جاء في صحيفة الديار :الوضع الحكومي والسياسي
هذه المرة لن يتم الاتفاق على التكليف قبل الاتفاق على التأليف، ولن تتكرر تجربة الرئيس المكلف مصطفى اديب الذي اعتذر نتيجة عدم اعطائه الصلاحية الكاملة لتسمية 14 وزيراً، وهو امر جعل الكتل النيابية الوازنة وخاصة كتلة حزب الله وكتلة حركة امل مع حلفائهما لا يقبلون بالعودة الى تجربة اديب الذي من اسباب اعتذاره ايضاً، عائلته التي كانت تتواصل معه هاتفياً وتطالبه بالعودة الى برلين وانها غير راغبة بالعودة الى بيروت او بقاء اديب في بيروت.
تجربة الرئيس اديب كانت صعبة للغاية بالنسبة للكتل النيابية، ولم يكن من الممكن القبول باختصار كل خيارات الكتل النيابية في التسمية باسم شخص الرئيس المكلف، وهي ظاهرة هي الاولى منذ اتفاق الطائف عام 1989 وحتى اليوم ، رغم ان رؤساء الحكومات السابقين الاربعة هم الذين وضعوا اديب تحت رعايتهم ونصائحهم، واذا عدنا الى الخريطة السياسية على مستوى رؤساء الحكومات الثابتين او المكلّفين، فاننا نجد ان الانتقال من الرئيس الحريري الى الرئيس حسان دياب الذي جاء من خلال اتفاق نفوذ الرئيس العماد ميشال عون ونفوذ حزب الله وحلفائه وخاصة حركة امل، نجد ان المسافة كانت بعيدة، كما كانت المسافة ابعد وابعد بكثير من دياب الى اديب، اذ تمّ الانتقال من حلف التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية مع حزب الله وحركة امل الى رئيس مكلف اختاره حلف الرؤساء الحكومات الاربعة بالتنسيق مع فرنسا، وهنا المسافة بين دياب واديب كانت ابعد بكثير من المسافة بين الحريري و دياب، لذلك سقط الرئىس حسان دياب وحكومته ، فيما فشل الرئىس المكلف اديب بتشكيل الحكومة، وكل ذلك لان الامر كان انتقالاً من الضفة اليسرى الى الضفة اليمنى وسط بحر هائج في نهر سياسي متقلّب جداً ومختلف سياسياً على تسمية الوزراء ونوعية الحكومة، لذلك تراجعت المبادرة الفرنسية مع اعتذار اديب.
روسيا دخلت على الخط الحكومي، وقد تواصل هاتفياً نائب وزير الخارجية بوغدانوف مع السيد امل ابو زيد مستشار رئىس الجمهورية للشؤون الروسية ومع الدكتور جورج شعبان مستشار الرئيس الحريري، ومع شخصيات سياسية لبنانية، وبدا واضحاً ان التحرك الروسي هو بالتنسيق مع فرنسا لان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تواصل ايضاً هاتفياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وجاء التحرّك الروسي ليدعم التحرّك الفرنسي وقد شكلا سوياً مسعى لحل الازمة اللبنانية التي يمر فيها لبنان والكوراث التي يُعاني منها وقد اثمر التحرك الروسي بتخفيف الاحتقان، وحصل بوغدانوف على معلومات هامة عن الوضع اللبناني سمعها من الشخصيات اللبنانية السياسية، ومن المستشارين، وبذلك استطاعت موسكو تكوين فكرة مباشرة عن الوضع اللبناني ممّا سيجعل التنسيق الفرنسي – الروسي اكثر فعالية بشأن الازمة اللبنانية.
لكن التحرك الروسي لم يكن بهدف الوصول الى حجم مبادرة، بل ابقاء المبادرة الفرنسية هي الاساس، وهنا يجب القول ان الاطراف السياسية لا تزال تؤيد المبادرة الفرنسية زالت في مندرجاتها وفي بنودها، ورغم ان المبادرة الفرنسية اعطت مهلة لستة اسابيع تكون فيها الانتخابات الاميركية قد جرت وظهر المنتصر في معركة الولايات المتحدة، فان ادارة الخلية الفرنسية، بعد اجراء التعديلات فيها، اصبحت اكثر تفهّماً للواقع اللبناني، وبالتالي، اصبح مفهوماً ان الاتفاق على الرئيس المكلف سيسبق التأليف، ويُمكن القول ان تمديد مهلة ستة اسابيع كانت ضرورية لان الواقع اللبناني لا يُمكن اختراقه ما لم يُلتزم بمبدأ حكومة تكنوسياسية، حيث اقترح الرئيس ميقاتي 6 وزرارء سياسيين و14 وزيراً من الاختصاصيين والخبراء، وبذلك يُمكن ارضاء الكتل السياسية واهمها كتلة حزب الله وحركة امل، وبالتالي، يُشكل ذلك حلا لتشكيل الحكومة الجديدة.
