رامح حمية – الأخبار
لا يزال فقدان الطابع المالي الشغل الشاغل للمواطنين الذين تعرقلت معاملاتهم الرسمية في مختلف الإدارات العامة منذ نحو أسبوعين. فبعد صدور التعميم الذي يحمل الرقم 98 من المدير العام للأحوال الشخصية، والذي يطلب فيه إلى كلّ رؤساء الدوائر وأقلام النفوس «التقيّد بالرسوم المذكورة في الموازنة، والواجب استيفاؤها بطوابع مالية تُلصق على متن المستندات» على اختلافها، بقيمة 20 ألف ليرة لاستصدار بيانات قيد أو وثائق وقوعات، وأصحاب المعاملات يصولون ويجولون بحثاً عن طابع لإنجاز معاملاتهم من دون جدوى.
«بلد عجيب غريب… توافرت الطوابع في زحلة، وعندنا ببعلبك آلاف معاملات الناس متوقفة. بتبرم بعلبك من بابها لمحرابها ما بتلاقي فيها طابع»، يقول رئيس رابطة مخاتير بعلبك علي عثمان لـ«الأخبار»، مؤكداً أن ثمة مواطنين «يبكون» لعدم تمكنهم من إنجاز معاملاتهم «فمنهم من حُرم من التسجيل في الجامعة، ومنهم من خسر موعده مع سفارة إحدى الدول، أو مع الأمن العام لاستصدار جواز سفر». ويسأل عثمان «المسؤولين وعلى رأسهم وزير المالية لماذا تعامل بعلبك الهرمل بهذه الطريقة؟ ولماذا لا يتمّ تسليم الطوابع للمخاتير لإنجاز معاملات المواطنين؟».
أصحاب رخص بيع الطوابع الرسمية أكدوا لـ«الأخبار» عدم استلام الطوابع من المالية من أي فئة منذ أسبوعين، مشدّدين على عدم توافر الطوابع إلا لدى «بعض المحتكرين الذين يشترون الطوابع ويخزّنونها لبيعها بأسعار السوق السوداء بعد نفاد الكميات لدى أصحاب الرخص». ويؤكد أحدهم أن طابع العشرة آلاف يباع حالياً في بعلبك الهرمل بـ40 ألف ليرة، فيما يباع طابع الألف بـ25 ألف ليرة، موضحاً أنه كان ينتظر أن يتسلّم وزملاؤه طوابع في 14 من الشهر الجاري، لكننا لم نتسلم من محتسبية مالية بعلبك بسبب «عطل فني في شبكة الإنترنت التي تربط المحتسبية في بعلبك بوزارة المالية في بيروت، والعطل لا يزال مستمراً رغم المواعيد الثلاثة التي حدّدت لاحقاً لتسلّم الطوابع».
عطل فني في شبكة الإنترنت التي تربط المحتسبية في بعلبك بوزارة المالية
وبالفعل فقد أكدت مصادر في مالية بعلبك وجود «عطل فني في الربط بين محتسبية بعلبك ووزارة المالية منذ أكثر من عشرة أيام، وقد تم إبلاغ المركز الإلكتروني في الوزارة وحتى اليوم لم يتم إصلاح العطل». مصدر مسؤول في أوجيرو أكد لـ«الأخبار» أن المشكلة ليست عند أوجيرو، «وإنما لدى وزارة المالية نفسها وكيفية الربط التي تعتمدها مع مراكزها في المناطق، إذ لا وجود لخطوط هاتفية تابعة للمالية عندنا، ونحن على استعداد لتصليح الأعطال في ما خصّ الخطوط التابعة لنا، وجاهزون لتقديم يد العون إذا ما تم إبلاغنا عن ماهية المشكلة لكننا حتى اليوم لم نتبلغ عن عطل»!