كتبت صحيفة الديار تقول: في موسم المونديال، هل ينتقل الاستحقاق الرئاسي الى مرحلة «النصف النهائي» تمهيدا لحسم انتخاب رئيس الجمهورية ؟
في الجلسة التاسعة لانتخاب الرئيس وضع رئيس المجلس نبيه يري الجميع امام مسؤولياتهم بتجديد دعوته للحوار حول هذا الاستحقاق سعيا الى الخروج من حالة المراوحة بدلا من الاستمرار في الجلسات التي باتت محطات اسبوعية غير مجدية ومملة.
ووفقا للمعلومات التي توافرت للديار حتى الامس فان الاجواء النيابية هي افضل من السابق، وتؤشر الى ان هناك تجاوبا كبيرا واسعا ومتناميا مع الدعوة، لكن الامور لم تحسم بانتظار موقف الكتلتين المسيحييتين الكبيرتين للقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، مع العلم ان الطرفين حرصا على الايحاء بانهما لا يمانعان في اجراء الحور لكن لكل منهما رؤيته او شروطه في هذا الشأن.
وبانتظار الجواب النهائي في اليومين المقبلين، علمت «الديار» انه في حال حسم الاجماع والتوافق على الشروع بالحوار فان جلسة الخميس المقبل ستتحول الى جلسة حوار لم يتبلور شكلها واليتها.
ووفقا للمعلومات فان هناك جهوزية لمثل هذه الجلسة في المجلس النيابي، ربما في القاعة التي عقد فيها الحوار سابقا بحضور رؤساء الكتل وممثليها.
وقالت مصادر نيابية ان هذا التفصيل في شكل الحوار سيكون محسوما على ضوء اكتمال مواقف الكتل النيابية من الدعوة، مع العلم ان غالبية الكتل عبرت عن تاييدها لدعوة بري باستثناء كتلتي القوات والتيار اللتين تريثتا في اعطاء موقف نهائي يفترض ان يكون محسوما مطلع الاسبوع.
اما جدول اعمال الجلسة الحوارية فهو محصور ببند واحد الاستحقاق الرئاسي، كما عبر الرئيس بري، ولن يتناول اي موضوع آخر.
واذا ما سارت الامور بشكل ايجابي مع دعوة بري فان جلسة الخميس الحوارية لن تكون الوحيدة والحاسمة بالنسبة للاستحقاق الرئاسي، وسيحتاج الامر لاكثر من جلسة كما قال مصدر نيابي لـ «الديار» امس، لافتا الى» انه من الصعب ان نتوصل في جلسة واحدة الى التوافق على انتخاب رئيس الجمهورية لان الخلافات القائمة تحتاج الى مناقشات لكل الجوانب المتعلقة بهذا الاستحقاق خصوصا في ظروفنا الراهنة».
واضاف « لكن رغم ذلك فان اهمية الجلسة الحوارية الاولى هي انها تفتح الباب امام مرحلة جديدة اكثر ايجابية ويبنى عليها لانتخاب رئيس الجمهورية والخروج من دائرة التحدي الى مساحة التوافق».
وتوقع استئناف الحوار اذا ما بدأ الخميس المقبل مطلع العام الجديد بسبب حلول عيدي الميلاد وراس السنة.
رياشي لـ «الديار»
وفي شأن الموقف من دعوة الرئيس بري للحوار قال عضو تكتل الجمهورية القوية النائب ملحم رياشي للديار امس: «اننا لا مانع لدينا في الحوار، لكن التوجه للتكتل قبل اجتماعه يوم الاثنين (غدا) هو ان يحصل الحوار بين كل دورة ودورة من انتخاب رئيس الجمهورية في الجلسة، والا يكون بديلا لجلسات الانتخاب ومسار الديمقراطية والدستور لهذا الاستحقاق».
