السبت, نوفمبر 23
Banner

النهار : هل يقدم الحريري مسودته لاختراق التعطيل؟

بدا المشهد الداخلي في مطلع الأسبوع الحالي موزعا بين واقعين شديدي التناقض. على ‏المحور السياسي يمكن القول ان شللاً غير مسبوق أصاب مسار تأليف الحكومة الجديدة ‏بات يخشى معه واقعيا ان تكون ثمة خطة مدبرة فعلا تستغل التطورات الأخيرة، ولا سيما ‏منها العقوبات الأميركية والتشدد الأميركي الفرنسي في فرض معايير صارمة لقيام حكومة ‏ذات مواصفات إصلاحية، في مزيد من رمي الألغام في طريق رئيس الحكومة المكلف ‏سعد الحريري. اما على المحور الصحي الاجتماعي المتصل بالتعبئة العامة والاقفال الثاني ‏للبلاد، فان ما طبع اليوم الثالث من الاقفال مشهد استنفار واسع لحكومة تصريف الاعمال ‏سعت من خلاله الى مواكبة التعبئة والاقفال باجراءات مركزة على الواقع الاستشفائي لدعم ‏صمود المستشفيات الحكومية والخاصة وإعادة ضخ الأموال التي تعود اليها لجعلها ‏تستعيد قدراتها على مكافحة الانتشار الوبائي‎.‎

وبدا للأوساط المعنية برصد المسار السياسي لتأليف الحكومة ان الشلل الذي يطبع هذا ‏المسار والذي تعكسه حال اشبه ما تكون بالقطيعة السياسية الشاملة مع انعدام بروز أي ‏تحركات داخلية يهدد بتحويل تعقيدات تأليف الحكومة في حال عدم حصول تطورات ‏سريعة تنهي هذا الشلل الى متاريس سياسية تقف وراءها القوى السياسية. ولذا لم ‏تستبعد هذه الأوساط ان يقوم الرئيس الحريري في قابل الساعات او الأيام القليلة المقبلة ‏بطرح مسودة لتشكيلة حكومية تتلاءم وما يراه ضروريا لجعل هذه المسودة تظهر الطبعة ‏الإصلاحية والانقاذية الملحة للحكومة التي يترقبها اللبنانيون والمجتمع الدولي‎.‎

ومع ان أي معلومات مثبتة من بيت الوسط لم تؤكد هذا الاتجاه او سواه بعد، حيال ما يزمع ‏الرئيس الحريري القيام به، فان الأوساط المعنية نفسها تتحدث عن أيام لا بد من ان تشهد ‏نقلة حتمية لاعادة تعويم المشاورات في التفاصيل والدقائق المتعلقة بتشكيل الحكومة، ‏حتى ولو كانت الاجتماعات التي عقدت بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس الحريري ‏انتهت من حيث توقفت في آخر اجتماع في الأسبوع الماضي للعودة الى مربع البدايات. ‏وتشير هذه الأوساط الى انه قد يتعين على الحريري، امام المعطيات التي تركتها زيارة ‏الموفد الفرنسي لجهة الخشية من ارجاء مؤتمر مجموعة الدعم الدولية للبنان الذي كانت ‏باريس تعد لانعقاده في الشهر المقبل لحشد دعم مالي واقتصادي للبنان بعد مؤتمر الدعم ‏الإنساني الذي سيعقد في نهاية الشهر الحالي، ان يضع جميع المسؤولين والقوى امام ‏مسؤولية تسهيل مهمته لتشكيل الحكومة التي تشكل شرطا لمؤتمرات الدعم، طبعا من ‏دون ان يعني ذلك ان عدم تسهيل هذه المهمة ستحمل الحريري على التراجع، علما ان ‏الرئيس المكلف ليس في وارد الاعتذار و”لن يمشي”. وتلفت الأوساط نفسها في هذا ‏السياق الى انه ما دام الموفد الفرنسي الرئاسي باتريك دوريل خلال زيارته لبيروت توغل ‏في بعض جوانب محادثاته مع مسؤولين وقادة سياسيين الى تفاصيل تشكيل الحكومة، فلا ‏يمكن تبرير الشلل الغريب الذي أصاب المسار الحكومي داخليا بعد زيارته، بل ان الدفع ‏الخارجي والدولي الذي اشتد أخيرا للضغط على الافرقاء اللبنانيين لتسهيل تشكيل الحكومة، ‏يفترض ان يترجم بسرعة والا تكون البلاد امام انسداد هو الأسوأ اطلاقا منذ اكثر من سنة ‏من شأنه ان يبقي الى غير افق محدد الازمات مشرعة تحت إدارة محدودة وضيقة لحكومة ‏تصريف اعمال‎.‎

