السبت, نوفمبر 23
Banner

لا مسؤولية ولا ضمير عند حكام آخر زمان!

صلاح سلام – اللواء

بين «حانا ومانا» والأطراف السياسية المتصارعة، ضاعت حقوق اللبنانيين الطبيعية كمواطنين في بلد يُفترض به أن يكون الدستور والنظام العام القاعدة الأساس لقيام دولة المواطنة.

ما يجري من مماحكات وصراعات وإنقسامات بين القوى الحزبية، وحتى داخل حكومة تصريف الأعمال، لم يُعطل الإنتخابات الرئاسية وحسب، بل أدّى إلى شلل في كل مفاصل الدولة، وفاقم من تعقيدات الأزمات التي يرزح تحت وطأتها هذا الشعب المقهور منذ ثلاث سنوات ونيّف، دون رحمة ولا شفقة من أصحاب الحل والربط.

لا ندري كيف يستطيع أي مسؤول، سواء كان في السلطة أم في المعارضة، أن يضع رأسه على وسادته آخر الليل ويغفو، فيما الأكثرية الساحقة من شعبه تئن من الجوع، والعديد من المرضى يقضون على أبواب المستشفيات، وآخرون لا يملكون ثمن الدواء، وأعداد التلاميذ المسرّبين من المدارس تزداد يوماً بعد يوم، وأرقام البطالة في إرتفاع مستمر، وقد تجاوزت الثلاثين بالمئة، وإحصاءات الأمم المتحدة تؤكد بأن ثمانين بالمئة من الشعب اللبناني قد سقطوا تحت خط الفقر.

أين المسؤولية الوطنية لحكام آخر زمان، المنصرفين عن معالجة قضايا البلد ومشاكله، والمتلهّين بمعارك السلطة والنفوذ، ومتابعة النهب والمحاصصة في البقية الباقية من خيرات هذا الوطن؟

وكيف يسمح مسؤول لنفسه بتحمّل وزر تعذيب الملايين من شعبه تحت طائلة العتمة وإنقطاع التيار الكهربائي، فيما بواخر الفيول رابضة في عرض البحر، تنتظر إشارة الوصول إلى محطات الكهرباء لتفريغ حمولاتها والعودة إلى البلاد التي جاءت منها؟

هل يدري أصحاب السلطة والصولجان أن كل يوم تأخير في التفريغ لا يكلف الخزينة عشرات الألوف من الدولارات كغرامة وحسب، بل ثمة خمسة ملايين دولار على الأقل يتحملها يومياً اللبنانيون على إختلاف طوائفهم وأحزابهم، وفي مختلف المناطق اللبنانية، في شراء المازوت بالأسعار المرتفعة، أو تسديد فاتورة المولدات التي تضاعفت عدة مرات في السنتين الأخيرتين، وخاصة بعد تراجع ساعات التغذية إلى نقطة الصفر، منذ ربيع العام الماضي.

هل يعلم أصحاب الضمائر الميتة من أهل الحل والربط أن كم عدد العائلات التي تكتفي بإشتراك «أمبير» واحد أو إثنين لكل البيت، لأنها لم يعد بمقدورها توفير الملايين للحصول على إشتراك خمسة أمبير فقط، لتأمين الإنارة لأولادها في الدرس، وقضاء الحاجات الأساسية في المنزل؟

لا ندري من أي طينة عُجِنت هذه المنظومة السياسية الفاسدة، التي لا تحس، ولا يرف لها جفن، رغم كل ما سببته وتسببه من مآسٍ ومعاناة لهذا الشعب المقهور!

Leave A Reply