رحل الحاج محمد عبد الحميد حيدر في هدوء لا يشبه صخب حياته، رحل ابو حمزة الذي التحف الوطن من اقصاه الى اقصاه زارعا المعارف والأصدقاء، رفاق الدرب والقضية.. هذا الرجل المدرسة اكتسب العلم على كِبَر فانكب على قراءة الكتب متعمقا في الفكر الاسلامي والفلسفي والعلوم الأدبية فأصبح محاورا من الطراز الأول في كل حلقات النقاش يقصد أصدقاءه في جهات القرى منتظرا سيارة تقله لا يعبأ لبعد المسافات..
ابو حمزة ابن مشروع القوميين العرب الى اعتناق مبادىء الثورة الفلسطينية ثم الايمان بالثورة الاسلامية ومشروع الامام الصدر وكل القضايا المحقة .. المهم بالنسبة اليه ان تظل القضية حاضرة؛ القيم الوطنية والثورية، تأخذه الحماسة والقناعة دائما الى الايمان بالقدرة على مواجهة هذا المشروع المعادي لوطننا وأمتنا، لم يتعب الحاج ابو حمزة من النضال ولم يتقاعد ظل كمصباح ينير دروب الساعين الى الانعتاق والحرية..وكما كان ناجحا في كل الميادين جاب متأخرا ميدان الشعر كان لطيفا وبليغا في عباراته وكلماته المستقاة من عمر قضاه في قلب المعترك.. ما همّ لو غزاه الشيب ، ها هو الشيب يزهر شعرا، !!
دواوينه الشعرية التي وقّعها في صور جمعت كل الاطياف كانت مهرجانات ادبية زحف اليها محبو هذا المناضل العتيق والمثقف العميق من مسارب القرى من اصدقائه الكثر في قرى الشعب وكل الشعاب ،اعادته هذه الأجواء واحتضان الأحبة لزهو الشباب وألقه،
لم يغادر كياسته واناقته ولياقته محافظا على برنامج للمشي والرياضة حتى فاجأه المرض، لم يصبر عليه طويلا ، ظل صابرا حالما تتوقد لديه شعلة التغيير والأمل بخلاص قريب ..رحل ابو حمزة متشبثا بقناعاته، أحزنه هذا الواقع المر لكنه لطالما اعتبره عابرا في درب العبور الى الأمل المرتجى..
ايها الزميل الصديق والحبيب، ايها الرجل حين تعد الرجال مثلُك يترك ندوب الحزن وألم الفراق إحمل سلامي للأستاذ عاطف للحاج كايد ابو رياض.. سلام لروحة لسيرتك الجميلة كبهاء طلتك
الفاتحة
كتب الإعلامي عباس عيسى