ممثل مسرحي وسينمائي وتلفزيوني، يركز نشاطه حالياً على أعمال المنصات كما هو حال معظم الممثلين في العالم. تخرج في كلية الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية في أواخر السبعينيات، ويضم رصيده اليوم أكثر من 67 مسلسلاً و15 مسرحية وأكثر من عشرة أفلام سينمائية، ويشغل وظيفة حرة في وزارة الثقافة اللبنانية
أولى تجاربه التمثيلية كانت مع المخرج مارون بغدادي في فيلم “خارج الحياة” الذي حصل على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان “كان” السينمائي الدولي، ثم انتقل للعمل في الدراما التلفزيونية تحت إدارة المخرج سمير درويش وكان أول أعماله مسلسل “دروب الوفا”، ومن بعدها شارك في مسلسل “لا أمس بعد اليوم” وكرت سبحة أعماله التلفزيونية بين الكوميديا والتراجيديا بين مسلسلات محلية وعربية مشتركة.
مشاركات سينمائية أجنبية
مشموشي الذي علق آمالاً كبيرة على السينما في بداياته الفنية يتحدث عن الأسباب التي جعلته يركز نشاطه كممثل في مرحلة لاحقة على الدراما التلفزيونية المستمر فيها منذ عام 1996 وحتى اليوم. يقول، “انتقلت إلى التلفزيون لأن سوقه أوسع. وأنا بدأت تجربتي السينمائية في فرنسا لأنه لا توجد صناعة سينمائية في لبنان، بل هي لا تزال في طور التجارب. أما العمل في التلفزيون فأصبح هو المهنة لأن التلفزيون يرضي متطلبات السوق. ولذلك نحن نركز عليه في حياتنا المهنية”. ويضيف معلقاً على مشاركة بعض الأفلام اللبنانية في المهرجانات العالمية وفوزها بالجوائز “هي تجارب شخصية وخاصة ومعظمها يتم إنتاجه بمشاركات أجنبية لأنه لا توجد صناعة سينمائية لبنانية”.
وعما إذا كان طموحه الأساسي كممثل العمل في السينما، يجيب “حالياً، يختلف العمل في التلفزيون عن العمل في السينما، في بداياتها حين كان الفيلم مقاس 35 ملم تقنية أساسية في صناعتها، لأن التقنيات التي تستخدم في التلفزيون اليوم هي نفسها المستخدمة في السينما في كل أنحاء العالم، أي الكاميرات نفسها وكذلك الإضاءة وسواها من التفاصيل الأخرى، لذا لم يعد يوجد فرق بين السينما والتلفزيون، سوى أن الفيلم السينمائي يعرض على شاشة كبيرة، لكن الطموح هو موضوع مختلف، ولو أنني أعيش في بلد توجد فيه صناعة سينمائية، لكنت استمررت في السينما، مع أن المنصات أصبحت هي السباقة في كل دول العالم”.
مقومات الحياة
لا يؤيد مشموشي ما يعتبره البعض استنزاف المنصات للممثل، خصوصاً مع ازدياد الطلب على أعمالها ومشاركة الممثل في عدد كبير منها سنوياً، ويوضح “التمثيل هو مهنة الممثل، فهل المطلوب التوقف عن العمل بخاصة في بلد كلبنان يعاني أزمات خانقة؟ الممثل اللبناني بحاجة إلى العمل والمشاركة ليس فقط في الأعمال التي تعرض على المنصات، بل حتى في تلك التي تعرض على الشاشات المحلية. نحن نعاني وضعاً اقتصادياً صعباً، ونشكر الله لأن الممثل اللبناني يعمل ولأن المنصات تثق بالمنتج اللبناني وبالعمل في لبنان”. لكن ألا يرى أن الكم يتم على حساب النوع في عدد كبير من الأعمال وأن معظم الممثلين يقبلون بها بسبب الظروف الاقتصادية الضاغطة مقابل عدد قليل منهم، يشددون على النوعية التي ترضي طموحهم الفني حتى في ظل الأزمة، يقول، “ومن هم هؤلاء الممثلون؟ هذا الكلام مستحيل! نحن نعيش في بلد لا ماء ولا كهرباء فيه، وتنقصه كل مقومات الحياة، ولا يعقل أن يقول أي ممثل هذا الكلام، ومن يقله من الأفضل أن يبقى في بيته أو أن يبحث عن بلد آخر يعيش فيه. لا يمكن التحدث بالمثاليات في بلد عبثي ويمر بظروف غير طبيعية”.
