كتب عوني الكعكي:
أظن أنّ الدكتور سمير جعجع تسرّع بإعلان موقفه من انتخاب الرئيس نبيه برّي رئيساً لمجلس النواب.. ولا أعلم على ماذا استند الدكتور، لاتخاذ هذا الموقف، ولماذا الاستعجال؟ خاصة وأنّ السياسة في لبنان لها أصولها ولها طرقها بالاضافة الى التقلبات التي لا يُـحسب لها أي حساب.
لقد كان أجدى بالدكتور جعجع بعد فوزه في تحقيق الوصول الى أهم كتلة نيابية مسيحية، أن يحصر اهتمامه بممارسات منافسه الوحيد جبران باسيل.. خاصة وأنّ باسيل وبالرغم من خسائره الكبيرة في الانتخابات، كما قال ذلك حليفه الاستراتيجي وئام وهّاب، لم يتبق له من النواب إلاّ ستة فقط، لأن هناك 3 هدية من وهّاب وارسلان و5 من حزب الله والبعثي والقومي وبمساعدة تيار المستقبل أعطي 3 في عكار فيبقى له 6 نواب، وليأتي السؤال: كيف يمكن أن ينافس جعجع في عدد النواب؟
بالنسبة لموضوع انتخاب رئيس للمجلس النيابي وتصريح د. جعجع أولاً:
بغض النظر عن تسرّع د. جعجع لا بد من التوقف عما جرى في انتخابات رئيس للجمهورية… فبعد انتظار عامين ونصف العام جرى اجتماع عند غبطة البطريرك، تم فيه الاتفاق أن يقع الاختيار على واحد من أربعة أسماء ليتم اختيار واحد من بينهم، بمعنى أدق ان اخواننا المسيحيين هم الذين يقررون من هو رئيس جمهورية لبنان.
هذه القاعدة يجب أن تنسحب على المواقع الأخرى.. بمعنى أن يختار رئيس المجلس النيابي اخواننا الشيعة، وأن يختار أهل السنّة رئيس الحكومة.
وكي لا يُقال إننا نقف الى جانب أي طرف من الاطراف في هذه المعركة لا بد من أن نتوقف أيضاً عند موقف الصهر الذي ارتكب أيضاً غلطة د. جعجع نفسها حين اعلن على الملأ وبصوت عالٍ انه يرفض انتخاب الرئيس بري رئيساً لمجلس النواب.
نقول الى كل من أعلن او صرّح بأنه ضد انتخاب الرئيس نبيه بري رئيساً للمجلس، إنّ هذه التصريحات هي ضد الطائفة الشيعية وليست ضد شخص من هذه الطائفة، خاصة عندما يتبنى ترشيجه لمنصب رئيس المجلس 27 نائباً شيعياً، وبمعنى أدق ان الطائفة الشيعية بأكملها معه.
لذلك، فإنّ أي اعتراض على القرار الشيعي غير شرعي وغير ميثاقي، ولا يمكن القبول به لأنه يؤثر على كل التركيبة الطائفية وعلى دستور «اتفاق الطائف».
بالنسبة للصهر العزيز نحب ان نلفت نظره الى ان هذه المواقف العنترية وبالصوت العالي، سوف تمنعه من الحصول على منصب نائب رئيس المجلس خاصة وأنّ الوزير الياس ابوصعب هو من النواب المحترمين، وكان يمكن أن يكون له حظ لو عرف الصهر كيف يتصرّف.
الأهم من هذا وذاك، ان الرئيس نبيه بري يملك اليوم ورقة الحل الوحيدة، وهي ان رئاسة المجلس ستبقى بيده لأنه بعد الانتخابات النيابية التي حصلت في 15 أيار سيكون هو الرئيس الموقت للمجلس حتى انتخاب رئيس فعلي لأنه رئيس السن، وبما ان رئيس السن اليوم هو الرئيس بري فإنّ هذا يعني ان الرئيس بري يتمتع بصفة رئيس سابق ورئيس حالي للمجلس ومعه 27 نائباً شيعياً، والأهم ان قرار الدعوة الى جلسة لانتخاب رئيس المجلس ونائب رئيس وهيئة مكتب المجلس هي بيد الرئيس بري وحده، فكل كلام عن ان د. جعجع لا يقبل حتى ولو افترضنا انه قبل، لكن تصريح باسيل الاستفزازي هو غير مقبول.
نقول لهما إنهما تسرّعا في اتخاذ هذا الموقف، وإنّ خسارتهما ستكون مزدوجة لسبب بسيط:
1- إن رئيس المجلس سيكون الرئيس نبيه بري شاء من شاء وأبى من أبى.
2- إنّ نائب رئيس المجلس وهيئة المكتب سيكون القرار النهائي بالاختيار للرئيس نبيه بري.
وكل انتخابات وأنتم بخير.