السبت, نوفمبر 23
Banner

ميقاتي وقائد الجيش: المعتدون على «اليونيفيل » سينالون جزاءهم

كتبت صحيفة “الشرق” تقول:

عبر قنوات مختلفة موزعة بين الداخل والخارج، يبدو ان جهوداً سياسية تبذّل ‏لاحتواء مناخ الاضطراب والتوتر الذي برز على خلفية التطورات التي شهدتها بلدة العاقبية ‏بين “اليونيفيل” والاهالي واسفرت عن مقتل جندي ايرلندي وجرح ثلاثة آخرين، وحرف ‏الحادثة الخطيرة نحو منحى تبريدي في ضوء الإتصالات الرسمية اللبنانية والإجتماعات ‏التي عقدت بين الجهات المعنية لضمان عدم الانزلاق نحو ما لن تحمد عقباه على مستوى ‏أمن الساحة اللبنانية.‏

الحادثة بقيت امس متصدرة الاهتمام المحلي ولا بد ستحضر في الاجتماع الوزاري ‏التشاوري المنعقد في السراي في ضوء عدم اجتماع مجلس الوزراء، على رغم وجوب ‏اجتماعه لتطويق مضاعفات التطور الجنوبي الذي تنوعت القراءات في شأن خلفياته ‏والابعاد وتضاربت بين من ادرجه في خانة الحادث البريء ومن لا يرى فيه اي علاقة ‏بالبراءة ويعتبره مدبرا ورسالة في اكثر من اتجاه محلي ودولي.

في الناقورة

وفي محاولات لبنان الرسمي المحدودة لاحتواء الوضع، وفيما ‏لم يتم توقيف احد بعد، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي صباحا المقر ‏العام لقيادة قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان” اليونيفيل” في بلدة الناقورة، في ‏زيارة تضامن بعد حادثة مقتل عنصر من الكتيبة الايرلندية وجرح ثلاثة آخرين في بلدة ‏العاقبية في الجنوب ليل الاربعاء الخميس‎.‎‏ ووصل ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزيف عون معا الى ‏الناقورة، وكان في إستقبالهما القائد العام لـ”اليونيفيل” الجنرال أرولدو لازيارو. وعقد إجتماع ‏تم خلاله البحث في الحادثة وملابساتها والوضع في الجنوب، اضافة إلى شرح حول ‏عمليات اليونيفيل والأنشطة التي تضطلع بها بالتعاون مع الجيش‎.‎‏ وفي خلال الاجتماع قدم ‏الرئيس ميقاتي تعازيه الى قيادة اليونيفيل بالجندي التابع للكتيبة الايرلندية الذي قتل في ‏حادثة العاقبية، وتمنى الشفاء العاجل للجنود الثلاثة الذين اصيبوا في الحادثة ايضا‎.‎وتقدّم ‏قائد الجيش العماد عون من قائد اليونيفيل الجنرال أرولدو لاثارو بأحر التعازي بوفاة ‏الجندي الايرلندي متمنّيا الشفاء للجرحى. وثمّن تضحيات عناصر اليونيفيل الشريك ‏الاستراتيجي للجيش في المحافظة على الأمن والاستقرار في الجنوب، مؤكّدا استمرار ‏التنسيق والتعاون بينهما‎”‎‏.‏

