علي ضاحي-
اكثر من رسالة ومضمون حفل به حديث النائب السابق وليد جنبلاط الى عدد من المنتشرين «الاشتراكيين» في بلاد الاغتراب. وجنبلاط الذي رفع في الاسابيع الماضية من «دوز» التصعيد ضد السلاح وايران وحزب الله وسوريا وحلفائهم، يتمرتس وراء «المظلومية» والاستهداف في «عقر الدار».
وتعكس مواقع التواصل التابعة لمناصري ومحازبي «التقدمي الاشتراكي»، لا سيما في المناطق ذات البعد والخصوصية الدرزية خصوصاً الشوف وعاليه، حجم الامتعاض من «استفراد» جنبلاط درزياً، و»تطويقه» من قبل حزب الله وبإيعاز سوري عبر النائب طلال ارسلان والوزير السابق وئام وهاب.
ويعتبر ناشطو «الاشتراكي» كما يصرحون علانية وفي الاجتماعات الحزبية والانتخابية، ان جنبلاط مستهدف من وراء الحدود، والهدف اغلاق بيت آل جنبلاط على غرار اغلاق بيت آل الحريري، و «المستفيد» واحد هو النظام السوري وحزب الله وحلفائه الدروز وغيرهم وكذلك ايران والتي «تزيح من درب الحزب» المزيد من الخصوم والمناوئين!
ويشير مطلعون على جو «الاشتراكي»، الى ان ما يجري من «حصار» لجنبلاط سيكون له ردة فعل ايجابية لدى المناصرين وسيترجم «غضبة درزية» ضد تحجيم دور وحضور المختارة التاريخي. ولن يتأثر بخسارة مقعد هنا او مقعد هناك، بل على العكس سيتفاجأ اصحاب هذا النهج بحجم التأييد الدرزي لجنبلاط، رغم ان كل الظروف غير مؤاتية من تكتل الخصوم، ومن اعتكاف الحلفاء لا سيما «تيار المستقبل» والرئيس سعد الحريري. ويؤكد المطلعون ان ما يقوم به جنبلاط هو رفع سقف سياسي، ودفاع مشروع عن النفس ضد الاستهداف وتسمية الامور بمسمياتها ومن دون قفازات.
في المقابل تقرأ اوساط قيادية بارزة في 8 آذار تصريحات جنبلاط الاخيرة بكثير من السلبية السياسية، وترى فيها رفع سقف سياسي وانتخابي لشد العصب الدرزي، وترى انه يعيد فرز الساحة بين حلفاء المقاومة وخصومها.
كما حدد جنبلاط خصومه الداخليين من حزب الله الى حلفائه، من النائب جبران باسيل الى النائب السابق سليمان فرنجية. كما فتح معركة الرئاسة الاولى مبكراً ، ملمحاً الى ان الفريق النيابي والذي سيكون جنبلاط الى جانبه، اي «القوات» والقوى المسيحية الاخرى كـ «الاحرار» و «الكتائب» وغيرها ، وربما مع بعض المستقلين و «حراك 17 تشرين الاول»، والذين قد يشكلون ثلث المجلس النيابي الجديد وربما اكثر بقليل، سيكون لهم دور في تعطيل الاستحقاق الرئاسي اذا لم يكن لهم دور في الاختيار، او عقدوا تسوية مع الفريق الاكثري او فريق «الثنائي الشيعي» وتحالفه مع «التيار الوطني الحر» و8 آذار.
وترى الاوساط ان التصعيد السياسي لمختلف القوى التي حددت المقاومة خصماً لها، لا تجد الا التصعيد ضدها، ورفع السقف ضد السلاح بعد شعورها بالتراجع وتقهقهر حلفائها وتراجع المشروع الاميركي في المنطقة وانشغال واشنطن في الحرب مع روسيا في اوكرانيا.
كما يصب الحليف السعودي لجنبلاط وسمير جعجع وباقي قوى 14 آذار، اهتمامه على حربه في اليمن، وبالتالي لا يجد هذا الفريق الا المواجهة السياسية للدفاع، وتقليل الخسائر، وضمان المواقع السياسية، ومن بوابة المجلس النيابي بالحد الادنى، وامتلاك ورقة التعطيل او المشاركة في الاستحقاق الرئاسي.