علي ضاحي-
الاستحقاق الرئاسي يتقدم «شكلاً» على الاستحقاق الحكومي المتعثر، حيث بدأ «عصف الافكار» الرئاسية و«تطاير» الاسماء «يحوم» فوق المجالس المسيحية، لا سيما في أرجاء بكركي السياسية والروحانية والدينية.
وتكشف اوساط كنسية رفيعة المستوى، ان ليست هي المرة الاولى التي يتصدى فيها البطريرك الماروني بشارة الراعي للملف الرئاسي، ويحدد مواصفات الرئيس الجديد، وهو دعا اصلاً منذ اشهر للبدء بجلسات انتخابه في ايلول كما ينص الدستور.
وتؤكد الاوساط ان ليس لدى بكركي مرشح معين، ولم تطرح مع اي مرشح او جهة مسيحية او حزب اسماء مرشحين، بل كان كلام الراعي في العموم، وقد ينطبق كلامه ومواصفات المرشح على مرشحين موجودين او غير موجودين ومعروفين حالياً على الساحة، المهم عنده ان يجري الاستحقاق الرئاسي في موعده، وان يكون الرئيس يَجمع ولا يُفرق، والا يكون رئيسا طرفا، والا يعطل انتخابه لاشهر وسنوات.
وتقول الاوساط نفسها، ان كلام الراعي «فتح» شهية كثيرين، واثار التساؤلات عن المقصود بالكلام والمواصفات، ولكن المهم ان يترجم الى نهاية سعيدة، وان ينتخب الرئيس الجديد والا يحصل اي شغور في بعبدا.
في المقابل، يجزم تحالف 8 آذار وحزب الله و»التيار الوطني الحر»، عدم وجود اي حديث رئاسي حالياً في الكواليس او حتى في الظاهر والاعلام لدى هذا التحالف، وكل ما نسمعه هو كلام اعلامي ورمي اسماء للتداول لا اكثر ولا اقل. وتشير اوساط هذا التحالف الى ان حزب الله لم يقارب ملف الرئاسة بعد، لا من قريب ولا من بعيد مع الحلفاء وغير الحلفاء.
وتكشف الاوساط عن انه حتى خلال اللقاء الرمضاني الشهير بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والوزير السابق سليمان فرنجية والنائب جبران باسيل، لم يكن الملف الرئاسي على جدول الاعمال وان حضر، حضر بشكل سريع ومن منطلق العموميات لا الخصوصيات. وتؤكد الاوساط ان حزب الله لم يقم بعدها بأي خطوة بعد هذه المصالحة- اللقاء، رغم انه حاضر لأي جهد يقرّب حلفاءه من بعضهم بعضا، والكرة في ملعب الطرفين الآن.
وفي حين يتكتم «المردة» عن تفاصيل لقاء اللقلوق، الذي جمع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل والنائب فريد هيكل الخازن في اللقلوق ، وتخلله غداء واعلن عن حصوله الخازن نفسه منذ ايام، تؤكد اوساط قيادية بارزة في «التيار الوطني الحر» ان «لقاء اللقلوق» هو استكمال للقاء الثلاثي بين السيد نصرالله وفرنجية وباسيل. وتكشف ان كل ما يحكى عن بحث الملف الرئاسي ليس دقيقاً، والبحث تركز على «تطرية الاجواء» واستكمال اللقاءات بين «المردة» و»التيار»، خصوصاً ان الخازن هو عضو في تكتل «المردة» والنائب طوني فرنجية.
وتؤكد الاوساط ان يد باسيل و»التيار» ممدودة للجميع، وليس هناك من شيء ضد «المردة» لا في السر ولا في العلن، و»التيار» منفتح على اي تواصل او لقاء في هذه الظروف، وتشدد الاوساط على ان تركيز الاعلام على كلمة مصالحة بين «المردة» و»التيار» امر مبالغ فيه، فليس هناك من عداوة او خصومة لنقوم بمصالحة.
وتشير الاوساط الى ان الخلاف الرئاسي الذي ازعج سليمان فرنجية صار وراءنا، خصوصاً ان ولاية الرئيس عون شارفت على نهايتها. كما تكشف الاوساط ، ان التركيز في اللقاء كان ايضاً على الدور الوجودي للمسيحيين في الشرق، لا سيما بعد مجاهرة المجتمع الدولي بإبقاء النازحين السوريين في لبنان، وما يمكن ان يسببه ذلك من خلل ديموغرافي وطائفي.