السبت, نوفمبر 23
Banner

باسيل يؤخّر حسم الترشيحات لاختيار متموّلين و«القوات» تفتقد الشريك السنّي

كتبت صحيفة الديار تقول: لم يسجل في الساعات الماضية اي حدث محلي بارز، حيث بقي الاهتمام مشدودا الى حرب اوكرانيا وتطوراتها وتداعياتها على الصعيدين الدولي والاقليمي.

وفيما يتصاعد الدخان الاسود في اجواء اوكرانيا بقي الدخان الابيض محجوبا عن ملفات الازمة التي يتخبط فيها لبنان منذ العام 2019، حيث بات مؤكدا ان الوعود التي قطعت لبدء معالجة اسباب الانهيار الاقتصادي والمالي لن يترجم قبل الانتخابات النيابية المقررة في ايار المقبل.

الموازنة وخطة التعافي؟

فالموازنة التي اقرها مجلس الوزراء مؤخراً لم تصل حتى الآن الى مجلس النواب، حيث تزداد الشكوك في استكمال درسها واقرارها في مجلس النواب قبل الاستحقاق الانتخابي، لا سيما ان لجنة المال والموازنة التي ستنكبّ على درسها تحتاج الى فترة لا تقل عن شهر وربما اكثر من اجل فكّ رموزها واجراء التعديلات عليها خصوصا في ما يتعلق بالضرائب والرسوم التي تتضمنها بشكل مباشر او غير مباشر وفي خصوص ما يسمى بالدولار الجمركي وما سيخلّفه في حال احتسابه على اساس سعر منصة صيرفة التي يحددها مصرف لبنان بشكل دائم من اعباء كبيرة على المواطنين في ظل الازمة الكبرى التي يرزحون تحتها.

وكما هو معلوم فان اجواء المعركة الانتخابية قد تساهم في تأخير اقرار هذه الموازنة التي شدد رئيس الحكومة على اقرارها كعنصر اساسي في تحسين وضع لبنان في مفاوضاته مع صندوق النقد الدولي لتأمين الدعم المالي اللازم من اجل البدء في الخروج من الانهيار.

والى جانب ذلك فان خطة التعافي الاقتصادي التي يشدد صندوق النقد الدولي عليها لم يكتمل انجازها بشكل نهائي بعد، الامر الذي يؤكد التكهنات بعدم الحصول على مساعدات هذا الصندوق قبل الانتخابات.

واذا كان مجلس الوزراء قد اقر في جلسته اول امس خطة الكهرباء بصورة مبدئية فان احالة بعض جوانبها الى لجنة وزارية مصغرة، يطرح ايضا شكوكا اضافية حول امكانية تحسين وتأمين التيار الكهربائي ولو بنسبة جزئية، خصوصا ان مسألة تشكيل الهيئة الناظمة لا زالت غير محلولة حتى الآن.

ميقاتي يناشد العرب لدعم لبنان

وفي ظل هذا التعثر الشديد جدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي امس مناشدته للاخوة العرب من اجل الوقوف الى جانب لبنان ومساعدته، وقال في حضور الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط ووزراء عرب «ان لبنان، الذي كان وسيبقى جزءاً من العالم العربي، يعيش ازمة غير مسبوقة على كل المستويات، وتحاول حكومتنا حلّها بكل الامكانات المتاحة متّكلة على دعم اشقائه العرب والاصدقاء في العالم، ومن غير الانصاف تحميل وطننا ما لا طاقة عليه، وان يقفوا الى جانبنا لتجنيب لبنان الاخطار لمساعدتنا على تحمل الاعباء التي فاقت قدراتنا».

وشدد مجددا على اعتماد سياسة «النأي بالنفس تجاه اي خلاف عربي، ونصرّ على تطبيقها والخاسر في كل خلاف عربي او نزاع هو عالمنا العربي».

تداعيات بيان وزارة الخارجية

الى ذلك بقيت قضية بيان وزارة الخارجية تجاه حرب اوكرانيا وادانتها للهجوم الروسي تتفاعل في ظل محاولات التملص من مسؤولية صدوره وانفراد وزير الخارجية عبدالله بوحبيب بتحمل وزره.

وقالت مصادر مطلعة لـ «الديار» ان الاتصالات والجهود استمرت على غير صعيد لتدارك نتائجه وتداعياته بعد بيان السفارة الروسية الصريح الذي عبّر عن استياء موسكو من الموقف اللبناني.

واضافت المصادر انه الى جانب محاولة السفير اللبناني في موسكو شوقي بونصار توضيح وتجميل الموقف بالتأكيد على «تمسك لبنان بافضل العلاقات مع روسيا»، فان رئيس الجمهورية كلف النائب السابق أمل ابو زيد بالسعي لدى وزارة الخارجية الروسية لتصويب الموقف اللبناني ومعالجة اثار بيان وزير الخارجية.

وبغض النظر عن ملابسات اصدار البيان قالت المصادر انه صدر لاسترضاء الاميركيين والاوروبيين في خطوة مجانية لم يكن لبنان بحاجة للاقدام عليها. واشار الى ان دولة الامارات العربية المتحدة التي تربطها علاقة قوية مع واشنطن لم تتخذ مثل هذا الموقف وامتنعت في مجلس الامن عن التصويت لصالح قرار يدين الهجوم الروسي.

حزب الله ينتقد البيان

وبعد أن اعترض الوزير مصطفى بيرم على البيان واكد في جلسة مجلس الوزراء على انه لا يعبر عن موقف لبنان، انتقد النائب في كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله امس بشدة بيان الخارجية وقال انه «لا يعبّر عن موقف الشعب اللبناني ولا عن الدولة اللبنانية لان لها مؤسساتها، وحسب الدستور فان الحكومة اللبنانية هي التي تعبر عن الموقف اللبناني، ولقد وجدنا من يخرق هذا الالتزام ويطلق موقفا ويحشر أنفه في صراع دولي»، واصفا موقف وزارة الخارجية بأنه «انبطاح لن يحصلوا منه الا على هدر كرامتهم».

محاولات اجلاء اللبنانيين من اوكرانيا

من جهة اخرى ما زال ابناء الجالية والطلاب اللبنانيين في اوكرانيا عالقون في هذه البلاد التي تشهد مزيدا من التدهور في ظل المعارك التي تدور فيها، وقد تكثفت الجهود امس للعمل على مساعدتهم واجلائهم وعودتهم الى لبنان.

واعلن وزير الخارجية انه تقرر تكليف الهيئة العليا للاغاثة اجلاء الرعايا اللبنانيين المقيمين في اوكرانيا والذين لجأوا الى بولندا ورومانيا جوا في موعد يحدد لاحقاً.

وقال بعد اجتماع مع رئيس الحكومة «انه تبين عدم وجود ممرات آمنة لتاريخه لمغادرة اوكرانيا، لذلك ننصح اللبنانيين الموجودين فيها البقاء في اماكن آمنة لحين جلاء الامور.

ودعت السفارة اللبنانية في وارسوا ـ بولندا اللبنانيين المقيمين في اوكرانيا والراغبين بدخول الاراضي البولونية الى ارسال صورة عن جواز سفرهم وصورة عن اقامتهم في اوكرانيا للسفارة لمساعدتهم في اجتياز الحدود.

جنبلاط

وعلق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط امس على ما يجري في اوكرانيا قائلا «ليس من الاسهل دخول الحرب او اعلانها لكن الاصعب هو في كيفية وقفها او الخروج منها».

ودعا الى «التفاوض الديبلوماسي الحل الوحيد لوقف مسلسل الدم والخراب»، مشيرا الى «ان الصداقة بين الشعب الروسي والاوكراني هي الاساس بعيدا عن تدخلات البعض من الغرب».