‎ ‎بين بومبيو ولودريان

في أي حال لم يغب الملف اللبناني كما كان متوقعا عن المحادثات التي اجراها وزير ‏الخارجية الأميركي مايك بومبيو امس في باريس. وأفادت وزارة الخارجية الأميركية في هذا ‏السياق ان لقاء بومبيو ونظيره الفرنسي جان ايف لودريان تطرق الى “الحاجة لمواجهة ‏التطرف العنفي والتأثير الخبيث لحزب الله في لبنان وجهود الولايات المتحدة لإقامة حكومة ‏مستقرة تركز على الإصلاحات في لبنان‎”.‎

‎ ‎وكان مستشار الامن القومي الأميركي روبرت أوبراين حرص امس على ابراز ما قام به ‏الرئيس الأميركي دونالد ترامب من “اعمال غير مسبوقة ضد حزب الله”. وقال ان “حزب الله ‏قام بتجميع أسلحة وصواريخ ونفذ هجمات في أوروبا وآسيا وهو يفتقر الآن الى مئات ‏الملايين من الدولارات التي كان يتلقاها من ايران‎”.‎

مع ذلك اتسم اجتماع وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبة بالسفيرة ‏الأميركية دوروثي شيا امس بأجواء إيجابية كما حرصت الوزارة على أشاعتها. وأفادت ان ‏اللقاء تناول العلاقات الثنائية وتعزيزها ودعم وتأييد اميركا للبنان في مجالات عدة بالإضافة ‏الى مسألة ترسيم الحدود البحرية. كما تناول البحث الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأميركية ‏في حق بعض اللبنانيين ومن بينهم نواب ووزراء سابقين ورئيس كتلة نيابية وازنة “وتمنى ‏الوزير على السفيرة ان تتمكن السلطات اللبنانية والقضائية من الوصول الى أي معلومات ‏ومستندات ارتكزت عليها الإدارة الأميركية في اتخاذها لتلك الإجراءات‎”.‎

‎ ‎في السرايا

في غضون ذلك لوحظ ان حكومة تصريف الاعمال قامت بما يشبه التفعيل الملحوظ ‏لعملها في موضوع التعبئة لمواجهة الانتشار الوبائي لفيروس كورونا وواكبت إجراءات ‏التعبئة في يومها الثالث امس بورشة ناشطة في السرايا الحكومية .وترأس رئيس حكومة ‏تصريف الاعمال حسان دياب ثلاثة اجتماعات موسعة متعاقبة خصصت لتعزيز واقع ‏المستشفيات الحكومية والخاصة وتوفير التمويل اللازم لها لتحصينها وإعادة تعزيز قدراتها ‏في مواجهة الانتشار الوبائي. وعقد في الإطار اجتماع للجنة الوزارية المكلفة متابعة وباء ‏كورونا ومن ثم اجتماع مع ممثلي البنك الدولي للبحث في قرض مخصص للشؤون الصحية ‏ثم اجتماع للبحث في أوضاع المستشفيات. واكد وزير المال في حكومة تصريف الاعمال ‏غازي وزني ان الوزارة ستبدأ هذا الأسبوع تحويل مستحقات المستشفيات فيما أوضح وزير ‏الصحة حمد حسن ان هذه الاجتماعات تناولت تسهيل دفع مستحقات المستشفيات وان ‏وزارة الصحة جاهزة لتحويلها الى وزارة المال عن سنة 2020 وتبلغ قيمتها 235 مليار ليرة

Leave A Reply