السبت, نوفمبر 23
Banner

وقفة صَدريّة لبري: عنوان المرحلة الصعبة

صلاح سلام – اللواء

لا ضرورة لإنتظار الواحد والثلاثين من آب كل عام، للتذكر كم نحن اليوم بحاجة إلى قيادات بحجم الإمام موسى الصدر، بكل ما كان يُمثل من حكمة وحنكة، ومن إخلاص وصفاء، ومن شجاعة وإقدام.

أشعل الشرارة الأولى التي أطلقت حركة إستنهاض البيئة الشيعية، وكسر قيود الإقطاعية البغيضة التي أحكمت قبضتها السياسية والإجتماعية على ثاني أكبر طائفة في لبنان، وحرمت البلاد والعباد من طاقات واعدة لتحقيق النمو المنشود في بلاد جبل عامل بالذات، وبنسب أقل في بعلبك والهرمل.

غير أن حركة الإمام النهضوية لم تقتصر على الدائرة الشيعية، بل حاول إيصالها عبر الخطاب الوطني إلى نخب الطوائف الأخرى، مؤكداً أهمية تعزيز عرى الوحدة الوطنية على أسس العدالة والمساواة بين أبناء الوطن، والعمل على معالجة الشعور بالغبن والإحباط لدى المسلمين.

وعندما إندلعت أولى موجات العنف في بداية حرب السنتين في نيسان١٩٧٥، سارع إلى الإعتصام مع كوكبة من الكتّاب والمفكرين وأساتذة الجامعات من طوائف مختلفة في مسجد العاملية في منطقة رأس النبع في بيروت، إحتجاجاً على إستخدام القوة بدل الحوار بين الأطراف اللبنانية المتحاربة. ولكن رياح المؤامرة العاتية كانت أقوى من الإرادات الطيبة، والنوايا المخلصة لإنقاذ الوطن، من إنفجار أطاح بالنموذج الديموقراطي الوحيد في الشرق الأوسط.

خطاب الرئيس نبيه بري إستعاد العديد من مشاهد ومواقف الإمام الصدر، في التصدي للمشكلات والأزمات التي يتخبط فيها البلد اليوم، من خلال وضع إصبعه على الجرح، بل على الجروح، التي تنهش بجسم الوطن، وعجز أهل القرار عن إتخاذ القرارات المناسبة تحت شعار: ما خلّونا نشتغل!!

وضرب الرئيس بري مثلاً بالتهرب من تشكيل الهيئة الناظمة للكهرباء، وتداعياتها المدمرة على هذا القطاع الذي إستهلك أكثر من ثلث المديونية العامة، وحوّل لبنان إلى بلد العتمة الوحيد في العالم، وحال دون الحصول على الغاز من مصر، وإستجرار الكهرباء من الأردن، وإقرار القرض المنتظر من البنك الدولي. والمعروف أن معارضة باسيل ووزراء التيار هي التي حالت دون تشكيل الهيئة بذريعة أنها تحد من صلاحيات الوزير، أي تُقيّد حريته في عقد الصفقات والإتفاقات الملتبسة!

لا مجال للخوض في خطاب الرئيس بري في هذه العجالة، ولكن يمكن القول ببساطة أن بعض مفاصله ستكون عنوان المرحلة الصعبة في البلد.

Leave A Reply