الاجواء الانتخابية

وقبل اسبوعين من اقفال باب الترشيحات للانتخابات النيابية لم يسجل حتى الان تقديم ترشيحات بارزة على مستوى القوى الاساسية التي تتريث في اعطاء الضوء الاخضر للقيام بها رسمياً.

وقد نقل عن مرجع بارز القول «صحيح اننا ذاهبون الى الانتخابات في ايار المقبل لكن المشهد الانتخابي على صعيد حسم التحالفات في عدد من الدوائر وبلورة اللوائح تفرض التريث قليلا. لكن الترشيحات ستحسم في غضون اسبوع قبل المباشرة بعملية تقديمها رسميا قبل انتهاء موعدها».

وألمح المرجع الى «ان هذه الانتخابات تعتبر الاكثر حساسية وضبابية في آن معا، وهناك حسابات معقدة تحتاج الى بعض الوقت، خصوصا ان الاجواء العامة تساهم ايضا في اضفاء مثل هذه الاجواء وتطرح علامات استفهام حول الاستحقاق الانتخابي ومساره».

«القوات» والتيار منازلة ساخنة

وفي ظل هذه الصورة او المشهدية غير الواضحة، يبرز الصراع الشديد المتنامي على الساحة المسيحية بين الطرفين الاساسيين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. ويسعى الطرف الاول الى اعادة وترتيب حساباته للاحتفاظ باكبر كتلة نيابية مسيحية، بينما يسعى الطرف الثاني الى انتزاع هذا الموقع وزيادة عدد كتلته النيابية والفوز بمقاعد اضافية في غير دائرة.

ووفقا للمعلومات المتوافرة لـ «الديار» فان ثمة اشكالات وعقبات تواجه كل طرف من الطرفين. وتسعى «القوات» الى الافادة من الاجواء والمتغيرات التي طرأت بعد ثورة 17 تشرين لاستقطاب المزيد من اصوات المسيحيين الناقمين على العهد والتيار، لكنها تواجه تعقيدات ومعوقات ابرزها ما خلفه انسحاب الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل من حلبة الانتخابات خصوصا في ضوء الخلاف القوي والخصومة التي طبعت العلاقة بين الطرفين منذ ازمة اجبار القيادة السعودية الحريري على اعلان استقالته ووضعه قيد الاحتجاز قبل تدخل الرئيس الفرنسي لاطلاق سراحه.

وتضيف المعلومات ان «القوات اللبنانية» سعت وتسعى لاستقطاب جزء من الجمهور السنّي في الدوائر المختلطة لزيادة الحاصل الانتخابي للوائحها عبر طرق مختلفة منها الاعتماد على التحالف مع الرئيس فؤاد السنيورة لتشكيل لوائح رديفة تسدّ فراغ المستقبل في الدوائر ذات الغالبية السنية، او من خلال التعاون مع بعض المرشحين المحسوبين على المستقبل الذين يعتزمون الترشح بصفة فردية وشخصية.

وحسب آخر المعلومات فان الرئيس السنيورة لم يتمكن حتى الآن من توفير غطاء سني لا على الصعيد السياسي والشعبي ولا على صعيد الحصول على الضوء الأخضر من دار الفتوى، وفي حال اقدم على المغامرة بقيادة وتشكيل لوائح في بعض المناطق والدوائر فانه لن يضمن تحقيق نتيجة ملحوظة، ولن يحدث خرقاً مهماً كتكوين كتلة نيابية متحالفة مع كتلة القوات في المرحلة المقبلة.

وعلمت «الديار» في هذا الصدد ان بعض الذين راجعوا الرئيس الحريري مجدداً حول حركة السنيورة تلقوا منه جواباً حاسماً كان اكده خلال وجوده في بيروت في ذكرى استشهاد والده. وقد كرر القول «ما خصني بالسنيورة وما إلي علاقة بما يقدم به».