وحرص على القول ان هذا التوجه هو الموقف المبدئي، لكن التكتل سياخذ الموقف النهائي في اجتماعه وسيكون موقفا دقيقا وواضحا.
مصدر في التيار
من جهته قال مصدر نيابي في التيار الوطني الحر لـ «الديار» ان تكتل لبنان القوي سيعلن موقفه في هذا الشان في اجتماعه يوم الثلاثاء، لكنه لم يستبعد ان يعلن رئيس التيار جبران باسيل موقفا من الدعوة للحوار في حديث تلفزيوني اليوم.
واضاف «ان اجواء التكتل تجاه موضوع الحوار ايجابية عموما لاننا نعتقد ان لا بديل عنه، ونحن لا نمانع في الحوار والتوافق على الاستحقاق، لكننا لم ناخذ بعد موقفا من دعوة الرئيس بري».
ولفت الى ان الحوار يحتاج الى مناخ مناسب لان اي تصعيد او تصرف تصعيدي او توتيري كما حصل مؤخرا باجتماع محلس الوزراء للحكومة المستقيلة يؤثر حكما على الحوار. والشرط الاساسي للذهاب الى الحوار هو الذهاب في مناخ ملائم في هذا الاطار.
مواقف الكتل
والمعلوم ان هناك كتلا كثيرة اعلنت تاييدها للحوار هي: كتلة التنمية والتحرير، كتلة الوفاء للمقاومة، كتلة اللقاء الديمقراطي، كتلة الطاشناك الارمني، كتلة الكتائب، كتلة المردة، وكتلة الاعتدال ذات الغالبية السنية،وعدد من النواب المستقلين بينهم نواب من التغيير.
لكن هناك نوابا تغييريين اخرين لم يحسموا موقفهم بعد الى جانب كتلة تجدد.
وعبر مصدر نيابي مقرب من الرئيس بري عن تفاؤل نسبي، مشيرا الى ان الاجواء تبدو افضل من السابق، لكن الرئيس بري ينتظر جواب كل الكتل ليبنى على الشيء مقتضاه.
مرحلة جديدة والتحرك الفرنسي
وعلى صعيد الاستحقاق الرئاسي ايضا قال مصدر مطلع لـ «الديار» امس انه بعد الجلسات التسع وما رافقها من مواقف وتطورات لم يعد مستبعدا الانتقال الى مرحلة جديدة مع مطلع العام المقبل خصوصا اذا ما تعززت وتكرست فكرة الحوار والتوافق.
واضاف ان الانتقال من الورقة البيضاء الى تسمية مرشح رئاسي امر وارد في مطلع العام الجديد وان الحوار اذا ما حصل سيكون عاملا مؤثرا في هذا الشان، لافتا الى ان المرشح الابرز الحاضر والقائم هو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ليكون محل الورقة البيضاء مع استقطاب اصوات وكتل اخرى.
ولفت الى ان قائد الجيش العماد جوزاف عون يبقى مرشحا قائما ومطروحا ايضا، لكن سلوك هذا الخيار يحتاج الى غطاء وتوافق نيابي واسع يجمع اكثر من ثلثي اعضاء المجلس لان ترشيحه يحتاج الى تعديل دستوري وفق هذا العدد.
وردا على سؤال قال ان البحث الجدي في هذا الخيار لم يبدأ بعد بانتظار انقشاع المناخ الداخلي والخارجي وهناك نوع من عملية جس النبض في هذا الشان تقوم بها جهات داخلية وخارجية.
وفي غمرة هذه التكهنات توجه قائد الجيش امس الى قطر في زيارة تلبية لدعوة رسمية من نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن ال ثاني. وقال بيان لقيادة الجيش ان البحث سيتناول سبل استمرار دعم الجيش خلال هذه المرحلة.
لكن مصادر نيابية لم تستبعد ان يتناول البحث الاستحقاق الرئاسي في ضوء المعلومات الاخيرة بان الدوحة تشارك في اتصالات حول الاستحقاق الرئاسي وانها تاخذ بعين الاعتبار ان العماد جوزاف عون هو احد المرشحين البارزين للرئاسة.
