أثار خبر فقدان السيطرة على صاروخ فضائي صيني مخاوف حول العالم، بخاصة أن العلماء غير قادرين على التنبّؤ بمكان سقوطه المتوقع أن يحدث اليوم السبت أو غداً أثناء عودته من الفضاء بعد أن خرج عن السيطرة.
تشغل بقايا صاروخ صيني ضخم قد يسقط على الأرض، بال كثيرين حول العالم، وخصوصاً مع تضارب الأنباء بشأن موعد وصوله، ومكان سقوطه، والآثار المحتملة لذلك.
يُتوقع سقوط حطام صاروخ صينيّ على الأرض اليوم السبت أو غداً، أثناء عودته من الفضاء بعد أن خرج عن السيطرة.
وتعدّ احتمالية سقوط حطام الصاروخ الصيني في منطقة مأهولة بالسكان مسألة بعيدة جداً. لكنها مع ذلك تثير تساؤلات حول تحمّل الدول على اختلافها مسؤولية حطام مركباتها الفضائية.
وأطلقت الصين حديثاً عدداً من الصواريخ باتجاه محطتها الفضائية التي لم تكتمل بعد، والمعروفة باسم “تيانغونغ”، ولكن يبدو أن بكين أحياناً تفقد التحكم والسيطرة على هذه الصواريخ لدى عودتها من الفضاء.
مكان السقوط
وقال مركز الفلك الدولي إنه لا يمكن لأي جهة في العالم معرفة المكان والموعد الذي سيسقط فيه هذا الحطام، إذ إن عملية التنبؤ تشوبها عوامل عدم الدقة لأسباب مختلفة منها معرفة الهيئة التي سيدخل فيها الحطام إلى الغلاف الجوي، ومعرفة كثافة الغلاف الجوي العلوي بدقة لحظة الدخول إذ تتغير بتغير النشاط الشمسي.
وأوضح المركز أنه “حتى لحظة كتابة هذا التقرير تشير تنبؤات وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن موعد السقوط هو يوم 30 يوليو/تموز في الساعة 18:39 توقيت غرينتش بهامش خطأ مقداره زائد ناقص 15 ساعة، في حين تشير توقعات برنامج متابعة سقوط الأقمار الصناعية التابع لمركز الفلك الدولي إلى أن الموعد المتوقع هو يوم 30 يوليو/تموز في الساعة 12:48 توقيت غرينتش زائد ناقص 11 ساعة”.
وشرح المركز أن “الخطوط الخضراء والحمراء تشير إلى الأماكن التي قد يسقط فيها القمر الصناعي ضمن هامش خطأ مقداره زائد ناقص 11 ساعة. ستتغير هذه الخريطة بمرور الوقت، وكلما اقتربنا من موعد السقوط سيقل هامش الخطأ وستقل الأماكن المرشحة ليسقط الحطام فوقها، ولكن بكل تأكيد حتى قبل ساعتين من موعد السقوط لا يمكن تحديد المكان والوقت بشكل دقيق، عادة يكون أقل هامش خطأ هو بحدود زائد ناقص ساعة واحدة، وإذا علمنا بأن الحطام هذا يلف الكرة الأرضية مرة واحدة كل 89 دقيقة فهذا يعني أن هامش خطأ مقداره ساعتين يعني أن مناطق شاسعة ستبقى مهددة بسقوط القمر الصناعي فوقها”.
ويشير مايكل بايرز، الأستاذ بجامعة كولومبيا البريطانية ومؤلف دراسة حديثة حول مخاطر وقوع ضحايا من الحطام الفضائي إلى أن احتمالات سقوط حطام الصاروخ على الأشخاص أو الممتلكات منخفضة، لكن هذا لا يرجع إلى الإجراءات الوقائية أو الدفاعية بقدر ما يرجع إلى مقدار تغطية المحيطات لسطح الأرض.
وأوضح بايرز أن الحطام الفضائي يشكّل خطراً ضئيلاً للغاية على البشر، ولكن من الممكن أن تتسبب أجزاء الصاروخ في الضرر إذا هبطت في مناطق مأهولة، بخاصة مع الزيادة في النفايات الفضائية التي رفعت احتمالية حوادث كتلك بالأخص في جنوب الكرة الأرضية.
ويوجد جسم الصاروخ الفارغ الآن في مدار بيضاوي حول الأرض حيث يتعرض للسحْب في طريق عودةٍ خارجة عن السيطرة. ويُتوقع عودة الصاروخ إلى الأرض في نحو الساعة 00:24 بتوقيت غرينيتش يوم الأحد، أو قبل ذلك أو بعده بـ16 ساعة، حسب شركة أيروسبيس غير الربحية للاستشارات الفضائية التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها.
مبعث قلق
ومن السابق لأوانه تحديد مكان سقوط حطام الصاروخ البالغ وزنه 25 طناً على الأرض. وحسب توقعات أيروسبيس تتسع رقعة المناطق التي يُحتمل سقوط الحطام بها لتشمل كلاً من: الولايات المتحدة، وإفريقيا، وأستراليا، والبرازيل، والهند، وجنوب شرق آسيا.
ويقول الخبير شون غولدزبورا مدير الشركة الشمالية للفضاء والأمن التي تتخذ من بريطانيا مقراً لها إنه “فيما يتعلق بصاروخ لونغ مارش 5 الذي جرى إطلاقه قبل خمسة أيام لا خطة عودة معلومة، تماماً كما كان في عمليات الإطلاق السابقة”.
وأضاف غولدزبورا لبي بي سي أن “فقْد الاتصال، مصحوباً بما يمكن اعتباره نتائج غير متوقَّعة لعمليتَي الإطلاق السابقتين، هما مبعث القلق”.
ويُعتبَر تصميم المركبات بحيث تتفكك لدى عودتها إلى الغلاف الجوي للأرض إحدى أولويات مشغّلي المركبات الفضائية. ويمكن عمل ذلك عبر استخدام مواد تذوب عند درجات حرارة منخفضة كالألومنيوم.
انتقادات للصين
وكانت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية الصينية اتهمت يوم الثلاثاء الإعلام الغربي بشنّ حملة تشويه تقودها الولايات المتحدة ضد صاروخ لونغ مارش5.
وسبق لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا أنْ وجّهت دعوات إلى نظيرتها الصينية لتصمّم الأخيرة صواريخها بحيث تتفكّك أجسامها إلى أجزاء متناهية الصغر لدى عودتها، كما هو متبّع دولياً.
بالمقابل قالت الحكومة الصينية يوم الأربعاء إن عودة الصاروخ لا تشكل سوى تهديد ضئيل لأي شخص على وجه الأرض، لأن أغلب الظن أنه سيسقط في البحر. لكن مع ذلك توجد احتمالية سقوط حطام الصاروخ فوق منطقة مأهولة، كما حدث في مايو/أيار 2020 عندما تسبب حطام الصاروخ في تدمير عقارات في ساحل العاج.
وتعرضت الصين العام الماضي لانتقادات شديدة بسبب تعاملها مع الحطام الفضائي بعد أن أطلقت صاروخاً مماثلاً، وغرقت بقاياه في المحيط الهندي بالقرب من جزر المالديف بعد 10 أيام من الإطلاق.
Our latest prediction for #CZ5B rocket body reentry is:
🚀 31 Jul 2022 07:34 UTC ± 22 hours
Reentry will be along one of the ground tracks shown here. It is still too early to determine a meaningful debris footprint. Follow this page for updates: https://t.co/SxrMtcJnj0 pic.twitter.com/MwWiF85iPI— The Aerospace Corporation (@AerospaceCorp) July 26, 2022
Follow Us: