رأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن القوى السياسية اللبنانية لم ترغب باحترام التعهد الذي اتخذته امام فرنسا وقررت أن تخون الالتزام مشيراً الى أن “القوى وجدت تفضيل مصالحها الفردية على مصالح البلد”.
وأكّد أنه سيتصرّف بموجب هذه الخيانة الجماعية التي مارستها القوى السياسية محملاً إياها المسؤولية. ورد على سؤال إحدى الصحافيات بالقول: “أخجل مما يقوم به القادة اللبنانيون”.
وأشار ماكرون، في مؤتمر صحفي خُصص للحديث عن التطورات على الساحة اللبنانية، الى أنه “لم يكن أحد من القادة السياسيين على مستوى التحديات” لافتا الى أن لا احد منهم يمكنه ان ينتصر على الاخر.
وأكد أن خارطة الطريق الفرنسية هي الخيار الوحيد المتاح ولا تزال مطروحة، مشدداً على أن فرنسا لن تتخلى عن الشعب اللبناني. وأعلن أنه سيدعو المجموعة الدولية لمساعدة لبنان في غضون 20 يوما وإطلاعهم على آخر التطورات مطالباً بإعلان نتيجة التحقيق في أسباب انفجار مرفأ بيروت.
وتحدّث عن المشاورات في الملف الحكومي، معتبراً أن الرئيس سعد الحريري كان مخطئا بإضافة عنصر طائفي إلى تشكيل الحكومة وأن أمل وحزب الله اتفقا على انه لن يتغير اي شيء، لافتاً الى أن لا حزب الله ولا حركة أمل يريد تسوية.
وإذ شدد على أنه لن يتحمل “الفشل” شخصيا معترفاً انه لم يتمكن من حل المشكلة بين الولايات المتحدة وإيران، قال إن لا دليل على أن إيران لعبت دورا في منع تشكيل الحكومة اللبنانية.
كما أوضح أن العقوبات لا تبدو له الخيار المناسب حاليا ولا تستجيب الى الحاجة، مؤكداً أن “ما علينا القيام به هو ممارسة الضغط السياسي”.
ولفت الى أن “لا احد سيضع مالاً لبنان طالما ظلت الأوضاع على حالها”، مشددا على أن “الحل الوحيد هو حكومة مَهَمة وان تكون كل طائفة ممثلة فيها ولكن لا يكون الوزراء رهائن طائفتهم “.
وتحدث الرئيس الفرنسي عن “فرصة أخيرة” للمسؤولين اللبنانيين للوفاء بتعهداتهم وأمهل زعماء لبنان أربعة إلى ستة أسابيع أخرى لتشكيل حكومة في إطار المبادرة الفرنسية.
وقال: من الآن حتى شهر علينا ان نقوم بمراجعة التقدم وإن لم يحصل هذا التقدم سنكون مرغمين لمقاربة خيار اخر وقد نذهب نحو تغيير الهيكلية السياسية الموجودة في لبنان وهذا أمر خطر في ظل الاوضاع الاقتصادية.
وخصص ماكرون جزءاً كبيراً من خطابه للحديث عن حزب الله، حيث اعتبر أن الحزب لا يمكنه ان يكون جيشاً محارباً لإسرائيل ومليشيا الى جانب سوريا وحزباً محترماً في لبنان، لافتاً الى أنه أظهر العكس في الايام الاخيرة.
ورأى أنه لابد لحزب الله من توضيح موقفه، وقال: “على حزب الله ان يتخذ خيارا تاريخياً فهل يريد الديمقراطية ولبنان أم يريد السيناريو الأسوأ؟ والأمر بيد بري وحزب الله”.
وأشار الى أن “حزب الله استفاد من قوته ولعب دور مجموعة ارهابية ومليشيا وحان الوقت له أن يوضح اللعبة فلا يمكنه أن يرهب الآخرين بقوة السلاح ويقول انه طرف سياسي”، لافتاً الى أن على حزب الله ألا يعتقد أنه أقوى مما هو عليه.
وكشف ماكرون أن شرح للجانب الايراني بنود المبادرة الفرنسية نافياً أن يكون قد طلب من الإيرانيين من التدخل مع حزب الله. وقال: ناشدتهم ان لا تحصل تدخلات سلبية.
وتطرق الى الشق الامني، مطمئناً أن لا خشية من وقوع حرب أهلية، مؤكداً أن الوضع دقيق على النحو الامني والسياسي والاقتصادي في لبنان.