ما قصة ألاسكا؟ وكيف ومتى اشترتها الولايات المتحدة من روسيا؟ وماذا تعرف عن مساحتها والثروات الطبيعية الهائلة التي تحتويها؟ وهل تستخدم روسيا السلاح النووي لاستعادتها؟ إليكم الحكاية كاملة..
في محاولة منهم للتصدي لتصريحات الولايات المتحدة المطالبة بعرض القيادة الروسية على محكمة جرائم الحرب، بدأ المسؤولون الروس في إصدار سلسلة من التهديدات للولايات المتحدة، كان آخرها ما اقترحه كبار المسؤولين بأن روسيا قد تكون مهتمة باستعادة ولاية ألاسكا، التي اشترتها الولايات المتحدة من روسيا في عام 1867.
فيما حذر رئيس مجلس النواب الروسي، فياتشيسلاف فولودين، من أن الولايات المتحدة يجب أن تتردد عند مصادرة أو تجميد الأصول الروسية في الخارج، وبدلاً من ذلك يجب أن تتذكر أن ألاسكا كانت في السابق تابعة لروسيا. وقال فولودين إن نائب رئيس مجلس الدوما بيوتر تولستوي اقترح إجراء استفتاء في ألاسكا.
من جانبه أخذ ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، التهديدات إلى أبعد من ذلك عندما ألمح إلى تصعيد نووي، قائلاً: “إنَّ “فكرة معاقبة دولة لديها أكبر إمكانات نووية فكرة سخيفة ومن المحتمل أن تخلق تهديداً لوجود البشرية”، في إشارة إلى روسيا التي تحتفظ برؤوس حربية نووية أكثر من أي دولة أخرى.
أصل الحكاية
في 18 أكتوبر/تشرين الأول 1867، وقعت الولايات المتحدة والإمبراطورية الروسية ما أطلق عليه “صفقة ألاسكا” التي اشترت بموجبها الولايات المتحدة الأمريكية ولاية ألاسكا التي تزيد مساحتها عن 1.5 مليون كيلومتر نظير 7.2 مليون دولار أمريكي (أي ما يعادل 185 حالياً).
فيما ترجع الأسباب التي قادت الإمبراطور الروسي ألكسندر الثاني لبيع ألاسكا إلى الولايات المتحدة في عام 1867 بثمن بخس، إلى التالي: الأزمة المالية الخانقة التي عانت منها روسيا القيصرية بعد هزيمتها على يد العثمانيين في حرب القرم عامي 1853 و1856، بالإضافة إلى قلة مواردها الطبيعية (آنذاك) وصعوبة السفر إليها فضلاً عن برودة طقسها.
إلى جانب ذلك قرر القيصر بيع ألاسكا، التي اكتشفتها البحرية الروسية عام 1741، خوفاً من فشل قواته الدفاع عنها في حال نشوب حرب مع الولايات المتحدة أو الإمبراطورية البريطانية التي كانت تتمركز في كندا، نظراً لصعوبة السفر إليها واستحالة إقامة قواعد عسكرية للدفاع عنها في ظل برودتها القارسة.
موارد ألاسكا الهائلة
تقع شبه جزيرة ألاسكا في أقصى شمال غرب القارة الأمريكية الشمالية، ويحدها من الشمال المحيط المتجمد الشمالي، فيما يحدها المحيط الهادئ من الجنوب والغرب، وتحدها كندا التي تفصلها عن الولايات المتحدة من جهة الشرق. وألاسكا التي تعني بلغة السكان الأصليين (شعب الألويت) الأرض الكبرى أو الأرض الأم، تعد اليوم الولاية الأمريكية الـ49، والكبرى من حيث المساحة والأقل كثافة سكانية.
في عام 1896 اكتُشف الذهب لأول مرة في ألاسكا بمحاذاة نهر كلوندايك. ومنذ خمسينيات القرن الماضي، تتوالى الاكتشافات المعدنية والنفطية التي تساهم في ازدهار اقتصاد الولاية بشكل مستمر، والتي كان من أبرزها اكتشاف حقل نفط شاسع في خليج “برودو”، تُقدر احتياطاته النفطية بنحو 13 مليار برميل. وكذلك، تشكل المعادن الثمينة والثروة السمكية النسبة المتبقية من صادرات ألاسكا الرئيسية.
تجدر الإشارة إلى أن الناتج الإجمالي لألاسكا قد بلغ في عام 2007 قرابة 45 مليار دولار، حيث حلت الولاية في المرتبة الـ45 على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية، فيما حلت في المرتبة الـ15 في تصنيف دخل الفرد الذي بلغ أكثر من 40 ألف دولار في العام نفسه.
الروس يهددون باستخدام النووي
في الوقت الذي تفتح فيه روسيا صفحة جديدة في خططها الحربية، والتي بفضلها بدأت القوات الروسية التنسيق مع بعضها بكفاءه ما مكنها من السيطرة على أماكن جديدة شرقي أوكرانيا، استعداداً للسيطرة على كامل إقليم لوغانسك، جاءت تصريحات مدفيديف الأخيرة التي قال فيها إن الولايات المتحدة لم تُحاسب على العديد من المواجهات الدموية والاستيلاء على الأراضي نفسها، وإنه من الأفضل ألا تنظر إلى روسيا قبل فحص تاريخها.
وبعد إشهاره سيف النووي الروسي من جديد، ذكّر مدفيديف بأن “تاريخ الولايات المتحدة بأكمله منذ أوقات إخضاع السكان الهنود الأصليين يمثل سلسلة من الحروب الدموية. ويجب على الولايات المتحدة وعملائها الذين لا فائدة لهم أن يتذكروا كلمات الكتاب المقدس: لا تدينوا لكيلا تُدانوا”.
من جانبه قال السفير الأمريكي السابق في أوكرانيا ستيفن بيفر، “هذا ليس كلام شخص جاد” وذلك رداً على تهديدات موسكو التي تحتمل أن تستهدف موسكو ألاسكا في المستقبل من أجل استعادتها.
Follow Us:
TRT