان «أن إجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري هو محطة مفصلية على المستوى الوطني»، رافضا أية محاولة لتعطيلها وتأجيلها». كما اكد الرئيس نبيه بري للامين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان علي حجازي، أهمية اجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد من دون اي تأخير.
مغامرة عسكرية؟
وفي موقف لافت، يطرح علامات استفهام عما اذا كان من معلومات في شأن عمل امني لتنفيذ المخطط، نبّه «لقاء سيدة الجبل» «حزب الله من أية مغامرة عسكرية أو أمنية لإسقاط الدعم العربي والإقليمي والدولي لاستعادة سيادة لبنان كما فعل سابقاً في 7 أيار عام 2008، ويحذّره من أي تهور لقلب الطاولة على رؤوس الجميع لأن الآتي يُنذر بأن الأمور ستنقلب على هذا الحزب بوصفه حزباً إيرانياً يُمسك بقرار لبنان بقوة السلاح
دريان ووحدة الصف
ليس بعيدا من الموقف الاسلامي، أكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، أمام زواره، «ان الوضع في لبنان دقيق وصعب للغاية، وعلينا التحلي بالحكمة ومعالجة الأمور بالتعاون والتشاور ووحدة الصف ولم الشمل، في ظل الظروف المصيرية التي يمر بها البلد، خصوصا واننا أمام استحقاق انتخابي نيابي يتطلب الكثير من الوعي والتبصر والعمل على إنجازه لإنجاحه لتحقيق ما يريده الناس بكل حضارة ورقي واتزان».