الأحد, نوفمبر 24
Banner

فيسبوك تحذف الأدلة على جرائم الحرب

تزدهر السوق السوداء للبضائع المنهوبة عبر منصة فيسبوك، وحظرت الشركة بيع القطع الأثرية التاريخية في شهر يونيو.

وهناك العديد من المنشورات باللغة العربية التي تروج لمثل هذه البضائع المنهوبة، وتفتقر المنصة إلى الخبرة اللازمة لتطبيق سياستها الجديدة بشكل صحيح.

ويقول الخبراء: عندما تكون فيسبوك قادرة على تحديد المجموعات التي تنتهك إرشاداتها، فإنها تحذفها ببساطة، وتشطب الوثائق المهمة للباحثين الذين يدرسون الفن المسروق.

وتقول (كاتي بول) Katie Paul، المديرة المشاركة لمشروع الآثار: هذا دليل حاسم على جرائم الحرب، وقد أوجدت فيسبوك مشكلة، وبدلاً من تحويلها إلى شيء يمكنها المساهمة فيه، فإنها تزيد الأمر سوءًا.

ويعتبر الشرق الأوسط غنيًا بالقطع الأثرية الثقافية، وتتجاوز الآثار المترتبة على ذلك سرقة الفن، حيث أصبحت التحف المنهوبة مصدر تمويل رئيسي للمنظمات الإرهابية منذ عام 2014.

ومن الواضح أن سوق البضائع المسروقة ليس منظمًا مثل سوق تهريب المخدرات ومبيعات الأسلحة.

ونشر تاجر فنون في درنة بليبيا في 24 أكتوبر 2020 سلسلة إعلانات تعرض للبيع تمثال يوناني روماني وتمثال نصفي من الرخام مغطى بغطاء رأس مسروقة من المتحف.

ونشر البائع صورًا للقطع ضمن مجموعات في فيسبوك خاصة بتهريب التحف تضم ما بين 5000 إلى 18000 عضو.

ويعرض المهربون عبر تلك المجموعات بثًا مباشرًا لأنشطة النهب، ويقدمون لبعضهم بعضًا نصائح حول الحفر وإيجاد مشترين للقطع التي لا تزال في الأرض.

ويراقب مشروع الآثار حاليًا 130 مجموعة خاصة بتهريب التحف.

ونشرت مجموعة في سوريا قوامها 340 ألف عضو منشورات تظهر اللصوص وهم يكشفون عن الفسيفساء، وقال أحد المستخدمين في التعليقات: لا يجب إزالة الفسيفساء، بينما قال مستخدم آخر ضاحكًا: تموت جوعًا من أجل تاريخ البلد.

وتعتبر المشكلة خطيرة بشكل خاص في مناطق النزاع النشطة حيث إن الاتجار بالآثار جريمة حرب.

ويفقد الباحثون القدرة على تتبع الممتلكات الثقافية وإعادتها إلى المجتمعات الضحية عندما تزيل فيسبوك الأدلة، كما يفقدون الأمل في تحديد أولئك المجرمين.

وقال (جيف دوتش) Jeff Deutch، الباحث في الأرشيف السوري، فيما يتعلق بمقاطع الفيديو التي توثق انتهاكات حقوق الإنسان: نحن لا نقول إن هذا المحتوى يجب أن يظل علنيًا إلى الأبد، لكن من المهم أن تتم أرشفته.

وأضاف: يجب أن يكون هذا المحتوى متاحًا للباحثين ومجموعات حقوق الإنسان والأكاديميين والمحامين لاستخدامه في المساءلة القانونية.

وكان لمركز فيسبوك للخصوصية فوائد غير مقصودة في حالة مهربي الأعمال الفنية، حيث يستخدم المجرمون مجموعات سرية ورسائل مشفرة للقيام بنشاط غير مشروع.

وكتب مشروع الآثار في تقرير: وفرت فيسبوك فرصًا للمنظمات المتطرفة العنيفة والجماعات الإجرامية للعمل على مرأى من الجميع دون أي سبل انتصاف.

Leave A Reply