أكثر من 56 مليون مصاب بفيروس كورونا، أو ما يسمى علمياً (سارس كوف2) خلال عام واحد منذ اكتشاف أول إصابة في مدينة ووهان بالصين منتصف نوفمبر العام الماضي، إضافة إلى أكثر من مليون و300 ألف وفاة حصدها هذا الوباء الأكبر والأخطر عالمياً منذ عقود كثيرة.
لم يدرك الأطباء عند وصول أول حالة مريضة للمستشفى أنهم أمام مرض جديد ستنتشر أعراضه في العالم أجمع بعد إصابة رجل خمسيني وصل إليهم، إلا أن أحد الأطباء انتبه للأمر بعد وصول أكثر من حالة مماثلة، وبدأ بتحذير زملائه من انتشار فيروس خطير.
الطبيب الصيني لي وينليانغ، كان أول من حذر من انتشار الفيروس في مستشفى ووهان عبر رسالة بعثها إلى زملائه خلال دردشة جماعية على إحدى وسائل التواصل الصينية، ولم يكن يعلم وينليانغ، أن المرض الذي كان يتحدث عنه هو فيروس كورونا، وبعد 4 أيام زاره مسؤولون من مكتب الأمن العام وطالبوه بالتوقيع على خطاب نصّ على اتهامه «بالإدلاء بتعليقات غير صحيحة» ترتب عليها «إخلال جسيم بالنظام العام»، وحذروه من التمادي في «نشر الشائعات»، ووقع على الخطاب بالفعل.
وفي شهر يناير بداية العام الحالي نشر وينليانغ نسخة من الرسالة على موقع «ويبو» وشرح ما حدث، ما ترتب عليه تقديم السلطات المحلية اعتذاراً له، لكن هذه الخطوة جاءت متأخرة، حيث كان الطبيب يعالج عين امرأة مصابة بالمياه الزرقاء، ولم يكن يعلم أنها مصابة بفيروس كورونا الجديد، وانتقلت إليه العدوى، وعانى مضاعفات خطيرة أدت إلى وفاته في فبراير الماضي.
لم يقتنع الكثيرون بداية بهذا الوباء إلا في أوقات متأخرة، أو بعد فوات الأوان، كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية التي انتشر فيها الوباء حاصداً أرواح عشرات الآلاف وملايين المصابين، غير أن هناك دولاً سارعت باتخاذ تدابير وقائية سريعة مثل وقف الطيران، والعمل عن بُعد، والتعليم في المنزل، وإلغاء الاحتفالات وحظر التجمعات، وفرض حظر التجول لساعات طويلة من اليوم في معظم بلدان العالم.
كما اضطُر كثير من الدول إلى وضع تشريعات كثيرة للتعامل مع هذا الوباء، سواء للأمور التجارية أو التعليمية أو الموارد البشرية لتتواكب مع هذه المرحلة الحرجة، ورغم كل الجهود التي بذلتها الدول للحد من الخسائر، إلا أن تقديرات المنظمات المالية والاقتصادية العالمية تشير إلى أن الخسائر التي سببها كورونا لا تقل عن 35 تريليون دولار.
وواجهت الأطقم الطبية متاعب وصعوبات كبيرة خلال مواجهة هذا الوباء، خصوصاً في الدول الفقيرة التي لا تمتلك معدات كافية للوقاية والحماية، ما كلفهم كثيراً من أرواح الأطقم الطبية، إضافة إلى ذلك واجهت منظمة الصحة العالمية انتقادات عنيفة من زعماء في العالم ومختصين على حد سواء، تتعلق بسوء تقدير المنظمة لحجم هذا الوباء الخطير.