وفي خصوص محاولة القوات استمالة بعض النواب والشخصيات المقربة او المحسوبة على المستقبل للتعاون معهم في لوائح مشتركة علمت «الديار» ان مثل هذه المحاولات لم تحقق أي نتيجة إيجابية، وعلى سبيل المثال أجرت قيادة القوات أكثر من اتصال ببعض هؤلاء ومنهم النائب عاصم عراجي في زحلة، لكنه أبلغهم مؤخراً انه يعتذر عن المشاركة معهم في لائحة واحدة، مع العلم انه ينوي الترشح بشكل شخصي انطلاقاً من الحيثية الشعبية التي يملكها في هذه الدائرة.

ويسعى عراجي ومثله وليد البعريني وهادي حبيش في عكار ومحمد القرعاوي في البقاع الغربي الى الترشح والانخراط في لوائح بعيدة عن التحالف مع «القوات اللبنانية» او أي طرف سياسي حزبي آخر.

أما التيار الوطني الحر فيبدو أنه لم يحسم بعد ترشيحاته بشكل كامل، خصوصاً ان المعلومات التي توافرت لـ «الديار» تفيد بأن رئيس التيار جبران باسيل يتجه الى تطعيم الترشيحات الحزبية ببعض المرشحين المتمولين من رجال أعمال بدلاً من أولئك الذين خرجوا من تكتل لبنان القوي بعد ثورة 17 تشرين.

وتضيف المعلومات ان باسيل يعوّل على عنصر التمويل في مواجهة «القوات اللبنانية» والافرقاء الآخرين على الساحة المسيحية، وقد عبر صراحة مؤخراً عن الاستياء الشديد مما وصفه بادخال «القوات» عنصر المال بقوة في المعركة الانتخابية.

حسابات «التقدمي»

وعلى محور آخر، يسعى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى التكيف مع الواقع الذي خلفه انسحاب الحريري والمستقبل وينشط من اجل التعويض عن التحالف مع هذا الحليف القوي في الشارع السني بالتعاون في تشكيل لوائحه مع شخصيات سنية ذات وزن شعبي تدور في فلك المستقبل والاعتدال.

وتقول المعلومات ان جنبلاط يواجه اشكالية في اقليم الخروب حيث الثقل السني، فاذا كان لدى الحزب حيثية سنية ملحوظة في هذه المنطقة فانه بحاجة ايضاً الى تحسين وتعزيز هذا الحضور من خلال مرشحين يوفرون له اصواتاً وازنة اضافية.

وتضيف المعلومات ان جنبلاط يأخذ بعين الاعتبار اختيار المرشح السني الثاني غير مرشح الحزب النائب بلال عبدالله ابن بلدة شحيم من البلدة الكبرى الاخرى أي برجا حيث يرسو الرأي حتى الآن على سعد الدين الخطيب.

مع العلم ان النائب محمد الحجار ما زال في صدد درس الوضع قبل أن يترشح بشكل شخصي وفردي للانتخابات، خصوصاً أن هناك مراجعات ومشاورات من قبل عائلة الحجار ومناصرين في بلدات أخرى تدفع باتجاه ترشحه وانخراطه في لائحة مستقلة.

وينطبق هذا الوضع أيضاً على بيروت والبقاع الغربي حيث تتكثف الاتصالات والمشاورات لبلورة اللائحة التي ستضم مرشحي الحزب التقدمي الاشتراكي في الدائرتين النائبين وائل أبو فاعور وفيصل الصايغ.

أما بالنسبة للشوف وعاليه والمتن الجنوبي فان الحزب التقدمي يتحرك وفق الاجواء التي سادت في الانتخابات الماضية ويذهب بلوائح مشتركة مع «القوات اللبنانية» من دون تأثير الحسابات المتعلقة بالمناطق الاخرى ذات الثقل السني.

Leave A Reply