السبت, نوفمبر 23
Banner

قلب «بي بي سي» العربية يتوقف بعد ٨٤ عاما.. واللبنانيون يفتقدونها!

حسين سعد –

يفقد اللبنانيون كما في العالم العربي، المتابعين لهيئة الإذاعة البريطانية ، صدى صوت هذه الإذاعة، التي نشأوا عليها ، في متابعة الأحداث والتطورات العالمية والبرامج الإذاعية والاغاني الطربية ، التي كانت تواكبهم في يومياتهم. بعد ٨٤ عاما من النبض ، توقف اليوم عند الثالثة بتوقيت بيروت، بث راديو هيئة الاذاعة البريطانية ( بي بي سي ) باللغة العربية، منهية حقبة تاريخية اعلامية ، رسخت على مدى اكثر من ثمانية عقود، واسماء مذيعين وبرامج سياسية واجتماعية وفنية، وتغطيات اخبارية للحرب العالمية الثانية ونكسة فلسطين، وحروب الكوريتين وفيتنام وافغانستان والعراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان، وصولا إلى الحرب الروسية الاوكرانية، وايضا تنصيب ملكة بريطانيا اليزابيت ووفاتها ونصيب نجلها تشارلز وغيرها من الأحداث العالمية الكبيرة.

يغيب ابتداء من اليوم، جرس ساعة بيغ بن ، وهو الصوت، الذي كانت تبدأ على ايقاعه العروض الإخبارية المتواصلة على مدى ٢٤ ساعة، التي بدأها المذيع المصري احمد كمال سرور ، في الثالث من يناير العام ١٩٣٨ مستهلا أولى نشرات الاخبار بعبارة (هنا لندن ، دار هيئة الاذاعة البريطانية ، ايها السيدات والسادة ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) وقد تغيرت الافتتاحية في التسعينيات لـ: “هنا لندن: بي بي سي”. وتعيد هيئة الاذاعة البريطانية، ومقرها في ضاحية لندن ، سبب توقف البث باللغة العربية، وتسع لغات أخرى، منها الصينية والهندية والفارسية ، إلى الضائقة الاقتصادية. وقررت الإذاعة البريطانية، في وقت سابق، وقف البث الإذاعي بعدة لغات من أبرزها اللغة العربية، إلى جانب إلغاء مئات الوظائف عبر الخدمة العالمية. وقالت الهيئة، في بيان، “إنها تعتزم إلغاء 382 وظيفة بالخدمة العالمية، في إطار جهودها الرامية لتوفير 28.5 مليون جنيه إسترليني من المدخرات السنوية لخدماتها الدولية. وأوضح البيان أن “التضخم المرتفع وارتفاع التكاليف، أدى إلى خيارات صعبة للهيئة، وأضافت الهيئة البريطانية أن خطط الخدمة العالمية تدعم استراتيجيتها لإنشاء منظومة حديثة، وقيادة رقمية. وفي اخر بث لها ، صباح هذا اليوم ، وبث راديو بي بي سي، حلقة خاصة حكى فيها المستمعون ذكرياتهم مع إذاعة بي بي سي، من السودان وتشاد ومصر، واذيع أيضا جزء من لقاء خاص أجراه الإذاعي محمود المسلمي مع الفنان نور الشريف وكذلك حوار مع سيدة الغناء العربي السيدة أم كلثوم، وذلك قبل الإغلاق الرسمي ، وإذاعة جزء من حوار خاص أجراه الإذاعي الراحل رشاد رمضان مع الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، وتسجيل بصوت الروائي الراحل الطيب الصالح، الذي كان يترأس قسم الدراما في بي بي سي نيوز عربي.

وكان القسم العربي، في الإذاعة البريطانية ، انشىء كرد فعل ، على إذاعة باري الإيطالية الناطقة بالعربية، وكانت تروج للفاشية ، ولم يخل دور هذه الإذاعة( البريطانية ) من تباين الاراء في الشارع العربي، حول سياستها، بين متهم لها بالانحياز ، وبين تبني رأيي اخر كبير حول حياديتها. وقد برز من الأسماء العاملين فيها إلى جانب المصري أحمد كمال سرور، والفلسطيني ماجد سرحان، والعراقية الهام المدفعي، والمئات من الإعلاميين في العالم العربي ، من بينهم اعلاميون لبنانيون ، حيث تولت في اخر فترة ٢٠٠٦ الزميلة ندى عبد الصمد مراسلة الإذاعة من بيروت، فيما تولى لفترة طويلة الزميل بسام العنداري مسؤول قسم المراسلين في الإذاعة، وسبق لي أن تعاونت مع الإذاعة في تغطية عدوان تموز – اب ٢٠٠٦.

الزميلة عبد الصمد

وقد نشرت الزميلة عبد الصمد، التي ما تزال تحتفظ بمسؤولية مكتب تلفزيون BBC باللغة العربية في بيروت ، على صفحتها ما يلي : بعد نصف ساعة تتوقف اذاعة بي بي سي عربي، وتتوقف محطات البث الى غير رجعة …هو المكان الذي امضيت فيه سنوات في عز الازمات، والانقسامات والحروب والاحتلالات والاغتيالات والانتخابات والانتفاضات… احداث واحداث طبعت ذاكرتي وكنت فيها مع زملاء نسابق الزمن كي تكون بي بي سي المصدر الاكثر ثقة والخيار الاول لمعرفة الاحداث …صفحة ستطوى بعد قليل ويبقى للزمن ان يحكم صوابية القرار من عدمه، مع اني ارى فيه تسرعا وخطوة خاطئة.

Leave A Reply