علي ضاحي-
المقاومة تتجدد، وكل جيل ينتج جيلاً آخراً، وليس غريباً على المقاومة، ان يرى المرء فيها ان المؤسس يستشهد، ومن ثم نجله يستشهد وحفيده ايضاً، لتكون مسيرة متواصلة من التضحية والفداء والانتصارات.
40 عاماً على ولادة المقاومة في العام 1982. وفي ذكرى تأسيسها الاربعين، اطلق حزب الله ومسؤول العلاقات الاعلامية فيه الحاج محمد عفيف امس «الاحتفالية الخـاصة بالاربعين ربيعاً» والتي ستكون على فترة شهرين وسيعلن عن برنامجها تباعاً.
اللافت في المؤتمر الصحافي، والذي كان حاشداً بالشخصيات السياسية والحزبية والاعلامية، حضور ممثل للنائبين السابقين سليمان فرنجية وطلال ارسلان، خصوصاً بعد فشل ارسلان والوزير السابق وئام وهاب في الانتصار الانتخابي في الشوف وعاليه، وما رافق ذلك من التباسات انتخابية وسياسية بين الحلفاء، كما كان حاضراً ممثل للتيار الوطني الحر ومسؤول «حماس» في لبنان احمد عبد الهادي.
وتؤكد اوساط واسعة الإطلاع على ورشة حزب الله القائمة على المستويات كافة، الانتخابية والسياسية والحزبية والاعلامية، ان إحتفال حزب الله باربعين عاماً من انطلاقته، هو جزء من دينامية حزب الله المستمرة، فهو اكثر الاحزاب اللبنانية تجدداً وحيوية ومواكبة للعصر، وقلما اعلن حزب الله عن ورشه الداخلية الحزبية الخاصة، او حتى الورش الداخلية والحزبية مع الحلفاء.
فحزب الله الذي انطلق في العام 1982، اعلن عن وثيقته السياسية الاولى في العام 1985 وسميت بـ «الرسالة المفتوحة»، ومن ثم طور مسيرته السياسية لينخرط في البرلمان اللبناني في العام 1992 ، بعدها شارك للمرة الاولى في الحكومة في العام 2005 ، ليعود ويطلق وثيقته السياسية المحدثة في العام 2009.
وامس، كشف عفيف خلال المؤتمر الصحافي عن تطوير وثيقة العام 2009 لتواكب المتغيرات السياسية وخصوصاً الاقتصادية، وتنكب لجنة من المجلس السياسي على دراستها بتأن وروية لتكون مواكبة للعصر والمتغيرات.
وتشير الاوساط نفسها، الى ان فعاليات «اربعينية التأسيس»، سيواكبها مراجعة للاداء الاعلامي وتطوير الخطاب الاعلامي، وصولاً الى ورشة داخلية لقراءة المتغيرات وما بعد نتائج الانتخابات النيابية، وتكشف الاوساط نفسها ان اللقاءات بين حزب الله وحلفائه مستمرة ومتواصلة لتقييم نتائج الانتخابات.
وتشير الى ان هناك لقاءات مع بعض الحلفاء لم تجر بعد، في انتظار انتهاء ورشتهم الداخلية والحزبية بعد الانتخابات، خصوصاً ممن لم يوفقوا في الانتخابات، وليقفوا على اسباب التراجع الشعبي وسوء الاداء الحزبي في بعض المواضع.
وعلى المستوى النيابي والحكومي والاستحقاق الرئاسي، يسير حزب الله مع الحليف الثابت و «الضلع الشيعي» الثاني الرئيس نبيه بري، بكل استحقاق على حدة وعلى قاعدة ان لكل استحقاق ظروفه.
فبعد انجاز الورشة النيابية، تتجه الانظار الخميس المقبل الى الاستشارات النيابية الملزمة. وفي هذا الإطار، يؤكد «الثنائي الشيعي» ووفق الاوساط نفسها، وخصوصاً حزب الله، انه مع تشكيل سريع للحكومة وعلى قدر المسؤولية، وان تقوم بما يلزم لمنع الانهيار، كما ليس لدى «الثنائي» تصور مسبق او شروط محددة على الرئيس المكلف سواء اكان الرئيس نجيب ميقاتي او غيره، فبعد التكليف واللقاء مع الرئيس المكلف في المجلس النيابي للتشاور لكل حادث حديث.