يحل اليوم العالمي لسرطان الأطفال في 15 فبراير ليذكرنا بالأرواح البريئة التي يغتالها هذا المرض الخبيث، حيث يتوفى بسببه طفل كل 3 دقائق.
ويعد اليوم العالمي لسرطان الأطفال هو حملة تعاونية عالمية لزيادة الوعي بأورام الصغار، وللتعبير عن الدعم للأطفال والمراهقين المصابين بالسرطان والناجين وأسرهم.
وتسلط اللجنة الدولية لمكافحة السرطان الضوء على الحاجة إلى وصول أكثر إنصافًا إلى العلاج والرعاية لجميع الأطفال المصابين بالسرطان في كل مكان.
يتمثل الهدف المستهدف لهذه المبادرة العالمية في القضاء على جميع آلام ومعاناة الأطفال الذين يكافحون السرطان، وتحقيق 60% على الأقل من البقاء على قيد الحياة لجميع الأطفال المصابين بالسرطان في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2030.
في العديد من البلدان، يعتبر السرطان السبب الرئيسي الثاني للوفاة بين الأطفال الذين تزيد أعمارهم على سنة واحدة، لكن تشخيص السرطان في مراحله المبكرة يمكن أن يُحدث فرقًا بين الحياة والموت.
لحسن الحظ، تم إحراز تقدم كبير في السنوات الأخيرة في علاج سرطان الأطفال، فعلى سبيل المثال: اللوكيميا الحادة التي كانت تعتبر قاتلة حتمًا قبل 30 عامًا، أصبح يعالج منها معظم المرضى بشكل ملحوظ.
كما تم إحراز تقدم مماثل في علاج الأورام الصلبة، ومنذ ذلك الحين تم استخدام طرق العلاج الإشعاعي والجراحة والعلاج الكيميائي معًا، ما زاد معدل البقاء على قيد الحياة لسرطان الأطفال على المدى الطويل بشكل كبير.
حقائق وأرقام عن سرطان الأطفال
استعرضت منظمة الصحة العالمية والمنظمة الدولية لسرطان الأطفال مجموعة من الحقائق والأرقام عن سرطان الأطفال كالتالي:
– في كل عام، يتم تشخيص أكثر من 400000 من الأطفال والمراهقين بالسرطان.
– معدل البقاء على قيد الحياة يعتمد على المنطقة، مثلا في معظم البلدان ذات الدخل المرتفع يكون المعدل 80% ، لكن في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط يصل إلى 20% فقط.
– السرطان هو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة بين الأطفال والمراهقين في جميع أنحاء العالم، وهناك نحو 176 منظمة تحيي اليوم العالمي لسرطان الأطفال.
– في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، تشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن 29000 من الأطفال والمراهقين الذين تقل أعمارهم عن 19 عامًا يتأثرون بالسرطان سنويًا، يتوفى من بينهم نحو 10000 صغير.
– الآن سرطان الأطفال السبب الرئيسي للوفيات المرتبطة بالأمراض غير المعدية بين الأطفال والمراهقين، وفي بعض البلدان تكون الوفيات الناجمة عنه أكثر من مجموع الوفيات الناجمة عن جميع أنواع أمراض الطفولة.
– تنجم الوفيات التي يمكن تجنبها من سرطانات الأطفال عن نقص التشخيص أو التشخيص الخاطئ أو التأخر في التشخيص، والعقبات التي تحول دون الوصول إلى الرعاية، والتخلي عن العلاج، والوفاة من السمية، وارتفاع معدلات الانتكاس.
– يشمل سرطان الأطفال عددًا من أنواع الأورام المختلفة التي تتطور في في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، أكثرها شيوعًا اللوكيميا والدماغ والأورام اللمفاوية والأورام الصلبة مثل الورم الأرومي العصبي وورم ويلمز.
