علي ضاحي-
ارتفعت «سخونة» التحضيرات الانتخابية «الصامتة» والعلنية مع تيقن الجميع ،خصوصاً القوى السنية الاساسية، ان خروج الرئيس سعد الحريري من المعادلة السياسية عموماً والنيابية خصوصاً، وللاعوام الاربعة المقبلة اصبح واقعاً ملموساً وحقيقة راسخة لم يعد ممكناً القفز فوقها.
واذا كان حضور جمهور «المستقبل» وسعد الحريري في ذكرى 14 شباط 2022 امس الاول، هو تأكيد على حضوره وتمثيله الاكبر سنياً ويقطع الطريق على «شق» شقيقه بهاء «طريقه» في وسط الضبابية السنية بعد عزوف شقيقه سعد ولوراثته، فإن المؤكد ان الطائفة السنية من حضور اسلامي ومن حلفاء سوريا المقاومة تزخم ورشتها الانتخابية بلقاءات يومية واتصالات بعيدة من الاضواء.
وتؤكد اوساط في تحالف «الثنائي الشيعي» واحزاب 8 آذار، ان الامور تسير بشكل جيد، ويتم «طبخ الامور» بهدوء ودراستها بتأن شديد بعد تغيير كبير في موازين القوى بعد خروج «المستقبل» من المعادلة الانتخابية وتضعضع تحالفه مع «القوات» اللبنانية وسط حضور متنام لحلفاء وسوريا والمقاومة.
وتؤكد الاوساط ان القراءة في «كتاب انتخابات العام 2022» هو مختلف كلياً عن «كتاب» انتخابات العام 2018. وبعد ان كان الناخب الاساسي هو الصوت السني التابع لـ «تيار المستقبل»، باتت سوريا وحلفاؤها الناخب الاساسي والصوت السني الذي يمكن ان يتعزز هذه المرة بمرشح سني او اكثر، حيث باتت الساحة السنية صالحة لتثبيت حضور سوريا الطاغي في الشمال منذ عام تقريباً ومع تكريس المصالحات العشائرية وعودة الكثير ممن «هجروا» سوريا منذ العام 2011 وحتى العام 2013 ومع انكفاء المد «الداعشي» «جبهة النصرة» انكسار شوكة التحريض والنفس الارهابي والتكفيري ضد سوريا، اصبحت الواقعية والمصلحة التجارية والعائلية وحسن الجوار يحكم العلاقة الطبيعية والجغرافية بين سوريا واهالي عكار (العتيقة، والساحل والجرد).
وفي دلالة على عودة الحضور لحلفاء سوريا، يستعد حزب البعث العربي الاشتراكي بقيادة امينه القطري الجديد علي حجازي لافتتاح مكتبين جديدين للحزب في وادي خالد وحلبا. بينما يستعد حلفاء سوريا (القومي والبعث والمردة ومكونات 8 آذار) وفي ظل التشاور المستمر لخوض الانتخابات بلائحة متماسكة وقوية ستضم هذه المرة مرشحين: سنّة وعلويين وارثوذوكس، ولن تكون مهمة «القوات» سهلة امام تحالف 8 آذار مع «التيار الوطني الحر» في عكار او دائرة الشمال الاولى مع خروج الصوت السني لـ «المستقبل» من المعادلة.
وحتى الساعة تؤكد اوساط في «تيار المستقبل» في الشمال ان باستثناء النائب وليد وجيه البعريني، لم يعلن احد من النواب الثلاثة ترشحه بعد اعلان الحريري عزوفه وعزوف الحزبيين في «التيار الازرق» عن خوض الانتخابات، رغم انه تردد ان سليمان ينوي الترشح مجدداً.
ويذكر انه كان لـ «تيار المستقبل» ثلاثة مقاعد في العام 2018 حيث فازت «لائحة مستقبل عكار» بالمقاعد السنية الثلاثة من خلال وليد وجيه البعريني، محمد طارق طلال المرعبي ومحمد سليمان.
في المقابل، تؤكد اوساط عكارية اخرى انه سيكون لعائلات وعشائر عكار السنية «خطة بديلة» بعد عزوف الحريري والمشاورات مستمرة لخوض الانتخابات بالشكل المناسب ويتوقع ان يكون هناك «كلاماً جدياً» مطلع آذار. ومعلوم تحظى عكار بسبعة مقاعد نيابية، مقسمة على الشكل الآتي: 3 مقاعد للسنّة، مقعد للطائفة العلوية، مقعدان للروم الأرثوذكس، ومقعد آخر للموارنة.
اما في مقلب «التيار الوطني الحر» فتركيزه على الناخب الماروني والمسيحي في قرى الدريب الأوسط والأعلى، والتي تضم قرى مؤثرة القبيات وشدرة كقرى مارونية، ورحبة كقرية كبيرة أرثوذكسية. وتؤكد اوساط مطلعة على جو «البرتقالي» انه لم يحسم تحالفاته بعد في عكار، وهو في انتظار جلاء مشهد تحضيرات 8 آذار لمعرفة كيفية توجه الصوت السني والعلوي (تحدده سوريا).
وفي العام 2018 توزعت المقاعد المسيحية بين «التيار» و «القوات» و «المستــقبل» حيث فاز عن الاخير (المستقبل) وعن المقعد الماروني نائب القبيات هادي حبيش، في المقابل، فاز التيار الوطني الحرّ بالمقعد العلوي، مع النائب مصطفى علي حسين، ومقعد أرثوذكسي مع النائب أسعد درغام، في حين فازت القوات بمقعد أرثوذوكسي مع النائب وهبة قاطيشا.