د. طلال حاطوم – الجمهورية
جهتان في نفس خندق البؤس.
هم عسكر يأتمر وينفّذ.
وهؤلاء مجموعة من الأساتذة الجامعيين في بلد الحرف والعلم وأم الشرائع.
هؤلاء علموا أكثر من أولئك مما مكّنهم (مع الواسطة او من دونها) من ان يلتحقوا (بالسلك).
ذنب الأستاذ الجامعي هو أنّه يطالب بأقل من حقوقه، يعلم أولئك أنّ الأستاذ الجامعي (بلا صغرة الدكتور) يمضي أكثر من نصف عمره ليحصل على رتبته العلمية في حين أنّ الواحد من هؤلاء يمضي فقط اربع سنوات ليعلّق (الدبورة) على كتفه.
هؤلاء يحملون همّهم طول العمر بحثًا وتمحيصًا وتقميشًا وتحقيقًا ليقدّموا العلم لأولئك من دون منّة.
هؤلاء يقفون اليوم استجداءً أمام المصارف ليقبضوا رواتبهم، (شحادة) وتذللًا (ربع راتب) مع (تربيح جميلة) وكأنّ الراتب هو عطية ومكرمة ولم يحصّل بعرق الجبين.
وأولئك لم تعد رواتبهم تكفيهم قوت يومهم.
هؤلاء فيهم: الطبيب والمحامي، والمهندس، والمفكر والكاتب والباحث عن المعرفة في دياجير الظلام. من تعبهم، وفي كتبهم تعلّم القاضي والوزير والنائب والضابط والجندي والإعلامي….
هؤلاء قادة الرأي وصنّاع الأجيال وناحتو صروح العلم وصخر الرجال.
هؤلاء ليسوا (زعرانًا) ولا قطاع طرق.
كان يُقال في أيامنا، اثنان لا يستطيع المرء أن يناديهما بأسمائهما المجرّدة: الوالد والأستاذ. فلا يُقال للوالد من أبنائه مهما علا شأنهم يا احمد أو يا جورج.
والأستاذ الذي في المرحلة الابتدائية علّم تلميذًا لا يمكن أن تناديه حتى بعد نيل درجة الدكتوراة الا بـ: يا أستاذ.
مشهد مؤلم لا يحتاج تعليقًا او تبريرًا، ولا حتى استنكارًا او شجبًا.
وطن يُضرب فيه المعلم والأستاذ الجامعي يحتاج إلى مراجعة.