الى ذلك علمت الديار من مصدر موثوق ان السفيرة الفرنسية ان غريو التي التقت مؤخرا الرئيس بري ابدت حرصا واضحا على الاطلاع منه على اخر تفاصيل التطورات المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي، معربة مرة اخرى عن تاييدها للحوار والتوافق بين اللبنانيين للاسراع في انتخاب الرئيس الجديد واستكمال الاصلاحات مشيرة الى ان فرنسا تقدم كل الدعم للبنان في هذا الاتجاه.
وفي المعلومات ايضا بعد القمة الاخيرة بين الرئيسين الفرنسي والاميركي ماكرون وبايدن، جرى التاكيد على التعاون بين الحانبين حول الملف اللبناني والاستحقاق الرئاسي.
وقال المصدر ان واشنطن تبدي دعمها وتعاونها مع المساعي والحراك الفرنسي. وان الفريق الفرنسي الذي يتابع هذا الموضوع بتوجيهات مباشرة من الرئيس ماكرون جمع المزيد من المعطيات حول هذا الاستحقاق للانتقال الى مرحلة اخرى في هذا الشان. وهناك تواصل لم ينقطع مع السعودية التي تحرص حتى الان على التريث والحذر ولا تعطي موقفا مفصلا حول انتخاب الرئيس الجديد لكنها تشجع على انتخاب رئيس يوصف بانه رئيس ثقة قادر على الاصلاح وبناء علاقات موثوقة مع المجتمع الدولي والدول العربية.
وفي شان الموقف الاميركي وصف مصدر مطلع زيارة نائب وزير الخارجية الاميركي السابق ديفيد هيل للبنان بانها زيارة استطلاعية، لكنه اشار الى ان اجواء لقاءاته ومحادثاته تفيد بان واشنطن تفسح في المجال للتحرك الفرنسي ولا تضع فيتو على اسم اي مرشح للرئاسة.
العلاقة بين التيار وحزب الله
على صعيد آخر لم تشهد الساعات الماضية تطورات سجالية جديدة بين حزب الله والتيار الوطني الحر في ضوء اهتزاز العلاقة بقوة بين الطرفين بعد اجتماع مجلس الوزراء واتهام باسيل قيادة حزب الله بالنكوث في الوعد، الامر الذي اثار استياء شديدا لدى قيادة الحزب واوساطه.
ورغم هذا التوتر في العلاقة فان مصادر الطرفين عبرتا للديار عن حرصهما على العلاقة في ما بينهما، مع الاخذ بعين الاعتبار مراجعة ومعالجة تداعيات ما جرى.
وبقي نواب ومسؤولو الحزب ملتزمين بتعميم القيادة بعدم التصريح عن هذا الموضوع والاكتفاء بالبيان الذي صدر عن الحزب.
وقال مصدر نيابي في التيار الوطني الحر لـ» الديار» ردا على سؤال حول هذا الموضوع: «نحن حريصون على العلاقة مع الحزب، لكن هذا لا يعني اننا لسنا بحاجة الى البحث بعمق في كل ما جرى لكي تستقيم العلاقة من جديد على اسس واضحة اكثر».
واضاف « ان ما حصل هو امر كبير جدا بالنسبة لنا، ولا نستطيع ان نقلل من شانه، وان اجتماع مجلس الوزراء لحكومة تصريف الاعمال من دون اجماع هو امر غير بسيط ولا يجوز المرور عليه مرور الكرام او تجاهل مخاطره. ليس مقبولا تجاوز الاجماع او تجاوز الغطاء والتمثيل المسيحي بهذا الشكل او باي شكل اخر، ولا يجوز ايضا الموقف المسيحي في داخل الحكومة وخارجها وبكركي وموقعها على وجه الخصوص «.