السبت, نوفمبر 23
Banner

حركة خليجية لافتة في عين التينة: تفاهم على خطوات ما بعد العودة ؟

كتبت صحيفة ” الديار ” تقول : تكثفت الحركة السياسية التي شهدت خفوتا نهاية الاسبوع الماضي تزامنا مع عطلة عيد الفصح، فتشعب ‏المشهد يوم أمس بين عين التينة، ساحة النجمة والسراي الحكومي. وفيما ظلت أنظار اللبنانيين شاخصة ‏على مصير مشروع قانون “الكابيتال كونترول” الذي تنظر فيه اللجان المشتركة وخطة التعافي ‏المفترض ان يطلع عليها مجلس الوزراء في جلسته المحددة يوم غد الخميس، من منطلق أنه معهما يتحدد ‏مصير ودائعهم المفقودة في المصارف، لفتت الحركة الدبلوماسية – الخليجية في عين التينة التي استقبلت ‏يوم أمس تباعا سفراء السعودية وقطر والكويت في لبنان.‏

‏ خطوات خليجية جديدة

وقالت مصادر مطلعة على هذا الحراك ان البحث اليوم يتناول الخطوات التي تلي عودة السفراء الى ‏بيروت، لافتة الى ان الرياض تدرس جديا العودة عن قرار وقف استيراد المنتجات اللبنانية لكنها تنتظر ‏أجوبة شافية ونهائية من الجهات الأمنية المعنية المرتبطة بوقف تام لتهريب المواد المخدرة الى السعودية ‏عن طريق بيروت. واكدت المصادر في حديث لـ “الديار” ان هناك اكثر من خطوة ستقوم بها دول الخليج ‏تجاه لبنان للاعراب عن نية بالمساعدة باخراجه من محنته شرط ان يترافق ذلك مع قيامه بالاصلاحات ‏المطلوبة منه من قبل الجهات الدولية المعنية، لافتة الى ان كل خطوات دول الخليج تنطلق وتصب تحت ‏سقف المبادرة الكويتية.‏

وعرض رئيس مجلس النواب نبيه بري كل هذه التطورات مع سفير المملكة العربية السعودية لدى ‏لبنان وليد بخاري كما مع السفير القطري الجديد في لبنان إبراهيم بن عبد العزيز محمد صالح ‏السهلاوي، وسفير الكويت عبد العال القناعي الذي قال بعد اللقاء: “وجودي في هذا الصرح أكبر ‏دليل على أن المبادرة الكويتية قد نجحت، وبالفعل لقد حملني دولة الرئيس رسالة شكر إلى سمو ‏الأمير وولي العهد ورئيس مجلس الوزراء وإلى معالي وزير الخارجية وشكره على المبادرة التي ‏انطلقت من روح الأخوة والحرص على ألا تكون هناك شائبة في العلاقات ما بين الأشقاء العرب، ‏وبالذات بين دول الخليج ولبنان الشقيق. وقد أكد دولته الحرص على أن المبادرة الكويتية أدت ما ‏أدت إليه من تجاوب وعمل دؤوب من أجل عودة المياه إلى ما كانت عليه، فهذه المبادرة ستكون ‏منطلقا لتعزيز العلاقات أكثر بين الأشقاء”.‏

‏ ميقاتي مستاء؟

وفيما تابع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي عن كثب خلال لقاء جمعه يوم امس ببري هذا الملف وغيره ‏من الملفات الطارئة الملحة وبخاصة تلك المالية، نقلت مصادر مطلعة على جوه انه “مستاء من الخفة ‏التي يتعاطى بها البعض مع الملفات التي تبحثها الحكومة ومجلس النواب وعلى رأسها قوانين الكابيتال ‏كونترول والسرية المصرفية اضافة لخطة التعافي”، وأشارت المصادر في حديث لـ”الديار” الى ان ‏ميقاتي يعتبر هذه القوانين والخطة التي تعمل عليها الحكومة جسر عبور الى قيامة لبنان التي لا يمكن ان ‏تحصل من دون تعاون دولي وعربي، ما يفرض على لبنان القيام بالاصلاحات المطلوبة منه من دون ان ‏يعني ذلك بأي شكل من الاشكال صحة ما يروجه البعض عن سعي لتغيير وجه لبنان الاقتصادي او تحميل ‏المودعين الخسائر كاملة او الجزء الاكبر منها”.‏

وكان ميقاتي أكد أن “من أولويات الحكومة في المعالجة الإقتصادية هي الحفاظ على حقوق المودعين ‏وليس التفريط بها”. ولفت خلال اجتماعه مع وفد من جمعية المصارف يوم أمس إلى أن “خطة التعافي ‏تعطي الأولوية للحفاظ على حقوق الناس وإعادة تفعيل مختلف القطاعات الإنتاجية وأيضًا المحافظة على ‏القطاع المصرفي الذي يشكل عنصرًا أساسيًا في التعافي الإقتصادي”.وشدد على أن “كل ما يقال عن ‏تفريط بحقوق المودعين وضرب القطاع المصرفي هدفه إثارة البلبلة وتوتير الأجواء”.‏

‏ سلاح ثقيل بالمعركة الانتخابية؟

في هذا الوقت، وكما كان متوقعا ردت حركة “أمل” على لسان النائب علي حسن خليل على رئيس ‏الجمهورية الذي حمّل “الثنائي الشيعي” من دون أن يسميه مسؤولية عرقلة تحقيقات المرفأ نتيجة عدم ‏توقيع وزير المال المحسوب عليه مرسوم تشكيلات محكمة التمييز. وسأل خليل: “من عطل التشكيلات ‏القضائية على مدى عامين؟” واضاف: “لا يمكن لمن يطالب بالحفاظ على التوازنات بالمؤسسات ‏الوطنية، ولمن يطالب ويحجز مراسيم تتعلق بتعينيات للفئات الثالثة وما دون خلافا للنظام العام وللدستور ‏ان يمارس او يضغط في اتجاه توقيع مرسوم مخالف لهذه التوازنات”.‏

ورجحت مصادر سياسية ناشطة على خط بعبدا – عين التينة ان “ينتهي السجال بين الرئاستين عند هذا ‏الحد، فلا مصلحة لأي منهما بـ”تكبير الحجر” على بُعد أقل من شهر على انتخابات نيابية يخوضانها ‏متحالفين في أكثر من دائرة”. واضافت المصادر في حديث لـ “الديار”: “لا شك ان الطرفين يحتاجان ‏لشد عصب جمهوريهما بين فترة وأخرى، فكيف الحال اليوم والكل يخشى انقلابا كبيرا في مزاج ‏الناخبين”.‏

وتشير المصادر الى ان “القوى السياسية باتت تلجأ اليوم الى كل الاساليب لحث الناخبين على التصويت ‏لمصلحتها معتمدة الترهيب والترغيب”، لافتا الى ان “سعر الصوت الانتخابي الواحد تخطى في احدى ‏الدوائر الـ 600 دولار اميركي، فيما رجح احد نواب المعارضة ان يصل سعر الصوت عشية 15 ايار الى ‏حدود الـ 4 آلاف دولار”.‏

واعتبرت المصادر ان “البعض لجأ سريعا للسلاح الثقيل خشية ان يدهمه الوقت فاذا به يحيي شعارات لم ‏تعد تعني شيئا للبنانيين المنهمكين في تأمين لقمة عيشهم، كالدفاع عن السيادة ومواجهة حزب الله ‏والاحتلال الايراني والتصدي لعودة دمشق الى بيروت وغيرها من العناوين البائدة، التي لا تنم الا عن ‏تخبط وخوف من النتائج التي باتت واضحة والتي ستصب لمصلحة المقاومة وحلفائها”.‏

وردا على بعض الحملات التي بلغت مداها في الايام الماضية، نفى المكتب الاعلامي لسفارة الجمهورية ‏العربية السورية لدى بيروت نفيا قاطعا ما يتم الترويج والحديث عن تدخلات سياسية وأمنية للسفارة ‏السورية في الاستحقاق النيابي اللبناني المرتقب.‏

‏ وقال المكتب الإعلامي في بيان: “واذ لا تستغرب سفارة الجمهورية العربية السورية لدى بيروت مضي ‏هذه الجهات في نهجها القائم على الأوهام والرهانات الخاطئة واستمرارها في محاولات قلب الحقائق ‏واختلاق الأعداء كمن اعتاد التغطية على انكشافه السياسي والشعبي بالبروباغندا والحملات المغرضة، ‏فإنها تؤكد مجددا احترام سيادة لبنان وعدم التدخل في شؤونه الداخلية وتشدد على العلاقات الأخوية التي ‏لا يمكن فصمها بين البلدين الشقيقين وتجدد التعبير عن الثقة في صوابية خيارات قواه الوطنية”.‏

Leave A Reply