دخل لبنان اول الكارثة بـ”كورونا”، والرقم يتصاعد ويتجه نحو الفي اصابة كما هو ظاهر، فأمس، سجل عدد الاصابات 1321 مع 12 حالة وفاة، ويرتفع الرقم يومياً ما بين 50 الى 100 اصابة . وقال اطباء الاوبئة في لبنان انه لبنان دخل حتماً اول الكارثة وطالبوا المستشفيات الخاصة باستقبال مرضى “الكورونا” لان اكثرية المستشفيات الخاصة ترفض استقبال الحالات ، مع العلم ان المستشفيات الحكومية وعدداً قليلاً من المستشفيات الخاصة تستقبل المصابين، وفي ظل هذا الوضع، قررت حالة التعبئة عزل 111 منطقة ومدينة وبلدة، يبدأ العزل اليوم الاحد عند الساعة 6 صباحاً وهو ما يعني اقفال كل المحال التجارية في المناطق 111 على كامل الاراضي اللبنانية، حيث ستنتظر حالة التعبئة النتائج، فاذا انخفض الرقم 100 اصابة بعد خمسة ايام يكون العزل قد اعطى نتيجته،وعدد القرى والبلدات التي تمّ عزلها هو اعلى رقم منذ الاغلاق التام في لبنان.
وقد تم الاخذ بعين الاعتبار نتائج ارقام الاصابات في هذه المناطق التي تم عزلها ورغم تذمّر بعض اصحاب المحلات من اغلاق محلاتهم وما اعتبروه قطعاً لارزاقهم، لكن الاكثرية قالوا انهم مستعدون لخسارة بعض المال لمدة اسبوع والعمل على ربح الصحة والحفاظ عليها .وتتوقع الاجهزة المختصة بالعزل نتائج ايجابية وضبط انتشار الفيروس الذي يتمدد في كل المناطق اللبنانية يشكل مخيف.
يسود الاعتقاد ان غموضاً يسيطر على الوضع الصحي للرئيس الاميركي دونالد ترامب، لكن الاكيد هو ان حالته ليست جيدة بدليل نقله الى المستشفى لمراقبته، وانه تم استعمال دواء خصوصي مضاد للالتهابات سيستمر لمدة 5 ايام، مع النفي بان الرئيس الاميركي وضع تحت جهاز تنفس اصطناعي. وقام مستشاره وصهره السيد جاريد كوشنير باطلاق تغريدة باسم الرئيس ترامب انه يجب اطلاق تحفيزات اقتصادية في الولايات المتحدة بسبب “كورونا”، وذلك من اجل الاعلان ان الرئيس الاميركي هو الذي كتب التغريدة، لكن الاطباء لم يعطوا اعلاناً واضحاً عن صحة الرئيس الاميركي لانه في سن خطر من ناحية المناعة وعدم قدرته على منع وباء كورونا من التفاعل في جسمه، وكل ما قاله الاطباء: اننا نتابع الوضع والساعات ال 48 المقبلة هي هامة جداً بعد حقن الرئيس الاميركي بالمادة ضد الالتهابارت لمعرفة تجاوبه مع هذا الدواء، فاذا انخفضت حرارته وتجاوب مع الدواء، فيمكن القول انه تقدم جزئياً، وان لم يتجاوب مع الدواء المستعمل فسيبقى في المستشفى لفترة ليست قصيرة.
لكن الاطباء قالوا ان احداً لا يستطيع الدخول لعقد جلسة مع الرئيس الاميركي واطلاعه على ظروف الولايات المتحدة باتخاذ القرارات المناسبة، وان الرئىس الاميركي مصاب بتعب شديد مما يعجله غير قادر على اتخاذ القرارات، وهذا ما استند اليه نائب الرئىس ليطالب بنقل الصلاحيات اليه، والدستور الاميركي لا يحدد الحالة التي يجب نقل صلاحيات الرئيس الاميركي الاّ عند وفاته. اما اذا دخل المستشفى، فان لجنة طبية بالتنسيق مع المحكمة العليا في الولايات المتحدة هي الوحيدة التي تقرر نقل الصلاحيات الى نائب الرئىس او عدم نقلها.