السبت, نوفمبر 23
Banner

حين يتحكّم المؤشر بلقمة العيش!

 رمال جوني – نداء الوطن

دقت ساعة الإنفجار، هي مسألة وقت لا أكثر، مع دخول البلد في لعبة المؤشر، باتت حياة الناس موصولة على مؤشر صباحي وآخر مسائي للمحروقات والدواء والخبز. طال الصراع حول لقمة الفقير ودوائه، لن يكون صراعاً بريئاً، بل سيترك تداعياته القاسية على الطبقة المعدومة.

لم ينتظر تجار الأزمة مزيداً من الوقت لرفع الأسعار، أقفلوا متاجرهم، خشية الخسارة، هكذا يتلاعبون أكثر في الأسعار. بعضهم تحوّل نحو التسعير «بالدولار»، يؤكد عبد الحسن أنّ صاحب الدكان طالبه بالدفع إمّا بالدولار أو وفق سعر السوق السوداء.

يعتبر أبو محمد صاحب دكان في منطقة النبطية، أن «تسعيرة الدولار ضمانة لهم»، يقر أنّ «العملة انتهى مفعولها»، جازماً دخول البلد في صراع خطير مع الغذاء، بحسبه «أحجم الناس عن الشراء بشكل لافت، الكل يترقب حركة الدولار، باتت حياتهم مرهونة به، وموصولة على مؤشر المحروقات والغاز والخبز والسلع والدواء»، مؤكداً « أن الصراع بين الدولار والليرة لن ينعكس إلا مزيداً من إرتفاع الأسعار، فالتسعيرة اليوم إمّا وفق الـ70 ألفاً أو بالدولار».

دخلنا مرحلة الخطر، الكل يترقب مستجدات الأحداث الداخلية، بيد أنه إقتربنا أكثر من عصر الفلتان. وعليه، سيتحول كل مواطن خفير وشرطي، لا عجب إن تحولت القرى اليوم «عصفورية سرقات»، فالحرامية وما أكثرهم، لم يتركوا حيلة إلا وإعتمدوها.

تخطت السرقات المنطق، وجديدها السرقة في العزاء، فيا عزيزي المواطن حذار وضع المال في جيبك. لم يصدق مصطفى ما حصل معه أثناء مشاركته تشييع أحد أبناء بلدته، لم يتخيل أن الحرامي سيسرق ما في جيبه خلسة. فقد مصطفى قرابة الـ4 ألاف يورو من جيبه، أثناء مشاركته الدفن، يقول إنه « قصد العديد من الصرَّافين لمعرفة من صرّف هكذا مبلغ، ولكن من دون جدوى». بحسبه «عملية سطو متقنة تعرضت لها، إستغلوا قربي من النعش، وسرقوني، وسط الإزدحام».

كثر وقعوا ضحية «حرامية الموت»، الذين يقصدون مناسبات التشييع، ويسطون على الناس، قرى عديدة من النبطية شهدت حوادث مماثلة، حيث طالت السرقات المال والهواتف وكل ما وقعت عليه يدهم.

وعليه، يمكن القول إننا دخلنا رسمياً، زمن الفلتان الأمني، وسيزداد الأمر سوءاً، مع دخول البلد في فوضى إقتصادية غير مسبوقة، وسيطرة هستيريا على الشارع.

لم تعد مستغربة حالة الصمت الراهنة، لا تعدو تحركات الشارع التي شهدتها بعض القرى ليل أول من أمس، سوى فورة غضب سريعة، سرعان ما تنتهي مع إخماد نار الدولار. رغم أن نار الفلتان ما زالت تشتعل.

وعليه، لماذا لم يعترض الناس بعد؟ الجواب واضح، لم تقرر القوى السياسية بعد، فمصير التحركات تقرره هذه الأفرقاء لا الناس، وحين يقرر الشعب أن ينتفض، سيقلب الطاولة، ولكن.

Leave A Reply