– يعتبر سرطان الأطفال “معجزة العصر الحديث” بسبب الزيادة الكبيرة في معدلات البقاء على قيد الحياة، خاصة في البلدان المتقدمة ذات الدخل المرتفع.
المبادرة العالمية لسرطان الطفولة
في سبتمبر/ أيلول 2018، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن مبادرة عالمية لسرطان الأطفال، بهدف الوصول إلى معدل بقاء 60% على الأقل للأطفال المصابين بالسرطان بحلول عام 2030، وبالتالي إنقاذ مليون شخص إضافي بفضل مضاعفة معدل الشفاء العالمي للأطفال المصابين بالسرطان.
أهداف المبادرة ذات شقين: زيادة إعطاء الأولوية لسرطان الأطفال من خلال زيادة الوعي على المستويين العالمي والوطني، وتوسيع قدرة البلدان على تقديم أفضل الممارسات في رعاية سرطان الأطفال.
وتعد المبادرة جزءًا من الاستجابة لقرار جمعية الصحة العالمية للوقاية من السرطان ومكافحته من خلال نهج متكامل (WHA70.12)، ويركز على الحد من الوفيات المبكرة من الأمراض غير المعدية وتحقيق التغطية الصحية الشاملة.
أما في ديسمبر/ كانون الأول 2021، فأطلقت منظمة الصحة العالمية ومستشفى سانت جود لأبحاث الأطفال المنصة العالمية للحصول على أدوية سرطان الأطفال، وهي الأولى من نوعها.
وتهدف لتوفير إمداد مستمر من أدوية سرطان الأطفال المضمونة الجودة مع دعم شامل من الاختيار إلى صرف الأدوية وفقًا لأفضل معايير الرعاية الممكنة.
أيضا تتعاون منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC) مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) ومنظمات الأمم المتحدة الأخرى والشركاء من أجل:
– زيادة الالتزام السياسي لمكافحة سرطان الأطفال
– دعم الحكومات لتطوير مراكز عالية الجودة للسرطان والأقمار الصناعية الإقليمية لضمان التشخيص المبكر والدقيق والعلاج الفعال
– تطوير معايير وأدوات لتوجيه تخطيط وتنفيذ التدخلات من أجل التشخيص المبكر والعلاج والرعاية التلطيفية ورعاية الناجين
– تحسين الوصول إلى الأدوية والتكنولوجيات الأساسية
– دعم الحكومات لحماية أسر الأطفال المصابين بالسرطان من الأذى المالي والعزلة الاجتماعية نتيجة لرعاية مرضى السرطان.
بشكل عام، في سرطان الأطفال لا توجد وقاية أولية أو اكتشاف من خلال الفحص، لكن يمكن علاج معظمه بالأدوية الجنيسة وأنواع العلاج الأخرى، بما في ذلك الجراحة والعلاج الإشعاعي.
وأفادت 29% فقط من البلدان منخفضة الدخل أن أدوية السرطان متاحة بشكل عام لسكانها مقارنة بـ 96% من البلدان ذات الدخل المرتفع.
ويعد تحسين الوصول إلى رعاية مرضى سرطان الأطفال، بما في ذلك الأدوية والتقنيات الأساسية، فعالا للغاية من حيث التكلفة ويحسن البقاء على قيد الحياة في جميع الأماكن.
نظرًا لأنه من غير الممكن بشكل عام الوقاية من السرطان عند الأطفال، فإن الاستراتيجية الأكثر فاعلية لتقليل عبئه وتحسين النتائج هي التركيز على التشخيص الفوري والصحيح متبوعًا بعلاج فعال قائم على الأدلة مع رعاية داعمة مخصصة.
وعندما يتم التعرف على السرطان مبكرًا، فمن المرجح أن يستجيب للعلاج الفعال وينتج عنه احتمالية أكبر للبقاء على قيد الحياة ومعاناة أقل، وغالبًا ما يكون العلاج أقل تكلفة.