وهل يعني كلامه أن شروط الممثل تغيرت وهو يجد نفسه مجبراً على القبول حتى بالأعمال التي لا يقتنع بها؟ يجيب مشموشي “لا يوجد شيء اسمه عمل غير مقتنع به، لأن الممثل يمارس مهنة، ويفترض به أن يكون مقتنعاً بالمكان الذي يذهب إليه. أما بالنسبة إلى الشروط فهي ليست شروطي أو شروط الممثل اللبناني فقط، بل شروط كل ممثلي العالم، لأن الأزمة الاقتصادية تطاول كل دول العالم، كما أنها تشمل كل المهن وليس مهنة التمثيل وحدها”.
ثوب بأكثر من شكل
ولأنه يؤخذ على الممثل اللبناني حصر تجربته في نوع معين من الأدوار تلبية لرغبة شركات الإنتاج، بينما هو استطاع أن يشذ عن القاعدة من خلال التنويع في أدواره والتميز في التراجيديا كما في الكوميديا والنجاح في كلا النوعين، يقول، “حاولت قدر المستطاع ألا أكتفي بثوب واحد بل التنويع وارتداء أكثر من ثوب. لا شك أن شركات الإنتاج تلزم الممثل أحياناً بلباس واحد ولكن يفترض به أن يرتديه بأكثر من شكل، هذا الأمر يعود إلى اجتهاد الممثل، ولذلك لا يمكن القول إن الذنب يقع على عاتق شركات الإنتاج”.
مشموشي الذي يصفه البعض بـ”جوكر الدراما اللبنانية” بسبب وجوده في معظم الأعمال وإقبال شركات الإنتاج على التعامل معه، يعتبر أن هذه الشركات تقدره وتحترم ما يقدمه، ويتابع “لا يسعني سوى أن أشكرها، ومع أنني لا أحب الألقاب ولكنني لا أمانع أن يقال عني إنني جوكر الدراما اللبنانية”.
تميز مشموشي كممثل جعل اسمه يصل إلى هوليوود، عندما عرض عليه المشاركة في دور في فيلم سينمائي عالمي، ولكنه رفضه بسبب ضآلة الأجر، وعن هذه التجربة يقول، “هي كانت غلطة صدرت مني ولم أتمكن من التراجع عنها ولكنها ستبقى في (السي في) الخاص بي. والغلطة كانت برفضي كممثل عملاً من إنتاج كانيي وست، ولقد مرت سنوات طويلة على هذا الموضوع. ومع أنني أعترف بأنها غلطة لكنني لا أندم عليها لأنني بطبعي لا أندم على شيء، وكل عمل شاركت فيه كانت له ظروفه ووقته وحسناته وسلبياته، ولا وجود للندم في حياتي. وفي حال تكرر عرض هوليوود اليوم فسوف أقبل به إذا توفر الدور المناسب، حتى لو كانت مساحته صغيرة، شرط ألا يكون ضد العرب”.
مسرح ومسرحيون
في المقابل، يلاحظ المتابع لتجربته المسرحية أنها محدودة جداً مقارنة مع تجاربه التمثيلية في المجالات الأخرى، فهل هذا يدل على أنه ليس على وفاق مع المسرح؟ مشموشي ينفي هذا الكلام بشدة ويؤكد علاقته الجيدة بالمسرح قائلاً، “أنا خريج قسم المسرح وأعشقه تماماً كعشقي للسينما والتلفزيون، ولكنني أختار المجال الذي يؤمن لي الاستمرارية. المسرح يعاني اليوم ولا توجد استمرارية في لبنان بسبب سوء الأوضاع، وأنا لا يمكنني أن أقوم ببروفات لمدة شهرين أو ثلاثة لعمل مسرحي لا يجاوز عرضه الأسبوع الواحد، خصوصاً عندما تكون لديَّ خلال تلك الأشهر الثلاثة ارتباطات أخرى لمصلحة التلفزيون. ويجب أن أعمل وأن أصور تلك الأعمال وأن أجني المال لكي أؤمن مورد رزقي وأعيش. ولو أن الوضع العام مرتاح أكثر، ليس في لبنان فقط بل في كل دول العالم، لكان الأمر مختلفاً لأن الأزمة تشمل العالم كله. الممثلون المسرحيون في مصر متوقفون عن العمل، وكذلك الممثلون المسرحيون السوريون، لأن للمسرح ظروفه ومساحته ويحتاج إلى أرضية سليمة غير متوفرة حالياً. أما بالنسبة إلى الأكاديميين الذين يتخرجون في الجامعات فإنهم يشاركون في عدد من الأعمال المسرحية لكي يشعروا أنهم في المكان الصحيح، ولكن عندما تفتح الأبواب أمامهم وتأتيهم عروض للمشاركة في أعمال سينمائية أو تلفزيونية فإنهم سينتقلون مثلنا إلى المهنة”.
هيام بنوت – اندبندنت
Follow Us: