الأحد, نوفمبر 24
Banner

آخر أسبوع من عمر العهد: ترسيم وتصعيد عوني مستمرّ

كتبت صحيفة “الشرق” تقول: في الأسبوع الاخير من عمر ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تتزاحم المحطات، مِن جلسة “لا انتخاب” رئيس اليوم الاثنين، الى زيارة الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين لبنان لتوقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، الى زيارة وفد قبرصي لبحث الترسيم ايضا مرورا بمغادرة قافلة نازحين سوريين من لبنان الى بلادهم، وصولا الى المحطة الابرز التي ستنقل البلاد من مرحلة الى اخرى، بمغادرة عون قصر بعبدا الاحد المقبل بمواكبة شعبية برتقالية، طاويا صفحة من كتاب تاريخ لبنان الحديث سيبقى للاجيال والايام المقبلة الحكم عليها… لكن هذه الاستحقاقات كلّها تحصل وسط اجواء ضاغطة وقاتمة سياسيا ومعيشيا واقتصاديا وحتى صحيا، تبشّر كلّها، بمرحلةٍ صعبة يتجه نحوها لبنان واللبنانيون المنهاران. ذلك ان الشغور يزحف الى الكرسي الاول مترافقا على الارجح مع شغورٍ حكومي ستُفاقم خطورتَه سجالاتٌ طائفية و”دستورية” بدأت تباشيرها تظهر منذ الآن.

تصعيد رئاسي؟

رئيس الجمهورية قد يخاطب اللبنانيين تلفزيونيا في قابل الايام وسيعلن في اطلالته، عن سلسلة اجراءات سيتّخذها لحصر صلاحيات حكومة تصريف الاعمال، علما انه نفى في بيان نيته توقيع مرسوم استقالة “معا للانقاذ”، وتزامنا مع هذا التصعيد، سيوعز رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى وزرائه ووزراء العهد في الحكومة، بوقف ممارسة مهامهم في وزاراتهم، في معادلةٍ ستضع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في موقع حرج. لكن الاخير، وفق المصادر، لا يبدو حتى الساعة، مستعدا للتراجع امام شروط باسيل لتشكيل حكومة جديدة وهو يؤكد ان حكومته محصّنة دستوريا وقادرة على ادارة البلاد في فترة الفراغ الرئاسي، حتى انه يستعد للمشاركة في القمة العربية في الجزائر غداة 31 تشرين الاول. لكن وفق المصادر، فإن حزب الله والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم سيواصلان وساطاتهما حكوميا، مع ميرنا الشالوحي ومع السراي، الا ان حظوظ فشلهما ونجاحهما في مهمتهما، قبل انتهاء عهد عون، متساوية مع ترجيحٍ بسيط لكفة الفشل.

لا انتخاب

رئاسيا، الوضع ليس افضل حالا. فالفراغ يزحف نحو بعبدا مع اصرار فريق 8 آذار والتيار الوطني الحر على تعطيل النصاب الى ان يتم التوافق على اسم مرشح. ووفق المصادر، السيناريو السلبي ذاته سيتكرر الاثنين المقبل، وهذه المرة، حتى الجولة الانتخابية الاولى قد لا تُعقد.

لمواكبة دولية

في المواقف من الاستحقاق، حمّل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي زارت معراب، رسالة إلى المجتمع الدولي يناشده من خلالها مواكبة لبنان والعمل على ضمان إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، “لمنع البلد من الانزلاق نحو فراغ لا يريده أحد، ولا يمكن ان يتحمله اللبنانيون”.

فرنجية توافقي

الى ذلك، اشار وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري إلى أن “رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لم يعلن ترشحه حتى الآن لئلا يكون هذا الإعلان سببا لمزيد من التجاذب، وبخاصة أن فرنجية منفتح على الجميع وتوافقي بامتياز، وفي الوقت عينه لديه خط وطني واضح، بالإضافة إلى أن الجميع يعرفون أنه ليس وصوليا، وبالتالي لا يقبل الخضوع لأي ابتزاز أو مساومات من أجل الكرسي”.

بين التوافق والتحدي

وفي وقت تعتبر احزاب المعارضة من القوات اللبنانية الى الكتائب والاحرار وكتلة تجدد وعدد من المستقلين ان التوافق على مرشح مع 8 آذار مستحيل لان لا امكانية للتوفيق بين الدويلة والدولة، اشار عضو لبنان القوي النائب سيزار أبي خليل إلى أن “التيار تعمد عبر وضع الورقة الرئاسية إطلاق حوار مع الفرقاء السياسيين”، لافتا إلى “ضرورة التوافق على إسم لرئاسة الجمهورية”. في المقابل، غرد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم عبر تويتر كاتبا “تهريب مازوت مضروب الى لبنان من محور المُمانعة وتهريب مرسوم تجنيس لبناني لمحور المُمانعة. التهريب أساس مصائبنا وخسائرنا وانهيارنا نُردّدها من سنوات. نعم نُريد رئيس تحدّ لمحاربة التهريب المُنظّم من محور المُمانعة”.

الخليل وقائد الجيش

دائما على الضفة الرئاسية، برز موقف للنائب السابق انور الخليل دعا فيه النواب إلى “انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية لما يتمتع به من مواصفات يحتاجها لبنان في هذه المرحلة”. وقد سألت اوساط متابعة عما اذا كان موقف خليل يحمل في طياته شيئا من توجهات الرئيس نبيه بري الرئاسية للمرحلة المقبلة. وسأل الخليل “لماذا نريد إضاعة الوقت وإبقاء الشغور مسرحاً للأحداث فنحن لا نملك ترف إضاعة مزيد من الوقت”، مضيفا “أما لبعض القوى السياسية والكتل النيابية ممن لديهم موقف مبدئي من تولي شخصيات عسكرية مسؤوليات مدنية، فأشير إلى عدد من البلدان المتجذرة فيها الديموقراطية كالولايات المتحدة حيث كان الجنرال أيزنهاور من أهم رؤسائها وكذلك فرنسا التي رأس جمهوريتها الجنرال ديغول”.

توقيع الاتفاق

على صعيد آخر، يستعد لبنان الرسمي لاستقبال هوكشتاين وتوقيع اتفاق الترسيم، ويُرجّح ان يصل الى بيروت منتصف الاسبوع الطالع. وبحسب ما تقول مصادر مطّلعة لـ”المركزية”، فإن الاتصالات تدور في الكواليس بين المقار الرئاسية، لتحديد شكل التوقيع على الاتفاق في الناقورة، وتحديد مَن سيمثّل لبنان في العملية هذه.

عودة النازحين

من جهة ثانية، يعود نحو 6 آلاف نازح سوري الاربعاء من لبنان الى سوريا، في ثلاثة قوافل، في قرار اتخذته الدولتان اللبنانية والسورية، لا يحظى بدعم المجتمع الدولي. وليس بعيدا، علم ان دمشق قررت تعيين ايمن سوسان، وهو موظف في وزارة الخارجية السورية، خلفا لعلي عبدالكريم علي الذي شغل منصب سفير سوريا في لبنان منذ انطلاق تبادل العلاقات الديبلوماسية بين الدولتين عام 2009

Leave A Reply