حذرت الأمم المتحدة، اليوم، من أن التباطؤ الاقتصادي العالمي سيجبر المزيد من العمال على قبول وظائف منخفضة الجودة وذات أجور منخفضة في 2023، في الوقت الذي يلتهم فيه التضخم زيادة الأجور.
وقالت منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة إنه مع ارتفاع الأسعار بوتيرة أسرع من الدخل، فإن أزمة تكلفة المعيشة ستدفع بالمزيد من الناس إلى الفقر، بينما من المتوقع أن ترتفع معدلات البطالة في جميع أنحاء العالم.
وبينت منظمة العمل الدولية أن العجز في إيجاد العمل اللائق قد تفاقم بسبب أزمات متعددة ومتداخلة، بما في ذلك الأزمة الروسية الأوكرانية، والتوترات الجيوسياسية الناشئة، والتعافي غير المتكافئ من جائحة كوفيد – 19، واستمرار الاختناقات في سلسلة التوريد.
وقالت الوكالة في تقريرها السنوي للتوظيف العالمي والتوقعات الاجتماعية: “لقد أوجدت هذه الظروف معا ظروفا للركود التضخمي – تضخم مرتفع ونمو منخفض في نفس الوقت – لأول مرة منذ السبعينيات”.
وبحسب “الفرنسية” أظهر التقرير أن العمالة العالمية نمت 2.3 في المائة العام الماضي، ولكن من المتوقع أن تتوسع بنسبة واحد في المائة فقط هذا العام، إلى ما يقرب من 3.4 مليار شخص يعملون.
ومن المتوقع أن تصل البطالة العالمية إلى 208 ملايين شخص هذا العام، بمعدل بطالة يبلغ 5.8 في المائة.
وبلغ معدل البطالة العالمية 192 مليونا في 2019 قبل أن يرتفع إلى 235 مليونا في 2020 مع اندلاع جائحة كوفيد.
وقال التقرير إن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما يواجهون صعوبات شديدة في العثور على عمل لائق والحفاظ عليه.
ودعت منظمة العمل الدولية إلى زيادة الاستثمار في التعليم والتدريب، قائلة إن ثلثي القوى العاملة الشبابية العالمية “تفتقر إلى مجموعة أساسية من المهارات”، مما حد من فرص عملهم ودفعهم إلى أعمال ذات جودة منخفضة.
وأوضحت منظمة العمل الدولية في تقريرها أن هناك ما يقارب ملياري عامل في جميع أنحاء العالم يعملون في وظائف غير رسمية العام الماضي.
وقالت منظمة العمل الدولية: “بالنظر إلى الارتفاع الكبير في عدم اليقين فيما يتعلق بالمسار المستقبلي للاقتصاد العالمي، فإن التوسع في التوظيف هو الأسرع بين العمال غير الرسميين”، حيث يقود القطاع غير الرسمي معظم انتعاش التوظيف بعدما بدأت جائحة كورونا.
كما بين التقرير أن في 2022، كان ما يقدر بـ 214 مليون عامل، أو 6.4 في المائة من جميع الموظفين، يعيشون في فقر مدقع، ويكسبون أقل من ما يعادل 1.90 دولار في اليوم.
وفي السياق ذاته أكد مدير إدارة البحوث في المنظمة ريتشارد سامانس، أن العمالة العالمية لن تتعافى من الخسائر التي تكبدتها خلال جائحة كوفيد – 19 قبل 2025.
Follow Us: