الجمعة, نوفمبر 29
Banner

امتار تفصل لبنان عن الانهيار وارتفاع ملحوظ في معدلات الجريمة

كتبت صحيفة “الديار” تقول: الحراك الداخلي الرئاسي «طق حنك وضحك على الدقون» ومسلسل الجلسات الرئاسية الاسبوعية طويل، ولا احد يعرف موعد الحلقة الاخيرة طالما هذا الاستحقاق ما زال على «الرف» عند الادارة الاميركية، التي تمسك بمفاصله الكبرى والصغرى، وحسب المطلعين على الموقف الاميركي، فان الاستحقاق الرئاسي ما زال في مرحلة» جس النبض» و»الحديث بالعموميات»، لكن الاميركيين ما زالوا ماخوذين ومندهشين من الاجواء والاتصالات التي رافقت وانتجت اتفاق الترسيم البحري، و»براغماتية» حزب الله في ايصاله الى خواتيمه المعروفة، وهناك قسم وازن من الفريق الاميركي الذي يدير الملف اللبناني يرغبون بانجاز الاستحقاق الرئاسي كما انجز اتفاق الترسيم، عبر اتصالات غير مباشرة بين الادارة الاميركية وحزب الله، والوصول الى اسم توافقي مشترك يدير الازمة حتى انقشاع مستقبل المنطقة، وف المعلومات في هذا الاطار، ان سفراء اميركيين سابقين عملوا في بيروت، ما زالوا في ادارة القسم اللبناني في الخارجية الاميركية اجروا اتصالات منذ اسبوع مع اصدقاء لبنانيين محسوبين على المجتمع المدني ويتواصلون مع حزب الله، واستفسروا عن موقف الحزب وعن ٤ اسماء بعضها متداول وجميعهم من الصف الثاني، لكنهم لم يحددوا اي موعد لبدء التحرك الاميركي رئاسيا.

باسيل والقطريون

من جهة اخرى، ابدى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ارتياحه امام اصدقائه للعلاقة المتينة مع قطر ووقوفهم الى جانبه، والعمل على رفع العقوبات الاميركية عنه، لكن رئيس التيار صارح الاصدقاء بان القطريين لم يتمكنوا حتى الان من فتح ابواب واشنطن امامه رغم تدخلات الامير تميم، وكان الرد الاميركي ان الاجراءات ضد باسيل قضائية، ولا احد يستطيع التدخل في ملفات تتعلق برفع العقوبات الا عبر المسار القضائي، ومن حقه اللجوء الى خطوات قضائية لرفع العقوبات اذا اقتنع القضاء الاميركي بالملف الذي قدم من قبل محامي باسيل بالتعاون مع محامين اميركيين بارزين، وعلى ضوء المسار القضائي يحدد الموقف النهائي، ويبدو باسيل مرتاحا لمسار الاجراءات القضائية ويتعامل مع العقوبات كانها باتت من الماضي.

اما على صعيد الملف الرئاسي، فان باسيل ما زال على موقفه الرافض وصول سليمان فرنجية الى بعبدا، ولم ياخذ حتى الان في كل النصائح التي اسديت له من الحلفاء والاصدقاء لتليين موقفه، مع تاكيده على عمق العلاقة مع حزب الله والتنسيق في مختلف المجالات، حتى ان اجتماع الاحزاب الوطنية الاخير عقد في ميرنا الشالوحي برئاسة نائب رئيس التيار مي خريش وحضور الحاج محمود قماطي وسائر الاحزاب الوطنية.

التقارب بين القوات والمردة مستحيل

عداد الجلسات الرئاسية الى ازدياد، والحركة الداخلية بلا بركة، والمشهد في جلسة اليوم الرئاسية لن يتغير بين ميشال معوض والورقة البيضاء واسماء اخرى، اما لجهة التسريبات عن تبدلات في مواقف القوات اللبنانية من الاستحقاق الرئاسي، فقد نفت القوات اللبنانية اي امكانية للتوافق مع المردة رئاسيا، واشارت الى ان اتفاق معراب لن يتكرر، وكانت له ظروفه وحيثياته وتراجع جبران باسيل عن كل بنوده الـ ١٠ فور وصوله الى بعبدا، هذا المنحى انتهى، وهناك خلافات عميقة وتباينات مع المردة حول مستقبل لبنان والعلاقة مع سوريا، وان خيار القوات واضح لجهة وصول رئيس سيادي.

حزب الله وفرنجية

التطورات المتلاحقة والخطيرة في المنطقة ربما فرضت على حزب الله الاسراع باعلان خطة « الف « وتبني ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، ولا خطة « باء» لدى الحزب خلافا لما يروج اعلاميا، وهذا القرار واضح وابلغ للجميع، ويشبه القرار الذي اتخذه الحزب عام ٢٠١٦ لصالح وصول العماد ميشال عون الى بعبدا، واعلن سماحة السيد حسن نصرالله يومها الخطة» الف» الداعمة لميشال عون وبان لا خطة «باء» لحزب الله، والمشهد السياسي يتكرر اليوم لصالح سليمان فرنجية، لكن الحزب لن يعلن دعمه لفرنجية قبل اعلان الاخير ترشحه رسميا للرئاسة، هذا الموقف لحزب الله ينقله المطلعون على اجواء الحزب من حلفاء واصدقاء الذين وضعوا باجواء قرار مجلس الشورى في دعم فرنجية، وحزب الله لا يتخذ قرارا في هذا الحجم الا بعد نقاشات طويلة ومستفيضة ودراسة المعطيات التي حتمت هذا الخيار، ولا يتعامل « مع الاحداث على « القطعة» ولا يبدل مواقفه كل ٢٤ساعة، و القرار بدعم فرنجية حسب المطلعين، لا يؤثر مطلقا على العلاقة بين حزب الله والجيش اللبناني القائمة على الاحترام المتبادل والتنسيق في ملفات عديدة وتبادل المعلومات اليومية في شان الشبكات الاسرائيلية والخلايا الداعشية وملاحقتهما، كما ان العماد جوزاف عون لم يفاتح حزب الله برغبته في الترشح لرئاسة الجمهورية.

وحسب المطلعين ايضا، فان التواصل بين حزب الله وجنبلاط والنواب المستقلين وقسم من التغيريين مفتوح ولم ينقطع، رغم ان البعض منهم يتمسك بسرية الاتصالات.

فرنجية والسعودية

وحسب المطلعين، فان دبلومسية المخابرات «القائمة بين سوريا والعراق ومصر وتركيا والرياض والاردن خففت الكثير من المشاكل بين هذه الدول، وتحديدا بين سوريا والرياض». وفي المعلومات ان شقيق مرجع كبير تربطه علاقة متينة بالرياض وفرنجية زار السعودية والتقى مسؤولين سياسيين وامنيين وطرح تصوره للاستحقاق الرئاسي شارحا موقف فرنجية من كافة القضايا واتفاق الطائف، واكتفى المسؤولون السعوديون بالاستماع فقط، ولم يصدر عنهم اي تعليق. في المقابل، فان السفير السعودي في بيروت سال اصدقاء مشتركين بينه وبين فرنجية عن نظرة فرنجية للعلاقة مع سعد الحريري في ظل الصداقة المتينة بين رئيسي المردة والمستقبل؟ وهل ستسند للحريري وتياره ادوار معينة اذا وصل فرنجية الى بعبدا ؟، ناقلا موقفا حازما برفض اي تعامل مع الحريري.

وحسب المطلعين، فان ميقاتي لو كان يدرك ان تاييده لفرنجية سيعرضه للغضب السعودي لتريث في اعلان الدعم.

ارسلان والبخاري

وفي تطور لافت، لبى رئيس الحزب الديموقراطي طلال ارسلان دعوة السفير السعودي وليد البخاري لتناول طعام الغداء في السفارة، وكانت الاجواء ودية وتطرقت الى مختلف القضايا وازالت الغيوم التي سادت العلاقة بين الطرفين اثر تصريح البخاري بعد الانتخابات النيابية ونعيه حلفاء سوريا الذين سقطوا في الانتخابات وفي مقدمهم ارسلان، وقد فتح اللقاء صفحة جديدة في العلاقات.

لا جلسة لمجلس الوزراء

حاول الرئيس نجيب ميقاتي « جس النبض» في مسالة عقد جلسة لمجلس الوزراء اواخر الاسبوع القادم مبررا الاتجاه باقرار بنود مشاريع تتعلق بصرف الاموال لقطاعات عدة، وقد جوبهت تسريبات ميقاتي برفض مطلق من وزراء التيار الوطني الحر، فيما اعلن حزب الله، انه عندما توجه الدعوة رسميا يحدد الحزب موقفه ولا يعلق على تسريبات اعلامية، وحسب المعلومات، لا يمكن عقد جلسة لمجلس الوزراء في غياب المكون المسيحي الاساسي، وفي النهاية لا يمكن لحزب الله ترك التيار الوطني وحيدا في هذه المعممة، هذه المعطيات تؤكد ان لا جلسة لمجلس الوزراء في غياب رئيس الجمهورية، وهذا الموقف تجمع عليه كل المكونات المسيحية.

امتار قليلة تفصل عن الانهيار

الطريق الى بعبدا مقطوع والى امد طويل، ومسلسل الازمات يطال كل الملفات، ويجعل لبنان على بعد امتار من الانهيار، وفتح البلد على الفوضى والشلل مع تخوف الموظفين من تجميد الزيادات بعد تقديم طعن في المجلس الدستوري من نواب تغيريين بالمادة ١١١من الموازنة المتعلقة بالرواتب والزيادات، لكن وزير المالية يوسف خليل اعطى الاوامر لموظفي المالية بجدولة الرواتب على اساس ما اقر في الموازنة، والسؤال، هل يجمد الطعن العمل بالزيادات وبرفع الدولار الجمركي بدءا من اليوم، وقد اعترفت رابطة موظفي القطاع العام في بيان، انها لم تطلب من نواب التغيير العمل على تجميد الزيادة بل رفض احتسابها على سعر 4500 ليرة للدولار فيما سعر الصرف يتجاوز الـ 40 الفا.

اما على صعيد التعليم الرسمي الذي يلفظ انفاسه الاخيرة مع هجرة واسعة من المدارس الرسمية الى الخاصة، وحسب اعضاء في روابط المعلمين فان العام الدراسي لم ينتظم بعد، والبنك الدولي لم يفرج عن مساعدات الحوافز الاجتماعية ردا على رفض وزارة التربية دمج الطلاب اللبنانيين بالسوريين في دوام واحد، حتى بدلات النقل لم يتقاضاها المعلمون منذ سنة ونصف، فيما المدارس الجبلية تعاني من فقدان المازوت ووسائل التدفئة وارتفاع الحالات المرضية. كما ان الشلل سيتمدد بعد راس السنة الى قطاع الاتصالات نتيجة عدم القدرة على تامين المازوت للمراكز، وهذا النقص يطال محطات تأمين المياه.

القلق الاكبر يبقى من الهجرة المتزايدة والمرتفعة مع تجاوز اعداد المهاجرين الى بلاد الله الواسعة الـ 200 الف مواطن معظمهم من العائلات خلال عامي٢٠٢١ـ٢٠٢٢.

الوضع الامني

ويبقى الوضع الامني الطامة الكبرى التي تقلق الجميع، وهذا ما ظهر من خلال الاشتباكات العنيفة في برج البراجنة واستخدام الاسلحة الصاروخية لساعات، بالاضافة الى الارتفاع اليومي في معدلات الجريمة، واستسهال عمليات القتل باستخدام الاسلحة الحربية وغيرها، مقابل ذلك، يسجل العداد اليومي ارتفاعا في معدلات السرقات وعمليات الاحتيال بالتزامن مع ازمة اقتصادية تشكل البيئة الحاضنة لانتشار التطرف والارهاب مع تقارير عن انتشار مخيف للمخدرات على اختلافها في اوساط الشباب والطلاب، والحبل على الجرار «اذا لم يبادر المسؤولون الى الاسراع بانجاز الاستحقاق الرئاسي واعادة الانتظام الى عجلة الدولة».

Leave A Reply