لبنان ملتزم

وقال رئيس الحكومة “إننا نعرب عن حزننا العميق للحادثة، والتحقيقات ‏اللازمة مستمرة لكشف الملابسات، ومن الضروري تحاشي تكراره مستقبلاً. وأحيي ذكرى ‏شهداء هذه القوات الذين اختلطت دماؤهم بدماء شهداء الجيش والجنوبيين على مر السنين ‏منذ ان انتدبوا لمهمة حفظ السلام في جنوب لبنان‎”‎‏. أضاف “كما نعرب عن تقديرنا الكبير ‏لمساهمة اليونيفيل في السلام والاستقرار في جنوب لبنان، وأنا هنا لأؤكد مرة أخرى ان ‏الشعب اللبناني، وأنا شخصيا، نقدر عميقا العمل الذي تقومون به، جنبا إلى جنب مع الجيش ‏للحفاظ على السلام والهدوء في الجنوب‎”‎‏. وتابع “إن لبنان ملتزم بتطبيق قرار مجلس الأمن ‏الدولي 1701، ويحترم القرارات الدولية، ويدعو الامم المتحدة الى الزام اسرائيل بتطبيقه ‏كاملا ووقف اعتداءاتها المتكررة على لبنان، وانتهاكاتها لسيادته برا وبحرا وجوا‎”‎‏. وختم ‏‏”البيئة التي يعمل فيها الجنود الدوليون بيئة طيبة، والتحقيقات متواصلة في مقتل الجندي ‏الإيرلندي ومن تثبت إدانته سينال جزاءه”.‏

لتلتزم بعملها

وفي وقت تتجه الانظار الى اداء حزب الله في المرحلة المقبلة وما اذا كان ‏سيتعاون في تسليم الضالعين في الحادثة التي وقعت في منطقة نفوذه، حذر رئيس لقاء ‏علماء صور ومنطقتها العلامة الشيخ علي ياسين من “مخاطر الصدام بين قوات اليونيفل ‏والمواطنين”، مؤكدا “ضرورة إلتزام القوات الدولية بعملها ومنطقتها ومندرجات القرار ‏‏١٧٠١ كي لا يأتي طابور خامس يشعل الفتن”، مشدداً على “ضرورة النظر جنوبا نحو ‏خروقات العدو اليومية”.‏

انشطة الحزب

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، أعلن أنّ ‏الاجتماع العاشر لـ”مجموعة تنسيق إنفاذ القانون” في أوروبا، يوميْ الأربعاء والخميس، ‏ركّز على مكافحة الأنشطة الإرهابية وغير المشروعة لحزب الله في إفريقيا‎.‎‏ وأضاف ‏برايس أنّ “الاجتماع تمّ بمشاركة الحكومات والمنظّمات من جميع أنحاء إفريقيا إلى جانب ‏الولايات المتّحدة وإسرائيل واليوروبول”‎.‎‏ وناقش المشاركون كيف يواصل حزب الله جمع ‏الأموال في القارة السمراء، باستخدام كلّ من الوسائل المشروعة وغير المشروعة ‏وبالتهرّب من تطبيق القانون والجهود التنظيمية المالية‎.‎

باسيل يتصل

الى ذلك، أجرى رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، اليوم ‏اتصالاً بقائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب “اليونيفيل” مقدمًا التعزية. واستنكر ‏باسيل “أي اعتداء على قوات اليونيفيل”، معلنًا رفضه “أي إلتباسات لقتل عناصرهم‎”‎‏. كما ‏أكّد “أهمية الالتزام بمندرجات القرار 1701 كضامن للإستقرار ورادع لأي اعتداء‎”‎‏.‏

الانفلات الميليشيوي

من جانبه، راى جهاز العلاقات الخارجية في حزب القوات اللبنانية ‏‏” في بيان “ان الهجوم المسلح ‏على آلية لليونيفيل هو مؤشر خطير، يؤكد المؤكد على تفلت السلاح خارج اطار الشرعية ‏اللبنانية وهو خرق فاضح للقرار الدولي 1701 بما يتناقض مع المصالح الاستراتيجية العليا ‏للبنان، ومس بسيادة الدولة والاستقرار العام”‏‎.‎‏ وطالب “الحكومة اللبنانية والقوى الامنية ‏الشرعية بالتشدد في عملية بسط السيادة والحرص على عدم تفشي وباء اللاشرعية ‏والانفلات الميليشيوي بما يمنع تكرار مثل هذه الحادثة المأسوية‎”‎‏.‏

Leave A Reply