كتبت “الشرق” تقول: لم يعد من مجال للشك، ان ثمة رهاناً جديداً معقودا على حركة متعددة الطرف، محليا وخارجيا، يُراد منها أن تُخرج الحكومة العتيدة الى النور قبل موعد الاستحقاق الرئاسي، مخافة الفراغ والاشكاليات الدستورية، في حين يشد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي حزام الصمت حتى حده الأقصى متجنبا الخوض في الملف الحكومي، وينصرف الى معالجة قضية الدولار الجمركي التي ملأت فضاء المتابعات السياسية والاقتصادية اليوم نسبة لتداعياتها البالغة السلبية، إن تم اعتماد سعر العشرين الف ليرة.
وفيما لا لقاء سجل بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس ميقاتي، بدا الدولار الجمركي مدار أخذ ورد رسميين قد يبعدان من جديد إقراره.
الحزب يرفضه
في هذا الاطار، وغداة اجتماع خصص للملف بين ميقاتي ووزير المال يوسف الخليل، صدر عن وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال مصطفى بيرم بيان حول موقفه من تعديل الدولار الجمركي، جاء فيه: يهم الوزير بيرم أن يشير إلى عبارة وردت في كتاب لرئيس الحكومة ولوزير المال في حكومة تصريف الأعمال حول ما يصطلح عليه بالدولار الجمركي وإشارة ميقاتي إلى التوافق عليه في جلسة السرايا الحكومية التي جمعت الوزراء كافة بهدف التشاور في القضايا العامة. علما أن لا صفة رسمية لهذا اللقاء بتأكيد من الرئيس ميقاتي نفسه سواء في الشكل أو المضمون، حيث يجب توضيح أن ما حصل حول موضوع الدولار الجمركي كان على أثر كلام في القانون حول توافر صلاحية استثنائية تجيز لوزير المال تعديل هذا الدولار وتم إعلامنا بذلك (من باب أخذ العلم) وحسب من دون طلب الموافقة من عدمها نظرا إلى ان الجلسة ليست رسمية ولا تخضع لآلية التصويت كما أسلفنا .ولو كنا في جلسة رسمية لما كنا وافقنا خصوصا بالقيمة التي تم عرضها. وعليه، فإننا على موقفنا المتحفظ أصلا خصوصا على المبلغ المذكور حديثا (20 ألفاً) في ظل بعض الغموض في السلع المستهدفة او المعفاة فضلا عن عدم توافر آلية ضبط اداء بعض التجار وتفلت الأسعار. لذلك اقتضى التوضيح والبيان”.
الهيئات على الخط
وفي السياق، وعلى وقع الارتفاع المطرد لسعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء وعلى منصّة “صيرفة”، تزور الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير السابق محمد شقير رئيس حكومة تصريف الأعمال قبل ظهر الإثنين المقبل، وفي جعبتها برنامجاً بالملاحظات والأرقام حول رفع سعر “الدولار الجمركي” وشرحاً للتأثيرات التي يمكن أن يتركها طرح اعتماد سعر الـ20,000 ليرة على القطاعات الاقتصادية والتجارية وسوق الاستهلاك… مع طرح الحلول البديلة على نحو “لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم”.. وفي انتظار نتائج اللقاء، يقول الأمين العام للهيئات الاقتصادية رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس: “كل كلام عن اعتماد سعر 20,000 ليرة للدولار الجمركي، هو كلام خطير جداً لأنه يضرب كل التوازنات الاقتصادية والاجتماعية ويفتح باب التهريب على مصراعَيه، ويؤدي إلى إفلاس مجموعة كبيرة من المؤسسات والمحال التجارية والمستورِدين، كذلك يضرب تقديرات الدولة في تحصيل وارداتها لأن الاستهلاك سيتراجع تلقائياً، كما أنه سيُشعِل نار التضخّم إلى حدّ بعيد”. ويُضيف: من هنا، نصرّ على أنه إذا كان لا بدّ من “دولار جمركي” جديد فيجب ألا يتجاوز الـ8000 ليرة…
ارتفاع الاسعار
وتأتي مناقشة ملف الدولار الجمركي، بينما سعر صرف الدولار يحلّق رافعا اسعار كل السلع، وعلى وقع ارتفاع في اسعار المحروقات امس. فقد أصدرت وزارة الطاقة والمياه، جدولاً جديداً للأسعار اليوم جاء فيه: -1 بنزين 95 أوكتان: 575 ألف ليرة (+3000) -2 بنزين 98 أوكتان: 588 ألف ليرة (+4000) -3 الديزل (المازوت): 690 ألف ليرة (+27000)-الغاز: 328 ألف ليرة (+7000).
سجال النزوح
اما على ضفة النزوح، فمزيد من السجالات داخل البيت الحكومي. فقد أكد وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال، عصام شرف الدين أن “الوثائق موجودة بتكليفي رسميا لكي اتفاوض واتابع مع الدولة السورية لعودة النازحين الى بلادهم. وتابع في تصاريح اعلامية “حاولت مقابلة ميقاتي لكنه لم يتجاوب”، مضيفا “رئيس الحكومة رجل أعمال كبير ولديه مؤسساته في الغرب اي الدول المانحة ولا يريد أن يختلف معهم ولو على حساب الشعب اللبناني. وقال: انا على خلاف مع الرئيس نجيب ميقاتي بكل ما يطرح من مواضيع اقتصادية وكل ما وصلنا اليه بموضوع النازحين وفخور بأن ميقاتي شطب اسمي من تشكيلته الحكومية الجديدة. وتابع: ميقاتي رفض اقتراح ضريبة التضامن الاجتماعي وقال انه سيدرجها ضمن خطة التعافي وهو لم يضعها في الخطة.
بوحبيب وطراف
وكان وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب التقى سفير الاتحاد الاوروبي لدى لبنان رالف طراف وتم البحث في العلاقات بين الاتحاد الاوروبي ولبنان وملف النزوح السوري.
شكر فرنسي
في الغضون، اكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في رسالة وجهها الى الرئيس عون أنه يعلّق اهمية كبيرة على ما يجمع لبنان وفرنسا من علاقات، وانه حريص على العمل دائماً من اجل تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة. وشكر الرئيس الفرنسي رئيس الجمهورية على رسالة التهنئة التي وجهها اليه لمناسبة العيد الوطني الفرنسي معرباً عن تأثره بمضمونها ومعبّراً عن امتنانه العميق لمبادرة الرئيس عون.